الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النار فاكهة الشتاء.. قصة تدفئة المصريين من البرد على مر السنين

تدفئة الشتاء - صورة
تدفئة الشتاء - صورة أرشيفية

يعد فصل الشتاء أحد أجمل فصول العام، لما يتميز به من صفاء الجوء، وهطول الأمطار، خاصة ما يميزه من مشاعر الدفء بين أفراد الأسرة، وعودة التجمع في المنازل، لكن ما يفسد الفرحة بفصل الشتاء البرد القارس، الذي يفسد على الكثيرين الاستمتاع بفصل الشتاء.

على مدار العصور، ومنذ خلق البشر لم يستسلم الانسان للبرد الشديد، وعمل على خلق وسائل للتدفئة، اختلفت وتنوعت من عصر لأخر، حسب الامكانيات المتوفرة في كل عصر، والتي عمل من خلالها الانسان على تدفئة نفسه وأسرته للتغلب على شدة البرد وصعوبة الشتاء.


قديما لم يكن لدى البشر وسائل الكهرباء ولا الغاز الحديثة أو الامكانيات التكنولوجية التي تساعد على التدفئة، فرغم أن المصري القديم كان يعيش في الصحراء دون أو يكون لديه منزل يأوى إليه، إلا أنه عمل على خلق وسائل للتدفئة، والتي كانت منها انطلاقة وسائل التدفئة على مر العصور، حتى أن جميع المحاولات التي جاءت بعدها عُدت تطوير لتلك المحاولات البدائية.

العصر الحجري
الطريقة الأولى التي بدأ بها الانسان، تدفئة نفسة من برد الشتاء، كانت بضرب حجري صوان «حجر المرو»، وهو عبارة عن نوع من الأحجار كان يتم ضرب بعضه البعض لإحداث شرار وإشعال النيران في أوراق الأشجار وقطع الأشجار الهامدة.



حاجة المصري القديم إلى التدفئة في فصل الشتاء دفعته من الاستعداد لها منذ فصل الصيف، والذي كان يعمل على تقطيع الأشجار، وتركها تحت حرارة شمس الصيف، لتذبل تلك الأشجار، وتقطيعها لأجزاء صغيرة تصلح لإشعال النيران فيها بسهولة، للتدفئة بها في فصل الشتاء.

الفحم الحجري
وبعد فترة من استخدام الأخشاب وأوراق الشجر عمل المصري على استخدام الفحم الحجري، وأصبح يستخدم في اشعال النيران، والتدفئة خاصة لكونها يمنح المكان دفئا أكثر ولفترة أطول من الاخشاب.

تدفئة بروث الحيوانات
طرق المصري القديم للتغلب على برد الشتاء لم تتوقف، حتى أنه عمل على استخدام روث الحيوانات في التدفئة، والتي ظل يستخدمها المصريون لفترات طويلة حتى اكتشاف البترول والتي كانت مؤشراتها في القرن الرابع الميلادي في الصين، حتى ظهرت بعد مشتقاته في العراق في القرن الثامن الميلادي، والتوسع في اكتشافه واستخداماتها خلال القرن التاسع الميلادي.



وقبل نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، حدث أحد أهم الاكتشافات في تاريخ البشرية، وهو اختراع المصباح الكهربائي على يد المخترع الكبير توماس ايدسون عام 1887، عندما لاحظ انجذاب الريش إلى قطع الكهرمان التي دلكت بالصوف، ليقوم بعدها باختراع المصباح الكهربائي وفتح أفاق جديدة لعالم متطور.

الدفاية الكهربائية
اكتشاف الكهرباء كان بمثابة الإنطلاقة الكبيرة في مختلف المجالات، والتي ساعدت على خلق اختراع الدفاية الكهربائية، والتي تعد أكثر وسائل التدفئة شعبية واستخداما في العصر الحالي، حتى أصبحت أكثر الأشياء التي تتجمع حولها الأسرة في فصل الشتاء، لتخفيف شدة البرد في الشتاء.



ورغم اختراع الدفاية الكهربائية، إلا أن بعض الأسر وخاصة في المنازل ذات المساحات الواسعة، لا زالت تستخدم دفاية المواقد، والتي تستخدم يتم تصميمها داخل المنازل، على أن يكون لها مدخنة، ويتم بناؤها بأنواع من الفخار والأحجار التي تتلائم مع درجات الحرارة المرتفعة.