الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باية الجزائرية.. تبنى موهبتها الاستعمار الفرنسي وقادها بيكاسو لاحتراف الرسم

الفنانة التشكيلية
الفنانة التشكيلية باية محيي الدين

فنانة تشكيلية جزائرية ساهم الاستعمار الفرنسي بشكل كبير في تنمية موهبتها وجعلها من الفنانات الأشهر في الوطن، ورغم انقطاعها فترة عن الرسم والنحت إلا أنها انفردت بفنها الذي أطلق عليه "الفن الساذج"، ليحتفل اليوم محرك البحث جوجل، بذكرى ميلادها الـ 87، لما قدمته من أعمال مميزة.

ولدت باية في 12 ديسمبر في برج الكيفان بالجزائر، عام 1931 وكانت يتيمة الأبوين، وتولت جدتها مسئولية تربيتها وعندما كبرت ساعدتها في الفلاحة حيث كانا يقيمان في مزرعة مستعمرين فرنسيين، وفي عام 1943 انتقلت لتعيش مع أخت صاحب المزرعة وتسمى السيدة مارجريت.

كان بيت السيدة مارجريت ممتلئا بالتحف الفنية، وكانت باية صغيرة السن تساعدها في أعمال المنزل، ولكن بدأت باية خلال إقامتها مع السيدة مارجريت بتشكيل تماثيل صغيرة لشخصيات وحيوانات باستخدام الطين فقط.

أعجبت السيدة الفرنسية بأعمال باية وموهبتها التي ظهرت في سن صغيرة، وقررت مساعدتها ودعم موهبتها، فجلبت لها أدوات للرسم والنحت، وعرضت أعمالها على النحات الفرنسي جون بيريساك، والذي أعجب أيضا بموهبتها وعرض أعمالها على تاجر أعمال فنية ومنتج أفلام يسمى أيمي مايجت. 

كان هذا التاجر الفرنسي مدير مؤسسة "مايجت" للفنون، والذي شجعها وعرض أعمالها لأول مرة على الجمهور الفرنسي بباريس عام 1947، ولاقت أعمالها إعجاب الكثير رغم أن كان معظمها غير مفهوم، حتى أنها لفتت أنظار كبار الفنانين إلى موهبتها فعرض عليها الفنان العالمي بابلو بيكاسو أن ترافقه ليعلمها الرسم.

مكثت باية مع بيكاسو عدة أشهر كانت الأكثر أهمية بالنسبة لها حيث تعلمت منه الكثير، وأطلق على فنونها التشكيلية اسم "الفن الساذج".

استمرت نجاحات باية في باريس حتى التقت بـ جورج براك مؤسس المدرسة التكعيبية، وقدمت أعمالا من الفخار لبلدية في فرنسا، ثم عادت إلى موطنها الجزائر وعاشت مع جدتها.

تزوجت باية من الموسيقار الأندلسي الحاج محفوظ محيى الدين وكان يكبرها بـ 30 سنة، وبعد زواجها توقف مشوارها الفني لمدة 10 سنوات، وبعدها
أشترى المتحف الجزائري أعمالها وعرضها وألحوا على باية للعودة للرسم ولكنها رفضت.

وعرضت أعمالها في كل من الجزائر وباريس والبلاد العربية، واستمر عرض أعمالها حتى وفاتها في مدينة البليدة في 9 نوفمبر 1998.