الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدأها الرسول لأهل الطائف وعبرت عن تعايش المسلمين والمسيحيين في مصر.. قصة موائد الرحمن

موائد الرحمن
موائد الرحمن

ما أن يبدأ شهر رمضان من كل عام، إلا و تبدأ معه مظاهر الفرحة والبهجة في كل الشوارع، فرحا بشهر الصيام، بجانب ما يشهده الشهر الكريم من تكافل وتعاون بين الجميع بين المسلمين وبعضهم البعض وبين المسلمين والمسيحيين.

موائد الرحمن، أحد أبرز مظاهر الاحتفال والتكافل خلال شهر رمضان، والتي لا يخلو منها شارع من شوارع المحروسة، كونها من أهم ما يميز الشارع المصري خلال شهر رمضان عن باقي الشهور، لما تمثله من معاني التعاون والتكاتف والتكافل بين أفراد المجتمع.

وعلى مدار التاريخ الإسلامي، ومنذ أن فرض الله تعالى صيام شهر رمضان، وظهرت موائد الرحمن في شهر رمضان، بداية من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تطورت من عصر لآخر، حتى تعددت أشكال موائد الرحمن، واختلفت طبيعتها من منطقة لأخرى، لكن يجمعها هدفها الأسمى تحقيق التكافل والتعاون خلال شهر الصيام.

وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الظهور الأول لموائد الرحمن، حينما استقبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو في المدينة المنورة وفد من الطائف، في شهر رمضان، وكان الرسول هو المضيف لهم، حيث كان يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح، خلال فترة إقامتهم في المدينة.

وبعد الرسول حرص الصحابة والخلفاء الراشدون على الاقتداء به، حتى جاء عمر بن الخطاب وأسس دار كاملا للضيافة كانت على مدار العام، و يفطر فيها الصائمون خلال شهر رمضان، لتعبر عن التكافل المجتمعي استمرار لما تعلمه الصحابة خلال عهد الرسول.

ويعتبر كثير من المؤرخين أن البداية الحقيقية لموائد الرحمن كانت خلال فترة حكم أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، وأنه أول من أقام مائدة الرحمن في السنة الرابعة من ولايته والتي كانت تعرف باسم "الأسمطة"، حتى أن فكرتها بدأت بجمعه التجار والأعيان على مائدة كبيرة في أول أيام رمضان، و كان يخطب فيهم قائلا "إنى جامعكم حول تلك الأسمطة لأعلمكم طريق البر بالناس".

وفي عام ٨٨٠ هجرية أمر أحمد بن طولون بتعميم الموائد الرمضانية فى كل أنحاء دولته، وأن يكون مقرها فى الأماكن العامة لتكون قريبة من الفقراء. 

في حين يرى مؤرخون آخرون، أن موائد الرحمن بدأت في مصر مع تأسيس الدولة الفاطمية، حيث كان المعز لدين الله الفاطمي، أول من وضع تقاليد المائدة في عهد الدولة الفاطمية، لبتردد عليها الصائمون من رواد مسجد عمرو بن العاص، حتى أنه كان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام، لتوزّع على الفقراء.


استمرت الموائد على مدار تلك السنوات ومنذ فجر الإسلام، ترفع شعار التكافل والترابط المجتمعي، حتى شهدت مصر كعادتها نماذج من تلك الموائد تعمق الإخوة والمحبة الوطنية في المجتمع، بعد مشاركة الأقباط في إقامة موائد الرحمن خلال شهر رمضان لإفطار الصائمين من المسلمين، حتى كان القمص صليب متى ساويرس راعي كنيسة مار جرجس في الستينيات، أول قبطي يقيم مائدة رحمن في عام 1969.

مائدة القمص صليب متي، لإفطار الصائمين في شهر رمضان لم يقتصر روادها على المسلمين فقط بل كان يجتمع عليها المسلمون والمسيحيون، لتنطلق بعدها العديد من موائد الافطار في أنحاء مصر والتي أقامها الأقباط مشاركة للمسلمين بشهر رمضان.