هذه السطور أتوجه بها إلى الآباء والأمهات والأساتذة في الجامعات والمدارس وبخاصة الذين تقتضي أعمالهم قضاء كل الوقت بعيدا عن الأولاد ...
في حين هذا اللهو الخفي في العالم الافتراضي يسيطر علي الأولاد..يلازمهم حتي في حجرة نومهم ...من يعبث بأفكارهم ؟
انا ...وانت...وهو...وهي...كلنا لا يدري ... وحب الاستطلاع يقودهم احيانا ...ودعوات خبيثة ماكرة لكنها براقة تجذبهم أحيانا أخري ...ولا تعجب فصناعة الزيف اصبحت فنا احترافيا عالميا...وفي إطار الحروب الحديثة ...حروب الأفكار تشتد الخطورة علي أولادنا ....
# لقد دخلت هذا العالم .. وأحسب أن مهمتي سهلة ...حتي ادركت اننا في حرب خطيرة تدار من وراء ستار...
# لتكن صبورا ...طويل البال معي ..لأحكي لك القصة ...بعضهم ياتي عندي في مكان هاديء
بجمعية المعرفة .. تحت ضغط الأهل...الأم.. والأب قد لا يعلم شيئا...او ...او
لكني لاحظت انه دائما يأتي مع الولد أو البنت زميل أو زميلة في الإلحاد..ويكون أقوي من الولد في الحوار والردود
ويستأذن أكثر من مرة ..للتليفون ..ثم يعود فيغير أسلوب الحوار ... وعند نقطة يحس فيها بضعف موقفه في الحوار ...يفتعل مشكلة ...
ويعتذروا عن المواصلة في جلسة الحوار التي أتعلم فيها كل مرة صبر أيوب...مع المحافظة الابتسامة والهدوء وكرم الضيافة ولطائف الكلام ...إلخ ...
..ثم تحت ضغط الأهل يتكرر اللقاء...لكن انتبهوا معي ياسادة يا كرام ...يأتي مع البنت أو الولد زميلة أو زميل جديد أكثر قدرة علي الجدل معي ...حتي انني أحس بل أكاد أجزم ان أحدا أطلعه علي آرائي في هذه الأمور ولقنه اجابات جديدة...وهذا يعني أن هناك قيادة توجه وتخطط وتدير من علي بعد ...
والمسألة أبعد من آراء شخصية ...وممارسة حرية الفكر...
# .فإذا انتقلنا إلي net وجدنا المسألة أوسع بكثير.... من حيث تنظيم صفوفهم في مجموعات موزعة الأدوار بتكامل ودقة يظهر فيها سبق التدريب ....
وأحكي لك واقعة وأنت تحكم بنفسك سيدي.
إنهم في الأعم الأغلب يفضلون الحوار عبر التواصل الاجتماعي ليكون الأمر تحت السيطرة لصالحهم أكثر..كما حدثتك..
# بدأ السؤال والحوار ... من بنت صوتها يعطي أنها في بداية العشرينات ...
تواصل الحوار أكثر من ثلاث ساعات متواصلة ...لم أشعر بالوقت ..تدخل معها في الحديث آخرون ..قلت لا بأس ...كانت هناك مسائل تتعلق بعلم الفيزياء...ولست من أهل هذا العلم ...فوعدتها بفرصة عظيمة أن من سيتولي الإجابة عن مسائل الفزياء عالم فيزياء من امريكا ..جامعة كاليفورنيا...ا.د/ جمال الدين ابراهيم ..وهومصري الأصل ...وننعم أيضا بلقاء عالم فقيه ...رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر سابقا ..العلامة الشيخ جمال قطب
حيث ساشرف بضيافة العالمين ...وحان الموعد وحضر الضيوف ...وبدأ الحوار ...وتدخل مع عزيزتي التي تحاورني مجموعة ..أشبه بكتيبة مدربة وموزعة أدوارهم....وكان فارس الحوار... اد/ جمال الدين عالم الفيزياء ...بسعة علمه ورحابة صدره وطول بااااااله وقوة حجته ...وأسلمت له البنت قيادها ...واعترفت بأدلته ..وهنا ...مباشرة ....توجهت لها الأوامر مباشرة (وظهرت عندنا في الحوار) بأن تنسحب ليحل محلها آخر..لانها قد تجاوزت رتبتها في مجموعتها ....نعم ..ركز معي سيدي...لقد تجاوزت رتبتها في مجموعتها
أحسست اننا امام تنظيم ماسوني محكم....أو أننا أمام عصابة أشبه بعصابات المخدرات ..وان الخروج عنهم ليس أمرا سهلا...!!!
.#.اما من جاءوا عندي من الشباب وكانوا في البدايات وأحببت أن أسمع منهم فقد
تبين لي ان الإلحاح المستمر من أصحابهم علي النت يقودهم في النهاية إلي الوقوع في الهاوية ...أيضا مواجهة الشاب بأسئلة يعجز عن الإجابة عنها وتعرف هذه الأسئلة في علم المنطق بالأسئلة المستحيلة ....يضاف إلي ذلك حملات التشكيك
في دينه ومع ضعف الحصيلة العلمية لدي الشاب يعجز عن الرد ويسقط في الهاوية ...أيضاالتشكيك في رموز المجتمع ...رؤساء ...قيادات وطنية ..علماء....الخ.... حتي لايبقي أمام الشباب أية قيمة ...فيقع الشاب...هذا في هوة الإلحاد..وآخرفي هوة الإدمان...وآخر في هوة التحول الديني...
إنها حرب قذرة ضد شبابنا ...تذكرنا بحرب الأفيون التي مارستها إنجلترا ضد الصين في 1887 تقريبا
.والآن سيدي ... هل ستكتفي بتوفير مصرفات المدرسة الدولية والجامعة الخاصة ..والمصيف الراقي مع علية القوم ..وأرقي الموضات من الملابس وأفخم الأطعمة....وولدك يضيع...مع تيارات سياسية تتاجر بالوطن ... وتبيعه بثمن بخس ...أو يقع فريسة...الإدمان..أو الإلحاد...أو التحول الديني...
# لذلك ينبغي أن تجعل لك صحبة ناعمة جدا مع أولادك ... علي الواتس...والفيس.. وتويتر...إلخ
استمع جيدا لحوار أصدقائهم بعناية ووعي واستشر أهل الخبرة والعلم ...اجتمعوا مع اولادكم علي الطعام.... وتحاوروا عليه... لا تجعل كل ولد يأخذ طعامه مستقلا عن الأسرة ...في حجرته او مع جهازه ...استأذنه أنك تحتاج أن تاخذ رأيه في مسالة ما ...ولو فيما يحب في الفيس وكيف تتعامل مع المشاكل التي.....والتي...اجعله معلما لك...خذ رأيه في مشاكل الشباب والحلول من وجهة نظره كي يحس بذاته ..اجعل له قدرا وقيمة
عودوا إلي روح الاسرة الكبيرة والصحبة الطيبة لتكون مجتعا صغيرا آمنا...
اجعل اولادك يتكلموا اكثر ...وانت تسمع له اكثر ....
ومن سماعة ستلاحظ التغير في أفكاره ..... حين يواجهك بالأسئلة المستحيلة أو بما لا علم لك به ...قل له نسال اهل التخصص ..فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ...ينبغي أن نعترف بالفجوة التي تزداد يوما بعد يوم بيننا وبين أولادنا ...تواصل... وحاور... وشارك..ستكتشف مبكرا ...بدايات السقوط ..فتنقذ أولادك...في الخطوات الاولي نحو الهاوية ....سادتي وأحبتي ..أنقذوا أولادكم...ابناءكم في خطر
فالسقوط لا يحدث فجأة.