في ذكرى مئوية ثورة 1919.. حكايات عن الزعيم الوفدي مكرم عبيد باشا ترويها بنت شقيقه.. فيديو وصور

فى الطابق الرابع بإحدى العمارات القديمة بشارع الجزيرة فى الزمالك، تقطن سليلة مكرم عبيد باشا، أحد زعماء ثورة 1919 والقطب الوفدى الكبير والصديق المقرب لمصطفى النحاس، إنها الدكتورة منى مكرم عبيد، ابنة شقيق الزعيم الراحل والمستشار السياسي لرئيس حزب الوفد وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية.

مكتبة ضخمة
حينما دخلت إلى منزلها اختارت أن نجلس فى مكان تعتز به وقريب إلى قلبها، تحيطه مكتبة ضخمة تحتوى على عدد من الكتب التاريخية، بالإضافة إلى الكتب التى قامت بتأليفها والتى كان آخرها كتاب مكرم عبيد والذى قامت بكتابته بمناسبه ذكرى مئويته فى عام 1989، إلا أنها قامت مؤخرا بطباعته مرة أخرى بعد طلب من الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والذى شجعها على إعادة طبعه.

صور المنفى
جلست معها فى هذا المكان والذى شعرت فيه بعبق التاريخ، لما يحتويه من صور تذكارية لزعماء تاريخيين مصريين كان لهم تأثير فى التاريخ المصرى والدور الأسياسى فى اندلاع ثورة 1919 التى كتبت للشعب المصرى الاستقلال من الاحتلال الإنجليزى، كان الحوار معها شيقا وكنت لا أريده أن ينتهى، حيث حدثتنا عن ذكريات وبطولات عمها مكرم عبيد باشا وعلاقته بأصدقائه فى المنفى، والذى كانت تعتبره فى مقام جدها، حيث كان يكبر والدها بـ25 عاما.

تجولت معها وهى تحدثنى عن صورة تذكارية لزعماء الوفد المصرى تحت عنوان "معيشتنا فى المنفى ماهى سيشل" عام 1922، حيث جمعت هذه الصورة كلا من مكرم عبيد باشا ومصطفى النحاس باشا وسينوت حنا، وبجوارها كانت هناك صورة اخرى تحمل عنوان "تذكار عودتنا فى مومباسا"، وكانت تجمع مصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد باشا، وهناك صورة تذكارية اخرى حدثتنا عنها تجمع سعد زغلول باشا وفتح الله بركات وبهى الدين بركات ومصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد باشا وسينوت حنا وهم فى المنفى بسيشل.

أكثر أصدقاء سياسيين فى التاريخ المصرى
وبعد ذلك حدثتنى بكل فخر عن صورة تذكارية تجمع أكثر أصدقاء سياسيين فى التاريخ المصرى وهم مصطفى النحاس باشا ومكرم عبيد باشا، لدرجة أنهم استمروا فى علاقتهم معا لمدة 15 عاما وهم يذهبون معا إلى الوزارة كل يوم معا لا يفترقان.

مكرم عبيد يحملها طفلة
وفى جولة أخرى مع صورها التذكارية كان حديثها معنا حول صورة تذكارية لها مع مكرم عبيد باشا وهو يحملها حينما كانت طفلة، وصورة أخرى لجدها لأمها نخلة المطيعى باشا، وصور أخرى تجمعها مع الرئيس السيسى حينما كان وزيرا للدفاع وصورة تذكارية مع البابا تواضروس وعدد من الشخصيات السياسية على مستوى العالم وصورة لها مع أصدقائها فى فرنسا، بالإضافة إلى شهادة حصلت عليها وهى وسام جوقة الشرف برتبة ضابط من الرئيس الفرنسي ساركوزي، وذلك لدعمها للعلاقات المصرية الفرنسية.

تمثال مكرم عبيد
ثم ما لبثت أن قامت بالحديث إلينا عن الصور التذكارية لزعماء الوفد المصري التاريخيين فى المنفى، حتى اصطحبتنا وهى سعيدة إلى مكان تعتز به يقطن فيه تمثال لمكرم عبيد باشا أخذته من منزله بعد وفاته وقامت بوضعه فى صالون المنزل حتى يظل حاضرا أمامها بتمثاله.

دعاء مكرم عبيد
"اللهم لا شماتة بل عبرة وتذكيرا، اللهم لا انتقاما بل قصاصا وتطهيرا، اللهم لا استغلال للحكم ولا محسوبية ولا فوضى بل نزاهة فى الحكم وحكمة وتدبيرا، اللهم لا تنصفنا على حساب مواطنينا بل أنصف مواطنينا على حسابنا، اللهم غنى عن الغنى اللهم لا ميلا مع الهوى بل ميلا عن الهوى، اللهم دينا عن الدنيا أو فارع دنيانا إلى مستوى الدين، اللهم اجعنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارا، ونحن النصارى لك وللوطن مسلمين"، بهذه الكلمات كانت دعوة مكرم عبيد باشا والتى تلتها الدكتورة منى مكرم عبيد وقرأتها بخط يده بعد أن قامت بوضع الورقة التى كتبها عليها فى برواز لكى تحتفظ به كوثيقة تاريخية للزعيم الراحل الذى فنى عمره من أجل أن يحيا وطنه.