الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول من جمع القرآن صوتا.. قصة الشيخ الحصري بطل التصدي لحملة تحريف المصحف في الستينيات

الشيخ محمود خليل
الشيخ محمود خليل الحصري في إحدى حفلاته

على مدار التاريخ، ومنذ أن أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لم تتوقف محاولات تشويه القرآن أو النيل منه، لكن الله تعالى تعهد بالحفاظ على القرآن، وأن يُسخر من عباده من يحفظه، كما قال تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».

إذاعة القرآن الكريم، أحد السبل التي سخرها الله تعالى لحفظ القرآن، بجانب حفظه في السطور، والتي تقدم رسالتها في إذاعة القرآن الكريم منذ أكثر من 55 عاما، وهى تصدح بأصوات القراء وعمالقة القراءة، لكن لم يعلم كثيرون كيف أنشئت تلك الإذاعة العريقة.

في أوائل فترة الستينيات، من القرن الماضي، وخلال حكم الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، ظهرت إحدى الطبعات المذهبة للمصحف والمصنعة من الأوراق الفاخرة، لكنها كانت تحمل بين طياتها تحريفا متعمدا لبعض آيات القرآن الكريم، في محاولة خبيثة للنيل من القرآن وتشويهه، دون أن يعلم أصحاب تلك المحاولة أن القرآن محفوظ في الصدور.

و للتصدي لتلك المحاولة الخبيثة التي تهدف للنيل من القرآن الكريم، توصل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والأزهر الشريف ممثلا في هيئة كبار العلماء، إلى أن يتم تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية "حفص عن عاصم" ليكون أول جمع صوتي للقرآن الكريم.

قرار اللجنة وقتها استقر على اختيار القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، على أن يحظى بهذا الشرف ويكون صاحب أول جمع صوتي للقرآن الكريم على أسطوانات على أن يتم توزيع نسخ منها على المسلمين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي والمراكز الإسلامية، والذي فرح به المسلمون وبصوت الشيخ الحصري الذي تخشع له القلوب.

نتيجة النجاح الكبير الذي حققه مشروع الجمع الصوتي للقرآن الكريم، قرت وزارة الثقافة والإرشاد القومي والتي كانت مسؤولة عن الإعلام، في ذلك الوقت اتخاذ قرار بتخصيص موجة قصيرة، وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل بصوت الشيخ محمود خليل الحصري، وبعدها عرضت الفكرة على الرئيس جمال عبدالناصر، والذي رحب بالفكرة وأمر بتنفيذها.

رحلة الشيخ محمود خليل الحصري، مع القرآن الكريم، لم تتوقف عند كونه أول من جمع القرآن الكريم صوتا، لكنه ظل منفردا في يقراء القرآن منفردا في الإذاعة لقرابة 10 سنوات، وأول من قرأ في مكبرات الصوت في الحرمين الشريفين.

-