ذوالفقار عاصر 3 ولاة عثمانيين وبنى مسجدا معلقا بمئذنة رشيقة..صور

كشف الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق حكاية مسجد ذو الفقار بك"مسجد غطاس"،الذي يقع بشارع بورسعيد على يمين القادم من ميدان السيدة زينب فى اتجاه ميدان باب الخلق.
وقال لموقع صدي البلد: المسجد من إنشاء الأمير ذو الفقار بك فى عام 1091 هـ/ 1680م،وتذكره بعض المصادر باسم زين الفقار بك، وقد كان تابعًا للأمير حسن بك الفقارى وقد تولى الصنجقية وإمارة الحج فى يوم واحد، وطلع بالحج إحدى عشر مرة.
وعاصر الأمير ذو الفقار بك ثلاثة من الولاة العثمانيين على مصر وهم عبد الرحمن باشا وعثمان باشا وحمزة باشا ، وقد تمتع خلال عهدهم جميعًا بنفوذ كبير ومكانة عظيمة،لدرجة أنه بعد وفاته تم تولية ابنه الأمير إبراهيم بك الصنجقية وإمارة الحج وذلك تقديرًا لوالده.
وكان ذو الفقار بك كما وصفه المؤرخون أميرًا طاهرًا، محافظًا على الصلوات الخمس فى أوقاتها، معظمًا للعلماء شفـوقـًا على الفقـراء غليظًا على المفسدين، وقد توفى سنة 1102 هـ/ 1690م ودفن بالقرافة،ومسجده يعرف بين أهالى الحى باسم مسجد غطاس.
ولهذا المسجد واجهتان إحداهما رئيسية وهى الواجهة الشمالية الغربية المطلة على شارع بورسعيد، وتضم المدخل الرئيسى للمسجد والمئذنة وذلك فى الطرف الغربى،أما الواجهة الأخرى فرعية وهى الشمالية الشرقية وتطل على شارع خليل.
ويعتبر مسجد ذو الفقار بك من المساجد المعلقة،ويتكون من مساحة مستطيلة تبلغ تقريبًا 17 متر طول و 11 متر عرض ، وقد قسمت هذه المساحة بواسطة بائكة واحدة إلى رواقين موازيين لجدار القبلة،وتتكون هذه البائكة من خمسة عقود مدببة ترتكز على أربعة أعمدة رخامية فى الوسط وعلى دعامتين فى الجانبين.
وللمسجد سقف خشبى رائع تتوسطه شخشيخة خشبية،وقد تمت زخرفة السقف برسوم زيتية متعددة الألوان قوامها عناصر هندسية بداخلها زخارف نباتية ، كما يجرى أسفل هذا السقف إزار كتابى يتضمن آيات قرآنية من سورة الفتح وسورة يس، فضلًا عن اسم المنشأ وتاريخ الإنشاء.
ولهذا المسجد مئذنة تقع فى الواجهة الرئيسية الشمالية الغربية،وذلك فى الطرف الغربى وعلى يمين كتلة المدخل الرئيسى للمسجد ،وقد تم بناءها من الحجر والخشب وتتميز هذه المئذنة بالرشاقة رغم بساطتها وقلة ارتفاعها.