للغة قيمة جوهرية في حياة الشعوب، فهي الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم، وهى الترسانة التي تحمي الأمة وتحفظ هويتها وكيانها، وتحميها من الضياع أو التوهان بين الحضارات والأمم، فما بالك باللغة العربية سيدة اللغات، ورمز وهوية الدول العربية، فلا تجاريها أو تعادلها لغة أخرى.
لقبت اللغة العربية بالعديد من الألقاب النابعة من تميزها وتفردها عن لغات العالم، فهي "لغة القرآن" والتي سميت بهذا الاسم لأن القرآن الكريم نزل بها، و"لغة الضاد" وهو أحد الأسماء التي أطلقها العرب على لغتهم لعدم وجود هذا الحرف في أي لغة أخرى.
مؤامرة على العربية
السنوات الأخيرة، وبعد انتشار مواقع التواصل الإجتماعي أمثال "فيس بوك" و المنتديات والمدونات والشات، باتت اللغة العربية تتعرض للعديد من المؤامرات، خاصة بعدما أوجد العديد من مستخدمي تلك المواقع لغة جديدة هى «الفرانكو آرب» أو كما يسمونها «العربيزي».
«الفرانكو» هى إحدى اللغات التي ابتكرها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتهم الشباب، فهي لغة يتم نطقها باللغة العربية إلا أن الحروف المستخدمة في الكتابة هى الحروف الإنجليزية، فيما يتم استخدام بعض الأرقام للدلالة على حروف معينة في اللغة العربية.
المؤشرات تشير إلى أن تلك اللغة أفرزت مئات المدونات الشخصية والنصوص النثرية التي كتبت بها، بعد استخدامها على مواقع التواصل الإجتماعي، وبعدما وجدت طريقها بين الشباب في ظل غياب حالة الحفاظ على الهوية العربية لدى بعضهم.
تقليعة شبابية
اللغة الجديدة التي يستخدمها رواد مواقع التواصل الإجتماعي، لا تعدو عن كونها «تقليعة شبابية» لن تستمر خاصة وأنها تحمل معها بذور انكماشها، حيث انتشرت بلا قواعد تضبطها، وارتبطتببعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حاول مقدمو بعض البرامج الترفيهية الترويجلها خلال فترة من الفترات.
استرجل واكتب عربي
لغة الفرانكو دفعت العديد من الغائرين على اللغة العربية في إطلاق المبادرات للحفاظ عليها باعتبارها تمثل الهوية العربية، ولا يمكن لأمة أن تنهض بدون هوية، من بينها: مبادرة: «اكتب عربي»، «كفاية فرانكو.. اكتب عربي»، «استرجل واكتب عربي»، والرجولة في هذا السياق تعني التمسك بالهوية.
الهوية مسئولية الدولة
«اللغات الدخيلة تعبر عن عجز الهوية ورغبة مستخدميها الدائمة في التقليد»، بتلك الكلمات وصف «محسن عوض» أحد الصحفيين، معتبرا الرغبة الدائمة لدى الشباب في التقليد هى السبب في نشأتها حتى استطاع مستخدموا مواقع التواصل الإجتماعي على فرض تلك اللغات الدخيلة على الواقع، مما يهدد اللغة العربية والهوية العربية عند الشباب.
وتساءل عن دور وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم، والمؤسسات المسئولة عن الحفاظ على اللغة العربية في الدولة، معتبرا الحفاظ على اللغة العربية بمثابة حفاظ على الهوية، وقضية دولة.