الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

" تجريدى ده يا خلف".. خصائص المدرسة التجريدية فى الفن التشكيلى .. وأسرار اتهامها بعدم الفهم

صدى البلد

يعتبر الفن التشكيلى احد روافد فنون الجمال التى يعبر من خلالها الفنان عن حالة جمالية من وجهة نظر أو زاوية محددة قد يفهمها البعض أو لا يفهمها احيانا، ولما لا فالفنون جنون فقد يرسم الفنان لوحة كما يقولون سابقة لعصرها وتحتاج مدة اطول من الزمن حتى يتمكن المتلقى من استيعاب فكرتها وهو الامر الذى يميز فنانا عن فنان آخر.

فى كثير من الاحيان يتعامل الغالبية العظمى مننا نعه على انه فن غير مفهوم ويختص بمخاطبة فئة محددة من البشر ولا يوجد به أى نوع من الرسومات المفهومة وهو الأمر الذى جسدته وأكدته السينما الكوميدية فى مصر فى مراحل مختلفة إلا ان الحقيقة تختلف تماما ، فالفن التشكيلى هو فن مفهوم وليس كله رمزيات أو أمور غير مفهومه ، ونحاول من خلال هذه النوعية من التقارير استعراض قيمة وأصول ومميزات المدارس التشكيلية المختلفة التى يقدمها صدى البلد لقرائه.

تعتبر من صعب مدارس الفن التشكيلى وأكثرها مهارة "المدرسة التجريدية" والتى تبدو أيضا للبعض انها مدرسة غير مفهومة خاصة كما يظهر من اسمها الذى يبدو انه وصف لشىء مجرد وغير مفهوم ، وهو الأمر الذى أسقطت عليه الكوميديا فى السينما المصرية فى أكثر من موضع والتى كان على رأسها فيلم صعيدى فى الجامعة الامريكية بالمقولة الشهيرة " تجريدى ده يا خلف".

اهتمت المدرسة التجريدية الفنية بالأصل الطبيعي، ورؤيته من زاوية هندسية، حيث تتحول المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر، وتظهر اللوحة التجريدية أشبه ما تكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب، أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست لها دلائل بصرية مباشرة، وإن كانت تحمل في طياتها شيئًا من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بها الفنان.

وعمومًا فإن المذهب التجريدي في الرسم، يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة تحمل في داخلها الخبرات الفنية، التي أثارت وجدان الفنان التجريدي. وكلمة "تجريد" تعني التخلص من كل آثار الواقع والارتباط به، فالجسم الكروي تجريد لعدد كبير من الأشكال التي تحمل هذا الطابع: كالتفاحة والشمس وكرة اللعب وما إلى ذلك، فالشكل الواحد قد يوحي بمعان متعددة، فيبدو للمشاهد أكثر ثراء.

ولا تهتم المدرسة التجريدية بالأشكال الساكنة فقط، ولكن أيضًا بالأشكال المتحركة خاصة ما تحدثه بتأثير الضوء، كما في ظلال أوراق الأشجار التي يبعثه ضوء الشمس الموجه عليها، حيث تظهر الظلال كمساحات متكررة تحصر فراغات ضوئية فاتحة، ولا تبدو الأوراق بشكلها الطبيعي عندما تكون ظلالًا، بل يشكل تجريدي. وقد نجح الفنان كاندسكي –وهو أحد فناني التجريدية العالميين- في بث الروح في مربعاته ومستطيلاته ودوائره وخطوطه المستقيمة أو المنحنية، بإعطائها لونًا معينًا وترتيبها وفق نظام معين. ويبدو هذا واضحًا في لوحته "تكوين" التي رسمها عام 1914م.