الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفتي الجمهورية السابق يكشف عن 3 أدعية تخفف آثار المصائب

أدعية تخفف المصاءب
أدعية تخفف المصاءب

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ربنا سبحانه وتعالى لطيف؛ وهذا اللطف نعيشه في كل يوم ونراه في لحظات حياتنا، ونقول فيما نقول -وكأننا نفسر هذا اللفظ الجليل-: «قَدَّر ولطف».

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن اللطف فيه رحمة، وفيه شفقة، وفيه رفق، والله سبحانه وتعالى يُقَدِّر على الإنسان أقدارًا، وتحدث هذه الأقدار كما أراد الله؛ لكن لطفه يدخل فيها ويحول بين نهايتها، فلو قَدَّر الله علينا الفشل، أو قَدَّر الله علينا الحادثة، أو قَدَّر الله علينا المرض، أو قَدَّر الله علينا تضييق الرزق؛ فإنه يُقَدِّر ذلك، فإذا ما وقع هذا في الكون، وقع مع شيء من اللطف، الذي يحمينا من آثاره المدمرة.

وتابع: فيحدث الحادث؛ وإذ بالإنسان يقوم منه معافىً سليمًا، ونقول حينئذ: «قَدَّر ولطف»، ويحدث المرض، ثم يعقبه الشفاء، فنقول: قَدَّر ولطف، ويحدث التضييق في الأرزاق، ثم تحدث مع هذا البركة، والقليل يكفي عن الكثير، فنقول: قَدَّر ولطف، واسم الله تعالى (اللطيف) من الأسماء التي جرت كثيرًا على ألسنة أهل الله، وهم يذكرون ربهم: (يا لطيف، يا لطيف، يا لطيف)، وكأنهم يستغيثون به: أنك يا ربنا، إذا قَدَّرت علينا شيئًا، وما دمت قد قدرته فلابد أنه حادث، فيا ربنا الطف بنا فيما جرت به المقادير.

وأضاف أن من دعاء الصالحين: «اللهم الطف بنا، فيما جرت به المقادير»، منوهًا بأن اسم الله تعالى (اللطيف) يُشْعِر بحقيقة العلاقة بين العبد وربه؛ لأن العبد يعترف بعظمة مولاه، وبقدرته، وبتقديره، وبقضائه وقدره، وثانيًا: يرضى عن هذا القضاء والقدر، وثالثًا: لا يتدخل في ملك الله، ولا يعترض عليه؛ لكن يرجو رحمته، ويرغب فيما عند الله من الخير، ويعلم أن الله سبحانه وتعالى أرحم به من نفسه، ويطلب من الله سبحانه وتعالى جريان اللطف فيما قَدَّر: «يا خفيَّ الألطاف، نَجِّنَا مِمَّا نخاف».

واستطرد: كان هذا دعاءً من دعاء الصالحين، والدعاء لا يقتصر على تلاوته من غير الشروع في سببه، أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نُعِدَّ القوة: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ»، وأمرنا ربنا بإصلاح الحال معه، وبالصبر على الناس: «فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ».

وأشار إلى أنه أمرنا ربنا سبحانه وتعالى بالسير في الأرض، وتدبر ما يحدث فيها، فقال تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ»، وهذا الأمر من ربنا، يجعلنا نسعى، ومع السعي نقول: «يا خفيَّ الألطاف، نَجِّنَا مِمَّا نخاف» ، إنه إيمان قوي، لا يقتصر على ترديد الألفاظ، بل إنه يقيم نفسه في العمل، ويرجو من الله، ما لا يرجوه الآخرون.