الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر البناء المعرفي بالأزهر يطالب بربط المناهج بقضايا المجتمع للقضاء على التطرف

صدى البلد

أكد الدكتور يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر، أن البناء المعرفي الذي تحتويه مناهجُ الأزهرِ، أسهم في الاحتفاظُ بعقلية الخريج الأزهري بعيدًا عن الانحرافات الفكرية التي ظهر أثرُها على العالم أجمع، والتي جاءت لسوء فهم النصوص وأدت لأعمالٍ إرهابيةٍ انتشرت في أرجاء المعمورة.

جاء ذلك في اليوم الثاني للمؤتمر العلمي الدولي الثالث الذي تنظمه كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، تحت عنوان "البناء المعرفي والأمن الفكري".

ولفت الدكتور عامر إلى أن الأزهر يهتم بالبناء المعرفي من خلال استثمارِ العقولِ والمعارفَ والأفكارِ وتوظيفها في شتى المجالات، حيث استطاعُ الأزهرُ من خلال مناهجه الصمودَ أمام الأفكارِ الهدامة.

وأكد عامر، أنه لا مكانَ في فلسفة الإسلام الاجتماعيَّةِ لِعَلاقات الصراع والهيمنةِ الاقتصاديَّةِ والثَّقافيةِ والعسكريَّةِ بين الأمم والشُّعوب، وأن الاجتهاد الديني حق للجميع، ولكن ينبغي على المجتهد أن يمتلك الأدوات والوسائل التي تؤهله لذلك.

وأوضح أن الإسلام يرفض إكراهَ أي شخص على الدخول فيه، وأقر مبدأ الحرية لأصحاب المعتقدات الأخرى في ممارسة شعائرهم والاحتفال بأعيادهم وأقر مشاركتهم فيها، مشددا على أن الإرهاب لا علاقة له بأي دين، إنما هو مرضٌ فكريٌ ونفسِيٌ يبحث دائمًا عن مبرِّرات وُجُودِه في متشابهات نصوص الأديان وتأويل المؤولِّين.

وقال إن الإسلام أحلّ طعام أهل الكتاب، وأجاز الزواج من نسائهم؛ إذًا كيف يبيح لأتباعه قتل من يخالفهم في العقيدة؟!، منوها بأن احترام الاختلاف قيمة مهمة في حل مشاكل العالم؛ فالاختلاف إثراء، وأساس لتشكيل المجتمع الإنساني.

وحذر نائب رئيس جامعة الأزهر من أنَّ تجاهُلَ مفهوم المواطنة ومُقتَضياته يُشجِّع على الحديث عن مفاهيم مرفوضة مثل الأقليّات وحُقوقِها، كما أن استخدام مصطلح "الأقليات" يحمل في طياته معاني التمييز والانفصال بدعوى التأكيد على الحقوق.

وانتقد ما تقوم به التنظيمات الإرهابية الآن من تكفير كل مخالف لهم، وكل من لا ينتهج نهجهم الدموي، واصفا ذلك بالشطط الذي لا علاقة له بدين الله.

ومن جانبه، دعا الدكتور أحمد خليفة شرقاوي الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بطنطا، إلى الاهتمام بالمعلمين والمناهج الدراسية على حد سواء وتفعيل الأنشطة الطلابية التعليمية بالمعاهد الأزهرية وتدريب الطلاب على الحوار والمناقشة وربط المعاهد الأزهرية بالمجتمع وقضاياه والإسهام في حل القضايا الخلافية التي يعاني منها المجتمع من خلال تفعيل مجالس الأباء وتنفيذ حملات التوعية لأولياء الأمور لحثهم على متابعة أبنائهم وملاحظة سلوكهم لوقايتهم من أية ممارسات تنافي مفاهيم الأمن الفكري.

كما طالبت الدكتورة ماجدة قدري الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، بتكثيف تدريس المواد الدينية ضمن المناهج التعليمية مع التركيز على القضايا والمشكلات التي تواجه الوطن مثل التطرف والانحراف في السلوك والمخدرات وكيفية معالجتها دينيا وعلميا.

ودعت قدري إلى الاهتمام بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائل التقنية الحديثة وضبطها لتكون وسيلة لتغذية الأمن الفكري وبث الوعي المبني على العلم الصحيح لبيان كل ما يتعارض مع هذا المفهوم وخطره.