الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماسبيرو بين الإنعاش والانتعاش


فى بيتى الثانى قضيت عمرا بدأت أولى خطواته إبان حرب الخليج الاولى وكانت بداياتى فى الاخبار المسموعة أو كما يطلقون عليها مطبخ الاخبار وصرح ماسبيرو الاخبارى، تعلمت على أيدى أشاوسة فى مقدمتهم المرحوم احمد الرزاز والاستاذة زينب صالح وغيرهم كثيرون وأدركت من اول وهلة ان هذا المكان ليس مجرد مكان وظيفى ولكنه صرح من صروح وطننا الغالى . 

مضت بى الدنيا ورأيت وتعلمت ونضجت وبالطبع صدمت فى اشخاص كنت أظنهم الافضل واخرين كان انطباعى عنهم انهم الاسوأ . وايضا أيقنت ان الوساطة والمعارف والهدايا هى الاخرى لها مفعول السحر فى تقلد المناصب والارتقاء والرقى بل اننى عشت وشفت كما يقول ولاد البلد زميلة لى قضت عمرا طويلا خارج المبنى وكنت أسبقها فى السلم الوظيفى وغيرى كثيرون ولكن ولمجرد ان لديها علاقات و"وسايط" بأعلى شخصية حينها فى مبنانا العتيق تدرجت وهى على الدرجة الثانية وانا وغيرى كنا حينها على الدرجة الاولى ،ليس فقط تدرجت ولكن قفزت وتخطت الكل وسحقت كل الاعراف المعمول بها سحقا وأصبحت رئيسة للكل ورغما عن الكل.
 
لم تكن هذه الواقعة جديدة فى هذا المكان ولن تكون، فللاسف الشديد هناك منظومة تعمل بدأب على ان يظل ماسبيرو محط الاتهامات والتراجع والرجوع ، كما ان هناك اشياء وأشياء يراد استمرارها ووجودها كى يظل ماسبيرو محطة للاتهامات والتساؤلات والشماتة والقصف والعصف. واستمرارا لسياسة الاختيارات غير المؤهلة لأماكن حساسة وفاعلة يستمر استنزاف ماسبيرو وتتواصل عثراته وتظهر على الملأ سوءاته المتعمد اظهارها لهدف فى نفس اولاد يعقوب كلهم وليس ابنا واحدا .

ومع انتقالى من المسموع الى المرئى بنفس القطاع لم تتغير المنظومة كثيرا وان كان هناك نظام من الدأب يتفانى فيه الكل ولا يرضى الا عن البعض وبالطبع تحدث ولا حرج عن هؤلاء البعض . وتمضى بى الاحوال وأنا ارى بعين رأسى وطنى الثانى يتهم كل ثانية بعدم الكفاءة وبأنه عبء على الدولة وبأنه آن الاوان لتفريغ ماسبيرو من عمالة كبيرة تحمل ميزانية الدولة فوق طاقتها وبأن وأن وكل يوم تطالعنا اخبار وانباء عن مبنانا المعشوق تأكل من جدرانه وتلطخ فى حيطانه.

وعبثا نحاول ان نجمل ونتجمل ونعلن على الملأ شكوانا وبلوانا ورغبتنا فى اصلاح بيتنا الاول والاخير وكم من استغاثات بعثنا بها لنقول للكل اننا نحب هذا البيت وعلى استعداد لان ندفع من اعمارنا لنطيل عمره ولكن بلاجدوى فثمة قوى لاتزيد ان يصل صوتنا ولا ان تصل شكوانا وآخر هذه المحاولات ماقام به زملاؤنا بالتجمع امام مايعرف بالحضانة فى ماسبيرو واعلنوا مطالبهم ليتم تصعيد هذه المطالب ويتم التعامل معها على انها مظاهرة بغير حق وعليه يحول عدد من الزملاء الى التحقيق للجنايات واعذروا جهلى القانونى فقد سألت فقالوا لى انها اول مرة فى تاريخ المبنى توجه تهم من هذا النوع والى هذه الفرعية من فروع التحقيقات.

وبغض النظر عن مدى تورطهم او اتهامهم فالمشكلة هنا تكمن فى هذا الحدث الذى يسىء لابناء ماسبيرو ولقياداته التى لم تحتوِ الموقف وتعمل على التواصل والنزول الى الموظفين والتعرف على مشاكلهم وان تكون لغة التعامل من قبيل كلنا ابناء ماسبيرو بغض النظر عن مناصبنا واماكننا .

فهل يتخيل او ينتظر كبار المسئولين فى ماسبيرو الحكم على من وجهت اليهم التهم بأن ذلك سيكون حلا لمشاكل المبنى ؟ وهل يتصورون ان سياسة اضرب المربوط يخاف السايب ستكون هى نهاية وطي خلافات الموظفين مع رؤسائهم؟ ان كان هذا ماينتظرونه ويتوقعونه فعليهم ان ينظروا حولهم ويتأكدوا انهم على خطأ بيّن .

ماسبيرو بحاجة الى طوق نجاة ، الى قبلة حياة يمنحها له الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصيا بأن يتدخل ويمد يده الى هذا المبنى الذى يعمل فيه الالاف فيهم كفاءات تسد عين الشمس وفيهم مايجب ان يتم التخلص منهم بأسرع وقت . ماسبيرو يغنى مصر كلها عن اية بدائل اعلامية ، فقط على اهل الفضل والفضيلة ان يعيدوا ترتيب بيت من افضل بيوت الاعلام ان لم يكن اعظمها ، على كل من يعمل على امن مصر ان يمهد ويعبد طرق ماسبيرو ففيها كل معانى الوطنية الخالصة ومنها انطلقت عبارات خالدة فى تاريخنا القديم والحديث ومن ماسبيرو ننسج بأقل الامكانات تماشيا مع الحكمة القديمة التى تقول الشاطرة تغزل برجل حمار.. ماسبيرو سيظل صرحا اعلاميا ولا ينتظر سوى طوق نجاة ويد انقاذ وقلب مصرى كل همه ان تحيا مصر ..

عذرا ان كانت شهادتى مجروحة لأننى من ابناء ماسبيرو فقلبى اكثر جرحا لأنه عاشق لماسبيرو وراجيا له النجاة والبقاء الى الابد ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط