"اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ". آية (عب 13: 7).. شفاعة وشفاء يطلبه قاصدو دير أمير الشهداء مارجرجس، لم يرد منهم عليل ولا يرفض سائل.. الجميع على ثقة بالاستجابة.. أسوة بما قدمه في سبيل المسيحية.
آلاف الأقباطيقصدون قرية ميت دمسيس بالدقهلية سنويا سعيا وراء رفاته بدير مارجرجس، يلتمسونها بأطراف أصابعهم يرسلون القبلات.. شموع توقد.. وصلوات لله على المنصة طمعًا في شفاعته، وذلك في احتفال بذكرى تأسيس الدير واستقرار رفاته بها والذي يقام سنويًا في الفترة ما بين 22 وحتى 30 أغسطس.
"وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ." آية (2 تي 3: 12).. آيات من الإنجيل أثرت في القديس مارجرجس لتزيد من جسارته أمام جميع انواع التعذيب لسنوات فتحول إلي رمز التحمل والمثابرة من أجل المسيحية.
مارجرجس "أمير الشهداء" في عهد الملكدقلديانوس، تزعّم في منطقة الكبادوك، حركة الثورة على منشور الاضطهاد ضد المسيحيين في ذلك العصر، وبعد وفاته دفُن في قريته اللد بفلسطين.. لتأتي رفاته "يده" وتستقر بميت دمسيس بالدقهلية في رحلة قُطعت من مسقط رأسه إلي مصر.
تكتظ ساحات الدير بالزوار المغتربين، قاطعين آلاف الكيلو مترات لنيل الاستجابة، يفترشون الأرض، ليأخذون قسطًا من الراحة وفي أحد أركان الدير يصطف البعض حول الجزارين حاملين النذور الماشية "خراف وماعز" ليحمدوا الله على نعمته.
في الجزء الاخير من الدير قبل الخروج يستوقفك حلوى المولد "الحمص والحلاوة".. بينما تظهر أشكال جديدة ومبتكرة للاحتفاظ بصورة العذراء مريم داخل قلوب الأقباط فتباع بشكلها التقليدي في صور كما تطبع على الملابس والاكسسوارات كهدايا تذكارية.
بوجهه المبتسم يرحب بالزوار يتسابقون لمصافحته، القمص مكاري غبريال، راعي دير الشهيد مارجرجس"، الذي روى لنا كيف يشارك المسلمون أيضا فرحة الأقباط بالمولد "منازل المسلمين مأوى للأقباط القادمين للمولد من بلاد بعيدة.. كما يوجد العديد من المسلمين من أهالي القرية التي يأتون لزيارة الدير والمشاركة في الاحتفال".
واستكمل روايته عن معجزات القديس مارجرجس: "الناس بتيجي علشان يشفعلها وبيستجيب ليهم ربنا ناس كتير اتحلت مشاكلهم بعد الزيارة هنا والصلوات وحضور المولد.. خلال المولد بنقيم الصلوات الصبح وبالليل".