الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البيئات الفقيرة وتأثيرها على الأطفال


الفقر له ملامح كثيرة ومتعددة، فالفقر ليس فقر المال والإمكانيات المادية وحدها ، لكن هناك منازل فقيرة فى التعامل مع الأطفال وتربيتهم ، فقيرة فى العطاء المعنوى والحنان والعطف على الأولاد ، منازل تخلو من الرعاية والتربية الصحيحة للأبناء ، منازل مختلة وظيفيا فى بنائها وتكوينها الأسرى.
كل هذا لا يمنع أن الفقر يعرض أسر الأطفال إلى  قاسية سواء فى البيئة الفيزيقية أو الاجتماعية، فمستوى الخدمات الاجتماعية في أحياء تلك الأسر متدنية ويرحع ذلك الى الكثافة السكانية، وارتفاع معدلات الجريمة، وغياب الأمان فى أماكن اللعب للأطفال هذا على افتراض وجودها فى الأصل ، كما أن الأحياء الفقيرة تفتقر إلى المساحات الخضراء مقارنة بالأحياء الميسوره ، كما يتنفس الأطفال فى الأغلب هواء ملوثًا ويشربون مياها غير أمنه ، ومنازلهم مكدسه ومزدحمه بأعداد عالية من الكثافة البشرية، وتسودها الضوضاء وغالبيتها لاتصلح للاقامه لانها مهدمة أو قابلة للسقوط وبها الكثير من المخاطر.
وهذا من ناحية البيئة الفيزيقية المحيطة بالأطفال فى الاسر الفقيرة ، ومن ناحية البيئة الاجتماعية نجد أن الأطفال فى البيئات الفقيره محرومين من أكتشاف العالم من حولهم ، على الرغم من أن البيئات المحرومة مليئة بالمثيرات والمنبهات البيئيه ولكنها فى غالبيتها منبهات ومثيرات سلبيه وغير صالحه للتربيه السليمه وللنشأة النفسية الجيدة 
فالأطفال فى البيئات الفقيرة تجد صعوبه فى تنمية الإبداعات الفكرية والوجدانية، فهم يقضون وقتًا طويلا فى الكفاح من أجل البقاء فهم يعيشون فى بيئات ذات رأس مال متدن، وعندما يصبح هؤلاء الأطفال مراهقين فإنهم يستمدون المساندة والدعم الاجتماعي والوجدانى من أقرانهم وليس من الآباء أو الراشدين المحيطين بهم ، كما أن فرص الإثراء المعرفي والفكري لديهم فقيرة للغاية ومشوهة، فليس لديهم كتب فى مازلهم ، ولا يذهبون لتعلم مهارات تطور من إمكانياتهم العقلية أو مهاراتهم الشخصية ، يقضون أوقاتهم أمام التليفزيونات أو العاب الفيديو جيم أو أمام شاشات الموبيل أو على المقاهى.
ونجد أن منازل هؤلاء الأطفال الفقراء يسودها الفوضى ، والغالبية تعيش داخل أسر مفككة، وغالبا ما يفتقر الآباء التعامل مع الأبناء بسبب الجهل والانشغال وراء اللهث لجلب لقمة العيش ، وغالبًا أو الأغلب الأعم أمهات الاطفال فى البيئات الفقيره مشغوله بالهث وراء لقمة العيش لتربية الأبناء وتوفير الطعام والملبس لهم
وبالتالى ينعكس كل هذا على الاطفال بعدم الانتظام فى المدرسة وقلة التحصيل الدراسي ، والتسرب من التعليم ، ويلجاء معظم الأطفال فى البيئات الفقيره الى الأعمال الهامشية.
ونجد أن البيئة الفقيرة بشقيها الفيزيقى والاجتماعي وأيضًا النفسي ، تنعكس نتائجها على الأطفال فى مراحل النمو المختلفة فنجدهم أكثر عرضه للاكتئاب وتعاطى المواد المخدره ، واكثر عرضه وتهيئ للإصابة بالأمراض المزمنة والوبائية بسبب سوء التغذية والرعاية الصحية ، كما أنهم أكثر شعورًا بالعزلة والتجاهل من المجتمع ،ولديهم مشاعر بالخزى والعار وأنهم ليسوا موضع حب ، والنظرة الدونية للذات ، والعدوانيه تجاه أنفسهم والمجتمع المحيط ، فالخبرات المؤلمة فى الطفولة والبيئات الفقيرة تؤدى إلى خبرات سلبية تتزايد مع الزمن ، ككره الثلج تشمل تدهور وتشوه فى الخبرات والوظائف الاجتماعية والانفعالية والمعرفيه واضطرابات سلوكية. 
حان الوقت للتعامل مع البيئات الفقيره ، ليس على مستوى توفير مسكن أمن ونظيف هذا بالطبع شئ جيد جدا ، ولكن حان الوقت لتنمية مهارات تلك الاسر وتوفير الجو الامن الصحى وأرشاد تلك الاسر بكيفية تربية الابناء وتوفير جو أمن من الناحية الأجتماعيه والصحيه والنفسيه والترفيهيه والدينيه ، أرى أن هذا الاهتمام بالاسر الفقيره والمحرومه لايقل بأى حال من الأحوال عن محاربة الارهاب المتفشي فى مجتمعنا ، وللحديث بقية
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط