الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كل الطرق تؤدي إلى ضرب إيران


يقولون إن لكل رئيس حربه في الولايات المتحدة الأمريكية. وهى التي تميز عهده وتوضح قوته. ويبدو أن ضرب إيران وتكسير عظامها ستكون حرب كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو معًا. وسواء استمر ترامب عامًا بالكاد في منصبه بسبب فضيحة التدخل الروسي وغيره في الانتخابات الأمريكية أو أكمل مدته للثلاث سنوات الباقية، فإن إيران هى هدفه الأوضح ولن يحيد عن ضربها. ليس فقط ليفي بالتزاماته الانتخابية عندما قال إن إيران تمثل جزءًا رئيسيًا من محور الشر في العالم. ونظام الملالي يغذي الإرهاب ويعتبر مصدرا رئيسيًا له. ولكن ليفي بتعهداته لدول الخليج وخصوصا السعودية والتي تحس بالخطر الشديد من جانب إيران.

والحاصل إنه بطلوع شمس كل يوم جديد، يتأكد لدي الجميع ان مسألة قيام الولايات المتحدة الامريكية بقصف إيران تتزايد يومًا بعد يوم، وسواء اشتركت في القصف إسرائيل أو قامت إسرائيل لحسابات مفاجئة بتحمل عبء الضربة لوحدها تحت الأعين الأمريكية، فإن نظام الملالي أصبح في مرمى النيران الأمريكية الاسرائيلية. وعندما يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعيين جون بولتون مستشارًا جديدًا للأمن القومي الأمريكي ويقيل مستشاره السابق مكماستر فهذا يؤكد أن ترامب يضغط في اتجاه حرب مع إيران.

فالسفير الأمريكي السابق ذائع الصيت في الأمم المتحدة، يكن مقتًا شديدًا لنظام آيات الله الحاكم في طهران، ويرى أنه مهدد رئيسي للمصالح الأمريكية العليا في المنطقة، ولم يتردد "بولتون" العام الماضي في أن يكتب مقالًا شهيرا بعنوان " لنقصف طهران" يشرح فيه الضرورات الأمريكية لضرب إيران وتكسير عظامها وتداعيات ذلك على العالم، كما لم يخف رغبته هذه عندما قال في الاجتماع الاخير لقيادات المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية سنحتفل معكم العام القادم 2019 في طهران، كما يؤكد في اكثر من مناسبة أن هدفه الأوحد هو ألا يكمل نظام الملالي عامه الأربعين السنة القادمة!

وبتعيين بولتون في منصبه الحساس فإن بعض هذه التصريحات ستدخل دائرة التنفيذ الفعلي.

الساعات الأخيرة أيضا شهدت تطورات عسكرية هامة، فالمقاتلات الجوية الإسرائيلية من طراز f35 والمسماة "بالشبح" قامت بإجراء استطلاع جوي استمر لنحو 9 ساعات كاملة فوق إيران قامت فيه بمسح كل الأراضي الإيرانية ولم تستطع الرادارات الإيرانية أن تلتقطها بل حتى القواعد العسكرية الروسية الموجودة في سوريا لم تستطع أن تلتقط هذه المقاتلات أو تسجل دخولها للأراضي الإيرانية.

كل الطرق تؤدي إلى ضرب إيران وتؤكد أنها مسألة وقت وانتظار ارتكاب نظام "آيات الله" الخطأ الجسيم.

لكن السؤال هل يأتي تحليلنا للمشهد العسكري بهذا الشكل، وترقبنا حدوث ضربة أمريكية – إسرائيلية تجاه إيران من باب الشماتة العربية في إيران – كما يقول بعض الظرفاء- أو أننا سنكون الخاسرين عربيا بتكسير مقدرات القوة الإيرانية الإسلامية؟! أو الجهل المركب الذي يردده البعض من أن كل هذه الشواهد تأتي في إطار الضغط السياسي والدبلوماسي على إيران من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.

الحقيقة أن ترامب بإقدامه العام الماضي وبعد شهور قليلة من توليه منصبه على القيام بضربة جوية مركزة لبعض الأهداف السورية في أعقاب مجزرة "خان شيخون"، أثبت أنه لايهاب اتخاذ قرار الحرب رغم أن بعض القذائف الأمريكية في سوريا تطاير رذاذها ليصل إلى بعض القواعد الروسية، والقوات الروسية ذاتها في سوريا لكنه مع ذلك لم يخف حسابات الرد الروسي ونفذ ضربته.

في نفس الوقت فإن ضرب إيران يخلصه من كيان مهدد للمصالح الأمريكية العليا ومن خلال ضربها سيصطاد أكثر من عصفور واحد بضربة واحدة.

فالولايات المتحدة الأمريكية ستستعيد هيبتها في المنطقة وهى التي مرغها أوباما في الوحل طوال 8 سنوات. كما ستقضي على أي قوة مهددة لاسرائيل وفقا للحسابات الأمريكية.

وستأخذ واشنطن الدول الخليجية بالكامل في حضنها لسنوات طويلة قادمة.

أما بالنسبة لنا "كعرب ومصريين" فإن رصد دخان العاصفة القادمة على طهران سيوقف حرب الملالي الدينية والمذهبية في المنطقة.

وهذه قضية حياة أو موت بالنسبة لنا وله، فقادة نظام آيات الله لا يخفون تمددهم ولا هيمنتهم، كما لا يخفون سعيهم إلى تشييع المنطقة وفقا للمذهب الأيديولوجي الفارسي. وهم يرون أن ما يفعلونه هو تنفيذ حرفي لثورة إيران التي قام بها الإمام الخميني عام 1979. كما انهم بالمناسبة لا يتراجعون عن مواصلة خططهم في الانتشار والاختراق والتغلغل، فضرب إيران فيه مصلحة عربية حقيقية .

كما أنه يبطل إلى حد كبير مفعول العصابات والميليشات الإيرانية التي تقوم إيران بتمويلها وتوجيهها علنًا في الدول العربية سواء كانت ميليشيات الحوثيين في اليمن أو في لبنان أو العراق أو سوريا.

ضرب إيران فيه مصلحة عربية – إسرائيلية – أمريكية مشتركة وللأسف الشديد أن نصل إلى هذه الحسابات!

في نفس الوقت فإن إيران لا تعد قوة إسلامية كما يرى البعض لكنها قوة فارسية لها أطماعها المستقلة ولن تدافع عن أحد في وجه أمريكا أو روسيا أو حتى إسرائيل كما يرى بعض العائشين في القرن العشرين الماضي. لكنها ستستغل في حال حدوث ذلك أي فرصة لاختراق المنطقة العربية ورفع العلم الفارسي عليها.

المواجهة مع إيران حقيقية والخطر الفارسي محدق.. ما في شك وما في تهويل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط