رجل أعمال خسر أمواله في ألمانيا..ويرسم على أرصفة مصر.. فيديو وصور

رسام فقير الحال يحمل في يده أقلامًا برونزية اللون، وورقه قوامها سميك تتحمل ما يفعله بها القلم، يجلس على رصيف منزو بعيدًا عن أعين الناس، تتعجب عندما تراه من مسافة بعيدة، ما هذا الذي يرسمه، أشكالًا لا تعرف لها معنى، ولكن علاء الشريف يعرف معناها جيدًا فهو صاحب هذه الرسومات الغريبة، وصاحب قصة قدرية لا يمكن توقعها.

علاء محمد الشريف، مواطن مصري ولد عام 1959، حصل على دبلوم المعهد الفني التجاري منيل الروضة عام 1980، وعقب تأديته للخدمة العسكرية سافر مباشرة إلى ألمانيا، ليعمل موظفًا بالعلاقات العامة والترجمة بشركتي ASA، DND للتجارة العامة والتوكيلات التجارية والخدمات العلاجية والدبلوماسية، ثم أسس شركته الخاصة عام 2000، وهي الشريف جروب كوربوريشن بالقاهرة وألمانيا.

وقال علاء لـ "صدى البلد" تعرضت شركتي لظروف قاسية أفقدتني كل ما أملك، والسبب صفقة خاسرة وضعت فيها كل أموالي"، مضيفًا "لم أتحمل رؤية شركتي التي أنشأتها بعد سنوات من التعب تنهار أمام عيني، أصبت حينها بفقدان للذاكرة استمر ثلاث سنوات، ما زالت أثاره مستمرة حتى الآن".

"بعد المحنة، تأتي المنحة، عدت إلى مصر عام 2005، وقررت أن ابدأ حياة جديدة بعيدًا عن سنوات الصراع في ألمانيا، ويكون بطلها الرسم"، هكذا استكمل علاء حديثه، مؤكدًا أنه يعيش الآن في غرفة بالإيجار في منطقة المنيب بعدما تخلت عنه زوجته الألمانية، ويعيش من الأموال الضئيلة التي تدرها عليه أموال اللوحات التي يرسمها.

و بالنسبة للوحاته التي لا تحمل شكلًا واضحًا، قال إن ما يقوم به مدرسة جديدة في الرسم يتحد فيها الفن والعلم، فهو يحول النظريات العلمية التي توصل لها بفضل قراءاته العديدة في الموسوعات العلمية، إلى رسومات على ورق_على حد قوله_، مؤكدًا أن أكثر الفئات التي تتهافت على لوحاته طلاب الهندسة والطب، فهم يعرفوا معناها جيدًا والحقائق التي تشير إليها.

وأكد علاء الشريف، أنه تفرغ للرسم منذ عام 2013 كمحترف دائم، وشارك في العديد من المعارض الفنية التي قدرت عمله وكرمته ومنحته شهادات للتقدير، مثل معرض كنوز شعبية بدار الأوبرا المصرية، ريشة وقلم بأتيليه القاهرة، ومصر في عيونهم بقصر الأمير طاظ، بالإضافة إلى تكريمه من قبل جمعية المحافظة على التراث المصري والتي يحمل عضويتها.

واختتم علاء حديثه، متمنيًا أن يعود لحياته القديمة، فلم يعد قادرًا على ما يفعله به الشارع، قائلًا "لا مأوى في الشارع، والهدوء والسكينة مفقودين"، مضيفًا " بات حلمي الأن أن أقدم كتابًا علميًا يضم ما توصلت إليه، وخاصة فيما يتعلق بمخ الإنسان"، مطالبًا بمقابلة بطل العالم في المصارعة ليطبق عليه نظرياته، ويثبت صحتها".