دول الخليج تؤيد دعوة السعودية للوحدة لمواجهة إيران

رحب زعماء دول الخليح العربية بدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله الى ضم الصفوف في "كيان واحد" بعد تلميح إلى تهديدات إيرانية وطالبوا سوريا بأن تنفذ على الفور خطة سلام عربية لإنهاء شهور من العنف بسبب الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الذي تضطلع بلاده بدور بارز في مجلس التعاون الخليجي، إنه يتعين على سوريا قبول خطة جامعة الدول العربية التي وقعتها دمشق والتي تدعو إلى سحب القوات من المراكز السكانية والإفراج عن السجناء وبدء حوار مع قوى المعارضة.
وقال الأمير سعود الفيصل ردًا على سؤال بشأن توقيع سوريا على بروتوكول لتنفيذ خطة الجامعة العربية أن هذه الخطوات يجب أن تنفذ فورًا إذا خلصت النوايا.
وفرضت الجامعة العربية أيضا عقوبات على دمشق.
وجاءت تصريحات الفيصل بعد اختتام قمة لدول مجلس التعاون الخليجي الست هي الأولى منذ موجة من الاحتجاجات اجتاحت العالم العربي في وقت سابق هذا العام. وتعهد زعماء الخليج بتعزيز التعاون الدفاعي والأمني في بيان ختامي أذيع في التلفزيون السعودي.
ولكن البيان لم يذكر صراحة إيران التي يتهمها زعماء دول الخليج بإثارة الاضطرابات في البحرين أثناء موجة من الانتفاضات الحاشدة التي أعادت رسم المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
وجاء في البيان الختامي للقمة الخليجية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض أن الزعماء وافقوا على مبادرة العاهل السعودي "لتجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد لتشكل دول المجلس كيانًا واحدًا يحقق الخير ويدفع الشر استجابة لتطلعات مواطني دول المجلس ومواجهة التحديات التي تواجهها".
وقال العاهل السعودي يوم الاثنين، إن أمن بلاده ودول الخليج العربية الأخرى مستهدف، مشيرًا فيما يبدو إلى إيران ودعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى "تجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد لتشكل دول المجلس كيانًا واحدًا".
ولم يسهب العاهل السعودي في تصريحاته التي أثارت التصفيق في القاعة التي استضافت مسئولين من الدول الأعضاء في المجلس الخليجي ولكن المحللين قالوا إنها كانت تستهدف على الأرجح ما يتصور أنه تهديد من إيران ومن الانتفاضات العربية.
واختتم أعضاء المجلس القمة التي استمرت يومين بتعهد بدراسة الفكرة وبتقديم تقرير عنها بحلول مارس دون أن يذكروا أي خطوات محددة أو ملموسة قد تتخذ.
وقال محللون ومسئولون إن فكرة تعزيز الوحدة في مجلس التعاون الخليجي الذي لم يشهد تقدمًا يذكر نحو تحقيق ذلك الهدف المعلن في ميثاقه التأسيسي عام 1981 نوقشت بشكل غير رسمي بين الأعضاء بالنظر للمخاوف بشأن الوضع الإقليمي.
ولم تتحقق بعد اقتراحات لإقامة اتحاد جمركي وعملة موحدة وقيادة عسكرية مشتركة ولكن الدول شكلت قوة مشتركة صغيرة أرسلت جنودا إلى البحرين في فبراير شباط الماضي بطلب من حكامها.
وكانت دول الخليح قالت في وقت سابق هذا العام ان المغرب والاردن وهما نظامان ملكيان اخران عربيان قد ينضمان الى مجلس التعاون الخليجي. ولكن لم تصدر أي اعلانات أخرى.
وتزايدت بشدة التوترات بين ايران الشيعية غير العربية والسعودية العربية السنية بعد أن أدت الانتفاضات العربية الى تعديل ميزان القوة في الشرق الاوسط.
وتشتبه السعودية منذ فترة طويلة في أن لايران طموحات توسعية في المنطقة بعد صعود الشيعة للحكم في العراق كما تشتبه في أنها تسعى لانتاج قنبلة نووية.
وأشارت السعودية كذلك الى اتهامات أمريكية لايران بأنها أيدت مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن كدليل على نية ايران زعزعة الاستقرار في المنطقة.