الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أحياء فنزويلا الفقيرة إلى رئيس بالوكالة.. خوان جوايدو الشاب المجهول يتحدى الديكتاتور مادورو

جوايدو يحمل نسخة
جوايدو يحمل نسخة من الدستور خلال مظاهرات معارضة

خوان جوايدو.. مهندس بدرجة رئيس بالوكالة يتحدى نظام مادورو
كارثة طبيعية جعلته ثوريا وأجلسته على مقعد رئيس البرلمان
ترامب ومنظمة الدول الأمريكية يعترفون بزعيم المعارضة رئيسا.. والجيش يؤكد ولاءه لـ«مادورو»


بين ليلة وضحاها تحول رئيس البرلمان الفنزويلي، خوان جوايدو، إلى رمز للمعارضة وزعيم للثورة الشعبية التي تشهدها فنزويلا ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو، حيث أعلن الأول أمس، الأربعاء، نفسه رئيسًا للبلاد، أمام الآلاف من مؤيديه في العاصمة كراكاس، وهو ما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وأنصار المعارضة في العاصمة.

جوايدو، المهندس المعماري المعتزل، نجح في الحصول على شرعيته "شبه الدولية" بعد الاعتراف به رئيسًا بـ"الوكالة"، من جانب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكندا ومنظمة الدول الأمريكية (تضم 35 دولة مستقلة في القارة الأمريكية)، وكولومبيا والأرجنتين وباراجواي وتشيلي.

من جهته، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، الأربعاء، أن الجيش يرفض إعلان رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه "رئيسا بالوكالة" لفنزويلا.

وولد جوايدو عام 1983 في ولاية فارجاس الشمالية، من عائلة من الطبقة المتوسطة، إذ كان يعمل والده طيارًا ووالدته معلمة، وله 7 أشقاء، وقد عاشت الأسرة كارثة فارجاس الشهيرة عام 1999، التي تسببت في فيضانات مفاجئة نتيجة الأمطار والسيول الغزيرة التي قتل بسببها عشرات الآلاف وأدت إلى انهيارًا كاملًا للبنية التحتية للولاية.

وبعد هذه الكارثة؛ أصبحت عائلة جوايدو مشردة، ورغم ذلك استطاع الفتى الصغير أن يحصل على شهادة الثانوية العامة عام 2000، لكنه تخرج وقد تكونت لديه أيدولوجية ثورية مناهضة لنظام الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز، الذي لم تفعل حكومته شيئًا يذكر بعد الكارثة.

وحصل جوايدو على شهادة الهندسة المعمارية من جامعة أندرياس بيلو الكاثوليكية عام 2007، ودرس أيضًا بجامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة، ثم على دبلومة في الإدارة بمعهد "آي. إي. إس. آيه" بكراكاس.

ودخل جوايدو الحياة السياسية للمرة الأولى عام 2007؛ بيد أنه شارك في مظاهرات طلابية حاشدة ضد تشافيز وقرار الحكومة؛ بعد تجديد رخصة قناة "إر. سي. تي. في" المستقلة، إضافة إلى حزمة إصلاحات كان قد أعلن تشافيز عنها، ومن ضمنها استفتاءه الدستوري الشهير لتحويل البلاد إلى النظام الاشتراكي عام 2007 الذي تلقى فيه خسارة مدوية.

وبعد عامين، أسس جوايدو حزب "الإدارة الشعبية"، بالاشتراك مع المعارض البارز ليوبولدو لوبيز، الذي تم سجنه بتهمة التحريض على العنف ووُضع تحت الإقامة الجبرية، تاركا المكان لجوايدو؛ ليصبح المنسق العام للحزب في 2014، ويحظى عبره بكرسي في البرلمان خلال انتخابات 2015 عقب حصوله على 97.492 صوتا.

وعُيِّنَ جوايدو في 2017 بلجنة المحاسبة البرلمانية التي فتحت تحقيقات في قضايا فساد تتعلق بـ مادورو، ليصل أخيرا إلى رئاسة البرلمان في يناير 2019.

ويوم تنصيبه رئيسًا للبرلمان؛ تعهد جوايدو بمحاربة تمسك مادورو بالرئاسة، وأشرف على سن قوانين تحارب إدارة مادورو، وتجمد أصولها في الخارج، وحين انتهت رئاسة مادورو؛ تعالت الأصوات الدولية المطالبة بتنحيه وتسليم الدولة للبرلمان.

وفاز مادورو بفترة ولاية جديدة مدتها 6 سنوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 مايو 2018، والتي قاطعتها معظم قوى المعارضة، لكن منافسيه الرئيسيين رفضوا الاعتراف بنتائجها، مشيرين إلى حصول مخالفات واسعة النطاق.

ولم تعترف واشنطن، والاتحاد الأوروبي، وعدد من دول أمريكا اللاتينية، بنتائج الانتخابات، ولا بشرعية الولاية الرئاسية الجديدة لمادورو، وطالبته بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية جديدة وتسليم السلطة إلى البرلمان.

وأعلن جوايدو أمام العالم في أوائل يناير، أنه مستعد لتولي الرئاسة حتى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، شريطة أن يحصل على الدعم من الجيش، لكن إعلانه يعتبر بمثابة تحديًا نادرًا ومفتوحًا لحكم مادورو، وحصل على دعم من رئيس منظمة الدول الأمريكية، لكنه أثار المخاوف أيضًا من أنه قد يؤدي إلى حملة قمع جديدة على المعارضة.