الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القاسية قلوبهم




كانت دوما تسمع ابيها وهو يدعو الله ان يباعد بينه وبين القاسية قلوبهم وكانت تدهش لتأمين امها على دعاءه وترديدها آمين آمين آمين .. دعاء ابيها حفظته اذنيها مصحوبا بتأمين امها عليه ، حتى انها كانت تردد الدعاء بلا وعى وتطلبه من الله وهى غير مدركة لمعناه الحرفى فهى لازالت طفلة لم تتخطى اعوامها العشرة . و كبرت واصبحت فتاة جميلة وظل ابويها على عهديهما يدعوان بنفس الدعاء ..وفى يوم قالت لابيها وكلها دلال عليه ..الا يوجد دعاء اخر ياابى تدعو به الله غير هذا الدعاء الذى لم يتغير منذ ان وعيت انا الدنيا ؟ فاحتضنها ابيها وعينيه تحبس دمعهما وقال لها ...
ان اسوأ انواع البشر هم ذلك النوع قاسى القلب ، فهم ياحبيبتى ان دخلوا حياتك دمروها وقلبوا موازينها غير مبالين لك ولا مهتمين بما فعلوه بك ، فهم غلاظ القلوب ، لايعنيهم الا انفسهم ولايندموا على اى شىء ، كل همهم أنفسهم فقط وذويهم الذين على شاكلتهم ، هذا النوع من البشر يسرق عمرك ويستنزف طاقتك ، فهم يعرفونك طالما فيك نفع لهم ، وحينما ينفذ هذا النفع يتركوكِ غير آسفين ، وهم ايضا الذين سعيهم لمن على شاكلتهم فهم يمنعون عنك خيرا انت من صنعتيه بصبرك وعملك ورصيدك يمنعونه عنك ويهبونه لاخرين ينتمون لهم بصلة رحم او بمنفعة او حتى من اجل رغبة او متعة من متع الحياة الدنيا .. حبيبتى هذا النوع من البشرية فاجر فى خصامه، قاتل فى اظهار معاداته ، فهم لايخافون الله ولكنهم يوهمون انفسهم بأنهم الاقرب الى الله وان عطاياهم للفقراء ولاهلهم تفتح لهم بابا للجنة ..
حبة قلبى ان القاسية قلوبهم مثلهم مثل المرض الخبيث يظل كامنا فى الجسد ويدمر فيه، وعندما ينتهى منه ويشعر انه اصبح قريبا من اليأس والموت يخرج منه ويتركه باحثا عن غيره وغيره وغيره ، فهو يعيش على الاذى بكل صوره وخاصة اذى المشاعر والقلوب .. قساة القلوب كمصاصى الدماء يأخذون منك اكسير الحياة لكى يضيفوا الى عمرهم عمرا سلبوه ممن ائتمنوهم على حياتهم وقلوبهم وربما اموالهم وخزائنهم ..قساة القلوب هم ذلك الزرع السيء نبته فهو يرهقك فى ريه والاعتناء به ولكنه لايزهر ولايثمر فقط يخرج شوكا يقطعك به مع انك كنت تتمنى له النماء والخصب .. القاسية قلوبهم هم ذلك النبت الشيطانى الذى يحاوطك وييحصرك ويحاصرك حتى تسقط وتنتهى الى الابد ..حبيبة قلبى ادعى دوما بهذه الدعوة فهى المنجى والنجاة فى هذه الدنيا .. ومات ابواها وظلت هى تدعو وتردد وتأمن كما كانت تفعل امها ولكنها لم تنجو من القاسية قلوبهم واصابوها فى مقتل وسرقوا عمرها واستنفذوا كل مافيها وسلبوا كل مالديها وتركوها تدعو ليل نهار بأن يرد الله اليهم عملهم ويسلط عليهم قساة القلوب يذيقونهم مافعلوا ومايفعلوا بالابرياء وفى كل مرة تقول وبصوت عال كأمها آمين آمين آمين ...

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط