طبيب نفسي: الطفل الفضولي أكثر ذكاءً وحباً للعلم والمعرفة

قال الدكتور حشمت زهدي استاذ الطب النفسي لـ"صدى البلد" ان على المربي ان يحسن التعامل مع فضول الطفل بأفضل الطرق وذلك للاستفادة من فضوله وجعله مصدر علم ووعي وإدراك له، فلا يجوز مطلقا ان نجعل هذه المرحلة مرحلة تأنيب وتوبيخ للطفل لكثرة فضوله.
وأوصي حشمت ببعض الامور التي يجب ان يأخذها المربي بعين الاعتبار عند تعامله مع الطفل الفضولي وهي:
1- الابتعاد كليا عن أسلوب الصد لفضول الطفل فهذا أمر قد يؤدي إلى امتناع الطفل عن التفكير بما حوله وعن امتناعه
عن الاستفسار في سبيل التطوير الفكري الخاص به بل يجب ان يتجاوب المربي مع فضول الطفل قدر الإمكان وان يتعاون مع الطفل بشان فضوله وملحقاته.
2- عند توجيه أي سؤال من الطفل يجب ان يجد الجواب لا محالة من المربي، مهما كان السؤال محرجا مثلا كأن يسأل
الطفل والدته ( من أين جئت أنا يا أمي وكيف ) هذا سؤال محرج وعادة يتم التهرب منه وهذا خطأ بل يجب الإجابة عليه
بأفضل وسيلة ممكنة يفهم الطفل من خلالها شيئا عن طريقة حضوره للعالم دون الخوض في التفاصيل.
3- عادة المعلومة التي يبحث عنها الطفل تبقى راسخة في دماغه لانها معلومات غير مفروض عليه بل هو من ذهب للبحث عنها لذلك تبقى في ذاكرته فترات طويلة جدا لذلك يجب ان تتصف إجاباتنا بالمصداقية أما عند عدم توفر معلومات عن ما يسأل عنه الطفل نجيب بصراحة ان المعلومة غير موجودة الآن ولكن سنبحث لك عنها وسنخبرك بها.
4- أحيانا يمتلك الطفل دماغا متطورا ولا يكتفي بالسؤال العادي بل انه يسال عن أمور علمية وأعلى من مستوى تفكيره
وهذا الطفل من أفضل الأطفال من جهة الذكاء ويجب التعامل معه بدرجة ذكاء عالية وان نجيب علي اسئلته بشكل علمي وحتى لو كنا مقتنعين انه لن يفهم كل الكلام ولكن الطفل يفهم قسما من الكلام ويبدأ بتشغيل تفكيره وعقلة للتفكير بالقسم الذي لم يفهمه .
5- اختبار فضول الطفل أمر بالغ الأهمية حتى نتأكد من ان جهودنا لم تذهب دون جدوى مثلا اليوم طرح الطفل عدة أسئلة
وتمت الإجابة عليها كلها وإفهامه كافة المعلومات. إذا فلنخضع الطفل مساء للاختبار من باب الحوار فنسأله الأسئلة
التي سبق وطرحها علينا ونستمع منه لإجابته عليها لنعلم هل الطفل فعلا اكتسب معلومة ان كانت ردوده جيدة.
وأخيراً أن تمتلك طفلا فضوليا أفضل بكثير من ان يكون لديك أطفال غير فضوليين لان الطفل الفضولي هو طفل كثير
الذكاء وحبا للعلم والمعرفة والفضول أمر يمكن تشجيعه وزرعه في شخصية الطفل بالقليل من العمل على هذا الامر دون ملل.