⁃ الواقع الافتراضي أو الفضاء الالكتروني أو العالم الافتراضي أسماء كثيرة وتعريفات عدة لعالم ما بعد الحداثة لا تزال تأثيراتها الإيجابية والسلبية على ثقافة الشعوب وأخلاقياتها وسلوك أفرادها تخضع للبحث والدراسة للمتخصصين والدارسين حول العالم.
⁃ وبينما لاتزال تلك الدراسات علي قدم وساق تستعد البشرية لاستقبال الموجة الثانية لهذا الواقع الافتراضي ومنها إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التطبيقات التي من المؤكد أن تنهي ما تبقى من خصوصية وحياة شخصية وثقافات ونماذج اجتماعية مختلفة.
⁃ ولا يخفى حجم التأثير الضخم للموجة الأولىعلي ثقافات وأخلاقيات واستقرار شعوب من جراء إساءة استخدام من فطن للقدرة الفائقة لوسائل التواصل الاجتماعي والتي تعد أحد تطبيقات أو مظاهر هذه الموجة.
⁃ فكانت خزينة العلم من برامج خاصة بالبرمجة العصبية ومهارات التواصل الفعال وعلوم التنمية البشرية بل وبعض علوم الرياضيات والمعادلات الحسابية وغيرها هي المعين الذي لا ينضب والتي نهل منهمن أدركخطورة تلك الوسائل وأصر وهدف لاستخدامها لاثارة من أراد من مجموعات وشعوب وأفراد والتأثير فيها لتحقيق غايات وأغراض محددة منها علي سبيل المثال وليس الحصر تحقيق حلم اللادولة والذي يُعد المرجعية الأيديولوجية للكثير من الاتجاهات الفكرية والجماعات .
⁃ ومع هذا النهج لم تفطن بعض الأمم المستهدفة لخطورة هذا الاتجاه علي وجودها وإطارها الثقافي والاجتماعي ولم تحرص علي التعليم والتعلم لأطر المواجهةالسليمة والتي تتخذ من العلم سبيلا بدلا من اعتياد أساليب قديمة ساهمت ومازالت تساهم في نجاح المخططين لتحقيق أهدافهم.
⁃ فبدلا من تكرار الأخبارالمدسوسة والرموز المشفرة وغيرها وجب استخدام أساليب مختلفة منها برامج متخصصة للحماية - وملء الفراغ- للوقاية من الاثار السلبية لتطبيقات الموجة الأولي التي لا تلبث أن تصبح ماضيًا سحيقًا امام ما تتهيأالبشرية لاستقباله من تطبيقات أخرىأكثر قدرة علي الاختراق والتأثير .
- ولاتزال الفرصة قائمة لكي تتبنى الدول استراتيجيات مختلفة للحفاظ علي هويتها وثقافتها من خلال متخصصيها وعلمائها للتصدي الإيجابي للواقع الافتراضي.