الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية عاصمة الصعيد.. من سأوت الفرعونية إلى أسيوط المبهرة

صورة أرشيفية ميدان
صورة أرشيفية ميدان المحطة بأسيوط

تعد محافظة أسيوط رمانة الميزان في صعيد مصر لموقعها الجغرافي وما كانت تمثله خلال العصور من أهمية لكونها محط رحال القوافل القادمة عبر الصحراء الغربية من بلاد السودان في دارفور وكردفان فيما عرف بطريق درب الأربعين، والذي ساهم بشكل كبير في اكتساب أسيوط ثروات ضخمة من جراء تجارتها مع هذه البلاد بسبب موقعها في طريق القوافل المتجهة إلى القاهرة شمالا.

وظهرت مدينة أسيوط "سأوت" والتي كانت تعني "الحارس" باللغة المصرية في العصر الحجري الحديث قبل 5000 سنة قبل الميلاد، وأضاف العرب إلى الاسم حرف الألف فأصبحت أسيوط، وهكذا احتفظت أسيوط باسمها كما احتفظت بمكانتها كعاصمة عبر العصور فكانت في عهد الفراعنة قاعدة للإقليم الثالث عشر وكان يسكنها نائب الملك، وفي عهد الإغريق قسمت مصر إلى الدلتا ومصر الوسطى ومصر العليا، وكانت أسيوط عاصمة أحد هذه الأقسام، كما كانت عاصمة للقسم الشمالي في عهد الرومان، وفي عهد محمد علي قسمت مصر إلى سبع ولايات إحداها تضم جرجا وأسيوط، وسميت نصف أول وجه قبلى وعاصمتها أسيوط.

وظلت عاصمة الإقليم المحيط بها شمالا وجنوبا، ومنذ ذلك الوقت وهي تتسع وتنمو يوما بعد يوم ويزداد عدد سكانها، وفي العهد القبطي خلال القرون من الثالث حتى منتصف السابع الميلادي كانت مدينة أسيوط صناعتها كثيرة وتجارتها واسعة وبنيت بها كنائس كثيرة وعانى أهلها كغيرهم من المصريين من اضطهاد الرومان وقسوتهم في معاملتهم.

وكان لأسيوط دور كبير في التاريخ منذ العهد الفرعوني عندما انضمت إلى طيبة عاصمة البلاد في نضالها ضد الهكسوس وطردهم من البلاد، وقد أدت تبعية أسيوط إلى السلطة المركزية العليا إلى توجيه مصر للحكم الإغريقي، وغدت بعد موت الإسكندر الأكبر ليحكمها البطالمة الذين احتفظوا بنظام البلاد (مصر العليا ومصر السفلى).

وفي العصر الروماني وجه الرومانيون اهتمامهم للأقاليم الشمالية المطلة على البحر المتوسط والقريبة منه، مما أدى إلى ازدهارها وتخلف مدن الوجه القبلي، وعندما دخلت المسيحية مصر في عهد الرومان لم يرحب الرومان بانتشار الديانة الجديدة، وقد أدى الاضطهاد إلى نزوح المسيحية إلى المناطق الخالية نسبيا.

وبخضوع مصر تحت الحكم العربي، دخل كثير من أهلها الدين الإسلامي وفي عهد المماليك زار أسيوط الرحالة الشهير بن بطوطة وقال عنها: "مدينة رفيعة وأسواقها بديعة".

وتعتبر محافظة أسيوط من أعرق محافظات مصر، وقد اكتسبت أهميتها في مصر القديمة لما لها من موقع متوسط من أقاليم مصر الفرعونية ولكونها مركزا رئيسيا للقوافل التجارية المتجهة إلى الواحات بالصحراء الغربية وبداية درب الأربعين الذي يصل إلى دارفور وكردفان بالسودان.