على مدار التاريخ، ومنذ أن أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لم تتوقف محاولات تشويه القرآن أو النيل منه، لكن الله تعالى تعهد بالحفاظ على القرآن، وأن يُسخر من عباده من يحفظه، كما قال تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».
إذاعة القرآن الكريم، أحد السبل التي سخرها الله تعالى لحفظ القرآن، بجانب حفظه في السطور، والتي تقدم رسالتها في إذاعة القرآن الكريم منذ أكثر من 55 عاما، وهى تصدح بأصوات القراء وعمالقة القراءة، لكن لم يعلم كثيرون كيف أنشئت تلك الإذاعة العريقة.
في أوائل فترة الستينيات، من القرن الماضي، وخلال حكم الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، ظهرت إحدى الطبعات المذهبة للمصحف والمصنعة من الأوراق الفاخرة، لكنها كانت تحمل بين طياتها تحريفا متعمدا لبعض آيات القرآن الكريم، في محاولة خبيثة للنيل من القرآن وتشويهه، دون أن يعلم أصحاب تلك المحاولة أن القرآن محفوظ في الصدور.

قرار اللجنة وقتها استقر على اختيار القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، على أن يحظى بهذا الشرف ويكون صاحب أول جمع صوتي للقرآن الكريم على أسطوانات على أن يتم توزيع نسخ منها على المسلمين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي والمراكز الإسلامية، والذي فرح به المسلمون وبصوت الشيخ الحصري الذي تخشع له القلوب.

رحلة الشيخ محمود خليل الحصري، مع القرآن الكريم، لم تتوقف عند كونه أول من جمع القرآن الكريم صوتا، لكنه ظل منفردا في يقراء القرآن منفردا في الإذاعة لقرابة 10 سنوات، وأول من قرأ في مكبرات الصوت في الحرمين الشريفين.