الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا مش ماكينة إطفاء


عند تصفحى للجرائد والوكالات توقفت عند تصريح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حول إيران وما يحدث فى منطقة الخليج من توترات وتصاعدات تنذر بما لا يحمد عقباه، توقفت كثيرا عند تصريحه الذى قال فيه إن روسيا ليست ماكينة إطفاء، واستكمل موجها كلامه إلى إيران ويصفها بأنها قادرة على الخروج من الأزمة، ولكنه أنهى تصريحه بجملة ماكرة قال فيها إن موسكو تسعى لما فيه أمنها وأمانها أولا وأخيرا.

تصريح بوتين ذكرنى بتصريحات روسية متتالية أثناء الغزو الأنجلو أمريكى على العراق، فقد كانت نفس اللهجة التى يصعب فيها تبين الموقف الروسى صراحة، فحينا يطالعنا الكرملين برفضه لإصرار بغداد على عدم الاعتراف بامتلاكها أسلحة نووية، وأخرى يؤكد فيها ترقبه للأمور واستعداده للتدخل لما فيه استقرار المنطقة.

وعلى هذا المنوال وبهذه التصريحات المخابراتية، واصلت روسيا وتواصلت فى سياسة "لست معك ولا ضدك"، لتصل بنا الأحداث إلى ما نحن عليه الآن، فالدب الروسى قد وجد لقدمه موطئا فى منطقة الشرق الأوسط بعد كفاح طويل لكى يجد متنفسا له فى منطقتنا تلك، وعليه فقد أصبحت موسكو إلى حد ما تملك زمام الأمور، وأيضا صار لها حق تمرير أى قرارات عليها والتشاور معها فيما تجرى به الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة والخليج بصفة خاصة، ولأن وجود روسيا فى سوريا أعطاها مزايا كثيرة وجعلها قريبة من إيران وتركيا لما لهما وعليهما ومعهما وضدهما، كل ذلك جعل الغرب والولايات المتحدة يتعامل مع روسيا تعاملا حذرا وأيضا فى إطار تبادل مصالح ومنافع، وهو الأمر الذى انعكس على طبيعة التصريحات الروسية الحالية وجعلها تظهر بصيغة التريث والتعقل واتباع سياسة تأجيل الخطى حتى تتمهد الطرق وتهدأ الأجواء لعبور السفن والشاحنات.

الرئيس الروسى حينما وصف بلاده بأنها ليست ماكينة إطفاء، كان يريد من وراء هذه الجملة الكثير والكثير، ولعل أهمها برهنته لواشنطن وحلفائها أنه قد يمضى معهم مع تلميحه لطهران بأنه لن يكون معها قلبا وقالبا ولكنه لا يرفض نهجها فى التعامل السياسى، روسيا تسير بسياسة بوتين التى تؤكد دوما مبدأ أن تأتى متأخرا خيرا من ألا تأتى!!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط