الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

5 أمور فعلها النبي عند إحياء ليلة القدر

ليلة القدر
ليلة القدر


قالت الدكتورة سهير طلب، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على الخير، وأسبق الناس إلى كسبه وفعله.

وأضافت «طلب» في إجابتها لـ«صدى البلد» عن سؤال: «كيف حرص النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على تحرِّي ليلة القدر؟»، أنه بالتأمل في منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر يمكن أن نلاحظ الأمور التالية: اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه على إدراكها، أولًا: فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في المسجد من أجل إدراكها، وكان في البداية يعتكف الشهر كله.

واستدلت بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها فخطب الناس فأمرهم ما شاء الله ثم قال «كنت أجاور هذه العشر ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها فابتغوها في العشر الأواخر وابتغوها في كل وتر وقد رأيتني أسجد في ماء وطين». فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت فوكف المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين فبصرت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء»، فلما تبين له أنها في العشر الأخير صار يعتكف في العشر الأخير فقط.

وتابعت: ثانيًا: كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحرص على قضاء العشر الأواخر كلها في العبادة، ولهذا كان يعتكف لأنه يستغرق الوقت في العبادة وينقطع عن الشواغل، ثالثًا: كان يحث أهله على اغتنامها والتعرض لها، كما في حديث عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله» وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المسلم في طاعته لله، ورعايته لأهل بيته.

وواصلت: رابعًا: يحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه على فعلها، كما في الأحاديث السابقة، وهذا منهج ينبغي أن يسير عليه المسلم في دعوة الناس وكل من يحب خاصة إلى الخير، ولا يستأثر بها لنفسه.

وأكملت: خامسًا: وكان إحياؤه -صلى الله عليه وسلم- لها منفردًا بنفسه، ولم يكن يحييها مع الصحابة جميعًا، ولا يخلو هذا من الحكمة، فلكل حاجته التي يسألها ربه، وذنوبه التي يستغفر ربه منها، ولعل في هذا الهدي إشارة إلى أن ما عليه بعض المسلمين من إحيائها بصورة جماعية، مخالف للهدي النبوي على أقل تقدير، وكان إحياؤه لها بالدعاء والصلاة والذكر، وهذا هو سبيل المؤمنين، فعجبًا لقوم يحيونها بالغناء والرقص.