كان الأمر مفاجئًا حينما طلبت أم كلثوم من المطربة التونسية أن تأتي إلى مصر لتغني على مسارحها وتصبح واحدة من المطربات البارزات في تاريخ الغناء، وتخلد لها أغنيات عديدة أبرزها «عَ اللي جرى» وما «تقولش ايه إديتنا مصر».
هي عليا التونسية وُلدت في 4 نوفمبر 1936 بدأت مسيرتها في الـ16 من عمرها بالغناء في الحفلات المدرسية، بعدها انضمت للإذاعة التونسية، وعندما زارت أم كلثوم تونس، وأحيت حفلاتها الشهيرة هناك، والتي أقيمت في قبّة المنتزه، وقبل أن تشدو أم كلثوم في هذه الحفلات في 1968 التقت عليا بأم كلثوم، وقرينة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، وغنت عليا في حضرة أم كلثوم (يا حبيبي كل شيء بقضاء).
بعد الحفل أثنت عليها كوكب الشرق، ونصحتها بالقدوم للقاهرة؛ فجاءت وشاركت في مهرجان الغناء العربي، وفرقة الموسيقى العربية بقيادة عبد الحليم نويرة، ونالت تقدير كل من استمع إليها.
وعادت أم كلثوم لتشيد مرة أخرى بصاحبة هذا الصوت المقبل من تونس، وعاشت عليا في مصر، وحققت مع ألحان حلمي بكر نجاحًا كبيرًا، وهي تقدم الأغنية الوطنية (يا حبايب مصر) كلمات مصطفى الضمراني التي سجلتها قبل حرب رمضان (أكتوبر 1973) وحققت أصداءً أوسع بعد انتصار أكتوبر، كما غنت العديد من الأغاني التي وضع لحنها حلمي بكر الذي ارتبط بها خلال تلك الفترة من أعوام السبعينيات فكانت من أنجح مجالات تعاونهما الثنائي، وبقيت في مصر نحو 15 سنة عادت بعدها لتونس في 1988 وفيها توفيت «زي النهاردة» 19 مارس 1990.