الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة محاربات الزيمبابوي.. يحرسن الحيوانات المفترسة في أدغال أفريقيا

صدى البلد

في مثل هذا اليوم الـ 18 إبريل من عام 1980 تأسست جمهورية زيمبابوي التي كانت مستعمرة بريطانية تعرف باسم روديسيا، وقد كانت موجودة منذ عام 1896 حتى عام 1980 ، وقبل وصول البريطانيين كانت زيمبابوي تتكون من عدد من الممالك المنفصلة، وكان أقرب الناس الذين يسكنون البلاد هم سان، ويطلق عليهم أحيانًا اسم كويسان أو خويسان، كما أنهم كان يطلق عليهم أحيانًا البوشمان، لكن هذا اسم مهين أعطاه لهم الغرباء.


فريق النساء

وتتميز زيمبابوي ببعض العادات والتقاليد الفريدة عن باقي دول القارة الأفريقية، من بين هذه العادات ظهرت في السنوات الأخيرة الماضية مبادرة بعنوان الشجعان وهي عبارة عن فريق من النسوة الحارسات الزيمبابويات المناهضات للصيد غير القانوني شكلوا فريق لحراسة الحيوان البرية في أدغال أفريقيا، من بينها منطقة بلاك مامباس بالقرب من متنزه كروغر الوطني في جنوب إفريقيا، ويقودهم قناص أسترالي طويل القامة تلقى تدريباً عسكرياً ويعشق اشتباكات لعبة الرغبي.




إحدى هذه الفتيات  تُدعى كيوماير، التي تبلغ من العمر 32 عاماً، تحمل بندقيتها المعدنية السوداء، والتي بعد سنوات من الاستخدام، اعتلى الصدأ بعض أجزائها. هذه البندقية لم يعد حملها حكراً على الحراس الميدانيين من الذكور؛ بل أصبحت مستقرة بثبات بين يدي كيوماير، التي تؤمن بأن هذه الوظيفة لم تُخلق لتكون حكراً على الرجال؛ بل هي لأي شخص لديه المهارة والقوة المناسبة.

قوات صاعقة بيئية

وقالت الفتاة الأفريقية في تصريحات لـ صحيفة الجارديان البريطانية إن هذا المكان الذي يحرسنه يعد خط الدفاع الأول لإفريقيا في مواجهة الصيد خارج القانون، كيوماير وزميلاتها لسن مجرد نساء حارسات عاديات؛ بل إن التعبير الأدق الذي يصفهن حسب تقرير صحيفة الجارديان هو أنهن كتيبة متكاملة من قوات صاعقة بيئية لمواجهة نوعٍ جديد من الجرائم في حق المجتمع.


من معسكره المليء بالخيام في موقع سريٍّ بوادي زيمبابوي، يحكي ماندر قصة مشروعه، فقد بدأت 36 سيدة برنامجهن التدريبي المصمم على نمط خاص، ويتابع للجارديان: شجعناهن تشجيعاً فاق أي تشجيع قدمناه للرجال، ولم يخرج من البرنامج سوى 3 منهن فقط.




ومنذ اليوم الأول لتدريب النساء، رأى ماندر أن شيئاً خاصاً يحدث، فقد أدرك أن النساء كنَّ الحلقة المفقودة اللازمة لإنجاح مبادرات الحفاظ على البيئة ومكافحة الصيد خارج نطاق القانون.

ابنة رئيس زيمبابوي

وفي ظل 5 أشهر فقط، بات هذا المشروع يدر شهرياً مزيداً من الأموال على المجتمع المحلي أكثر مما تدره بطولات الصيد كل عام، وحظي كذلك باهتمام شخصيات مهمة؛ مثل تاريرو منانغاغوا البالغة من العمر 32 عاماً، والتي تعمل مصوِّرة محترفة، وهي أيضاً الابنة الصغرى لرئيس زيمبابوي الجديد إمرسون منانغاغوا؛ وحضرت وتدربت في برنامج مؤسسة مكافحة الصيد خارج القانون العالمية، وعلقت على التجربة بالقول: هؤلاء النسوة يمنحنني الأمل.


ولا توجد أسوار بين مناطق الصيد أو بين الحياة البرية والسكان البالغ عددهم 4 ملايين شخص والذين يعيشون على حدود تلك الأراضي المحمية. وقد ذهب بعض أرباح الصيد لدعم المجتمعات التي تعيش في مناطق البراري المخصصة للصيد، والتي تبلغ نسبتها 20% من أرض زيمبابوي.