الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسائل قوية لبشار الأسد في خطابه التاريخي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أدلى الرئيس السوري اليوم، الأحد، خطابًا تاريخيًا أمام رؤساء المجالس المحلية في المحافظات السورية، تكلم فيه عن عدة محاور تخص الحرب الأهلية السورية التي تدخل فصولها الأخيرة بعد صراع دام أكثر من سبع سنوات، وتخص أيضًا الملف الإقليمي والدور الذي تقوم به تركيا لزعزعة لاستقرار المنطقة. 

وفي التقرير التالي يستعرض لكم "صدى البلد" أبرز رسائل الرئيس الأسد خلال خطابه: 

أردوغان والإخوان 

وصف الرئيس السوري، نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأنه "إخوانجي"، معتبرًا أنه "أجير صغير" لدى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلًا: "بغض النظر عن الاستعراضات المسرحية للإخوانجي أردوغان الذي يحاول أن يظهر بمظهر صانع الأحداث، فهو تارة يغضب، وتارة يثور ويهدد، ومؤخرا بدأ ينفذ صبر أردوغان، هذه مشكلة كبيرة في الحقيقة".

وأضاف الأسد "في الحقيقة هو (أردوغان) عبارة عن أجير صغير عند الأمريكي، وأنا لا أتحدث وليس من عادتي أن ألقي الكلام جزافا، نحن نتحدث عن وقائع، فالمنطقة الآمنة التي يعمل عليها التركي، هي نفسها التي كان يدعو إليها منذ العام الأول للحرب، 8 سنوات وهو ليس يدعو فقط وإنما يستجدي الأمريكي أن يسمح له بالدخول إلى المنطقة الشمالية في سوريا والمنطقة الشرقية وكان الأمريكي يقول إبقى جانبا دورك لم يأتي بعد".

وتابع الرئيس السوري: "لماذا، لأنه في تلك المرحلة كان الإرهابيون ينفذون المهام، بشكل جيد نسبة للمخطط المرسوم ولم يكن هناك حاجة للدور التركي، وبعد تحرير حلب، بدأت الأمور بالتبدل، وبعد تحرير دير الزور وفك الحصار أصبحت الأمور سيئة (بالنسبة لواشنطن وحلفائها)، وبعد تحرير ريف دمشق وريف حمص وجزء من ريف حماة والمنطقة الجنوبية، أصبح الوضع خطير فلم يبقى لديهم سوى إدلب وبعض المناطق التي فيها مجموعات تقاتل لصالح الأمريكي، وهنا أصبح دور التركي ضروري وأساسي من أجل خلط الأوراق".

الهيمنة الأمريكية 

وقال الأسد إن "مخطط الهيمنة على العالم الذي تقوده الولايات المتحدة لم يتغير.. وحقيقة مقاومة شعبنا ازدادت رسوخًا، والوطن ليس سلعة وهو مقدس وله مالكون حقيقيون وليس لصوصًا"، مؤكدًا أن سياسة بعض الدول تجاه سوريا اعتمدت على دعم الإرهاب وتسويق محاولة تطبيق اللامركزية الشاملة لإضعاف سلطة الدولة وأن مخطط التقسيم ليس جديدًا ولا يتوقف عند حدود الدولة السورية بل يشمل المنطقة ككل.

وأشار الرئيس السوري إلى أنه "مع كل شبر يتحرر هناك عميل وخائن يتذمر لأن رعاتهم خذلوهم.. وأن البعض رهن نفسه للبيع وتم شراؤه ورغم كل ذلك لم يحقق المهام التي طلبها منه داعموه".

اللاجئون

ولفت الأسد إلى أن "الدولة السورية تعمل على إعادة كل نازح ومهجر ترك منزله بفعل الإرهاب لأن هذه العودة هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناتهم"، مؤكدًا أن الدول المعنية بملف اللاجئين هي التي تعرقل عودتهم، وأن والدعامة الأساسية للمخطط المرسوم لسوريا هي موضوع اللاجئين الذي بدأ بالتحضير له قبل بداية الأزمة.

وأكد الرئيس الأسد أن "موضوع اللاجئين كان مصدرًا للفساد استغله مسئولو عدد من الدول الداعمة للإرهاب.. وعودة المهجرين ستحرم هؤلاء من الفائدة السياسية والمادية"، موضحًا أن ملف اللاجئين في الخارج محاولة من الدول الداعمة للإرهاب لإدانة الدولة السورية.

وأضاف: "لن نسمح لرعاة الإرهاب بتحويل اللاجئين السوريين إلى ورقة سياسية لتحقيق مصالحهم.. وندعو كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه للمساهمة في عملية إعادة الإعمار فالوطن لكل أبنائه، ووعينا الوطني أفشل المخطط المسموم لأعدائنا الذي لم ينته بعد.. والبعض منا ما زال يقع في أفخاخ التقسيم التي ينصبها لنا أعداؤنا".

وأشار الرئيس الأسد إلى أن الحوار ضروري لكن هناك فرق بين طروحات تخلق حوارًا وأخرى تخلق انقسامًا ويجب التركيز على الأشياء المشتركة الجامعة، مشددا على أن النقد حالة ضرورية عندما يكون هناك تقصير ويجب أن يكون موضوعيًا.. والحوار يجب أن يكون مثمرًا ويستند إلى حقائق وليس إلى انفعالات.. والحوار المبني على الحقائق يميز بين صاحب المشكلة الحقيقية وبين الانتهازي.

الحوار

وقال الرئيس الأسد إن "وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد.. وهي مجرد أدوات.. علينا ألا نعتقد أن الحرب انتهت.. ونقول هذا الكلام للمواطن والمسئول، وأمامنا أربع حروب.. الحرب الأولى عسكرية والثانية حرب الحصار والثالثة حرب الأنترنت والرابعة حرب الفاسدين وما حصل مؤخرًا من تقصير بموضوع مادة الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين".

وأضاف: "الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون إلى خلق الفوضى من داخل المجتمع السوري، مؤكدا أن التحدي الأساسي هو تأمين المواد الأساسية للمواطن الذي تواجهه صعوبات يفرضها الحصار.. ومعركة الحصار هي معركة قائمة بحد ذاتها.. هي معركة كر وفر تشبه المعارك العسكرية… وإن صاحب المعاناة يحتاج إلى معالجة مشكلاته لا إلى سماع خطابات بلاغية".

وتابع: "لدينا قوانين ولكننا نفتقد المعايير والآليات وإن وجدت كانت ضعيفة وغير سليمة ودون المعايير لن نتمكن من حل أي مشكلة لذا علينا أن نكون عمليين في حواراتنا"، مشيرًا إلى أن المعاناة هي المبرر للبحث عن الحقوق لكن ليست المبرر لظلم الحقيقة.. فالحقيقة تقول إن هناك حربًا وإرهابًا وحصارًا.. والحقيقة تقول إن هناك قلة أخلاق وأنانية وفسادًا.. وجزء من هذه الحقائق خارج إرادتنا جزئيًا وليس كليًا".