الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وكيلة عزرائيل.. قصة سيدة قتلت نصف مليون شخص

صدى البلد

ليست كمثيلاتها من الجنس الناعم، تخدعك بمظهرها وخصلات شعرها الشقراء وأنوثتها، حبها وتفانيها في عملها يدفعك للإعجاب بها، شغفها بالموسيقى الكلاسيكية وتشجيعها للأوركسترا النسائية الذي تخفي وراءه ميولها السادية واتجاهاتها النازية.

ماريا ماندل، الفتاة النمساوية، تطوعت وهي في ريعان شبابها للعمل في معسكرات الاعتقال النازية، أيام الحرب العالمية الثانية، حيث كانت من أول مجموعة النساء اللاتي يعملن في تلك المعسكرات.


أظهرت ماريا حبها وتفانيها لعملها، وبدا عليها حماسها المبكر في قيامها بمهمة حارس السجناء، لتخرج الوحش الذي بداخلها، تكشر عن أنيابها أمام سجنائها، لتتأكد ماندل من استخدام العنف الجسدي لإبقاء السجناء في الصف.

فضلت ماريا ماندل ضرب نفسها بدلا من أن يفعل ذلك شخص آخر، لتهاجم نفسها بالضرب المبرح ذات مرة، مما أكسبها لقب الوحش، يستمتع الشيطان بداخلها لتعذيب وقتل السيدات، ويخرج بأي طريقة لابتكار طرق جديدة قاسية لتعذيبهن، وكانت إحدى طرقها المفضلة هي البحث عن النساء ذوات الشعر الطويل ويضربن أو يجبرن على حلق رؤوسهن.

ذكاؤها وتطورها في عملها، جعلها ترتفع بسرعة في صفوف الحراس، تفوقها في مهامها مقارنة بزملائها جعلها في مكانة أكبر لتصبح كبير الحراس، في أكبر معسكر للنساء آنذاك، وخلال وجودها في أحد المخيمات، ساهمت في قتل ما يقدر بـ500 ألف شخص، بطرقها المتعددة، سواء بالتعذيب، أو الضرب المبرح حتى الموت، أو طريقتها المفضلة في القتل وهي إرسال سجنائها إلى غرف الغاز حتى الموت، كما ساعدت في إجراء التجارب الطبية على السجناء. 


غريزة الأنوثة لا تزال تطفو بداخلها، حيث كان لديها شغف بالموسيقى الكلاسيكية وشجعت الأوركسترا النسائية في معسكر أوشفيتز لإبادة اليهود، وعرفت بأذواقها المتفاوتة في الأدب، والمطبخ، وأشهرها، في الموسيقى.

كانت نزواتها وتقلباتها المزاجية بمثابة الفرق بين الحياة والموت بالنسبة إلى النساء اللاتي أشرفت عليهن، تذكر إحداهن كيف أن ماندل كانت ذات مرة قد اختارت طفلة مرتدية ملابس راقية، تستعرضها وكأنها دمية، تلهو وتلعب أمامها، لفترة من الوقت، وظلت ترافقها لفترة، حتى ظن البعض أن مشاعر الأمومة تحركت بداخلها، إلا أنها لم تلبث أن ضجرت من لعبتها الصغيرة، حتى قادتها بيديها إلى غرفة الغاز ليتم حرقها.

عشر سنوات قضتها النازية في تعذيب السجناء وقتلهم، لينتهى عهد ماريا ماندل للإرهاب مع تقدم الحلفاء إلى ألمانيا، وتم أسرها من قبل القوات الأمريكية بعد محاولتها الفرار، وتم تصنيفها على جرائمها في تعذيب وقتل عدد لا يحصى من السجناء، وأعدمت شنقا عام 1948 وهي في الـ36 من عمرها.

-