مراكز الدروس الخصوصية تبدا عملها مبكرا ,, اقبال من الطلاب ودعاية مكثفة للمدرسين
انتشار مراكز الدروس الخصوصية في مراكز المنوفية يتحدى قرارات وزارة التعليم
اولياء الامور يطالبون بمواجهة مراكز الدروس الخصوصية وجذب الطلاب للمدارس
علي الرغم من عدم بدء العام الدراسي ووجود فترة كبيرة قبل بدئه الا ان " السناتر " مراكز الدروس الخصوصية بمحافظة المنوفية تتحدى الجميع حيث بدات في استقبال الطلاب منذ بدء شهر اغسطس.
فصول ممتلئة .. ومدرسون يعلنون عن انفسهم مبكرا للفوز باكبر عدد من الطلاب حيث اصبحت كثافة الطلاب بالحصة الواحدة تتعدى الــ200 طالب يتلقون دروسهم في قاعات ومدرجات أشبه بالكليات للطلاب الملتحقين بها حرية الإختيار بين المدرسين في كل مادة وكذلك مواعيد الدروس حيث بدأ العام الدراسي في " السناتر" قبل بدء العام الدراسي الحكومي بنحو شهرين والتي تعمل أغلبها بداية من الساعة السابعة صباحا وحتى ساعات متأخرة من الليل تستقبل الاف الطلاب بالمرحلتين الإعدادية والثانوية.
وعلي الرغم من تصريحات وزارة التعليم بمواجهة مراكز الدروس الخصوصية الا انها مازالت تقف عاجزة امام انتشار السناتر بشكل كبير.
وعلي الرغم من قرارات محافظى المنوفية السابقين بإغلاق مراكز الدروس الخصوصية بدائرة المحافظة، غير الحاصلة على ترخيص من مديرية التربية والتعليم وتحصيل مبلغ خمسة آلاف جنيه من المخالفين الا ان القرار لم ينفذ ضاربين به عرض الحائط.
وتختلف مراكز الدروس الخصوصية من العاصمة للقرى ففي قلب عاصمة الأقليم مدينة شبين الكوم تتركز أدوات الرقابة الحكومية المخوله بمواجهة مثل هذه المراكز يوجد مركزان بشارع جمال عبد الناصر بمدينة شبين الكوم أمام قصر الثقافة في الطريق الواصل بين ديوان عام المحافظة وإستراحة المحافظ ، حيث ينتظر مئات الطلاب على الارصفة منتظرين موعد درسهم بالمركزين ومثلهم يخرجون بكثافة في مشهد اشبه بخروج طلاب المدارس بعد إنتهاء اليوم الدراسي في الوقت الذي يشهد فيه الشارع شللا مروريا بسبب حرص سائقي سيارات التاكسي والأجرة والتاكسي والتوك توك على إستغلال وجود أعداد كبيرة من الطلاب الراغبين في الذهاب والعودة من وإلى المراكز الخاصة .
وأكد محمد إسماعيل طالب بمدرسة المساعي المشكورة الثانوية بمدينة شبين الكوم أن سنتر الدروس الخصوصية يعمل طوال اليوم وبدأت الدراسة به منذ بداية شهر أغسطس، مضيفا " أنا طالب في الصف الثالث الثانوي شعبة علمي رياضة وأصبحت الدراسة " بالسنتر " هي الأساس بعد ان هجر الطلاب المدرسة .
وأضاف قائلا " ايه اللي يخليني أروح المدرسة وأضيع وقتي مفيش أعمال سنة ولا فيه غياب وحضور وحتى لو رحت مش هلاقي حد بيشرح ولا هلاقي مدرسين من الأساس وعليه يقوم الطلاب بتوفير عناء الذهاب للمدارس وخاصة في الشهادة الثانوية من أجل الدراسة بالسنتر .
وعن الفاتورة الشهرية التي يدفعها أكد طالب الثانوية العامة " مجمل دروسي تتكلف شهريا نحو 1100 جنيه قابلة للزيادة في حالة شراء مذكرات مشيرا الى أن درس الرياضة هو الاغلى حيث أدفع 200 جنيه شهريا يليه درس الإنجليزي 120 جنيها ومواد الفيزياء والكيمياء 100 جنيه وباقي المواد تتراوح بين 70 الى 90 جنيها شهريا.
عبد الحميد محمد على من مركز شبين الكوم أكد أنه يعتمد في دراسته على المدرسة حيث يلتزم طلاب القرى بالحضور طوال العام مشيرا الى أن مجموعات التقوية أسعارها مناسبة بالمقارنة بالمراكز الخاصة حيث يتم إحتساب المادة ب 30 جنيها مشيرا الى أن بعض زملائه بالقرية يلتحقون بمادة أو اثنين على الأكثر بالمراكز الخاصة ولكن على نطاق ضيق بسبب بعد القرية عن المدينة ونادرا جدا ما يلجأ طالب الى درس خصوصي بالمنزل .
وأضاف منير السيد من مدينة منوف ، ولى امر طالب بالمرحلة الثانوية، أن مراكز الدروس الخصوصية انتشرت بشكل كبير جدا وباتت تستنزف دخل كل أسرة وتثقل كواهل أولياء الأمو وأصبحت تؤدى دورها فى ظل عدم الرقابة من الدولة وأجهزتها المختلفة، مطالبا باتخاذ موقف صارم تجاه هذه الظاهرة من خلال تشديد الرقابة على هذه المراكز .
وتابع حسام كمال ولي أمر طالبة بمركز الباجور أن المدرسة لا تؤدى دورها نهائيا فالمدرس يجبر الطالب على أخذ دروس خصوصية عنده لكى يحصل على الدرجات النهائية فى اعمال السنة ، مضيفا أنه لا سبيل أخر أمام أولياء الأمور إلا المراكز الخاصة والدروس الخصوصية.
وأضاف قبل أن نلوم اولياء الامور على موافقتهم بالدروس الخصوصية يجب أولا إصلاح المنظومة التعليمية من الداخل، وذلك بقيام المدرسة والمعلمين بدورهما على أكمل وجه، حتى لا يتوجه الطلاب إلى هذه المراكز".
وفي السياق ذاته كشفت تقارير عن وجود نحو 20 مركزا للدروس الخصوصية بعاصمة المنوفية مدينة شبين الكوم للمراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية تعمل جميعها بدون تراخيص ويخالف أغلبها القرار الخاص بمنع الدراسة بالتزامن مع مواعيد اليوم الدراسي ،تليها مدن السادات وقويسنا والباجور وبركة السبع ومنوف من حيث أعداد مراكز الدروس الخصوصية .
ورصدت التقارير أن عددا كبيرا من العاملين بالمراكز لا ينتمون الى وزارة التربية والتعليم حيث يقوم بالتدريس معيدين وخريجي كليات وحملة الماجستير بالكليات المختلفة بجانب المدرسين بالإضافة الى عمل الكثير من طلاب الجامعات في مثل هذه المراكز من خلال تنظيم المواعيد وتحصيل الاموال والتنسيق بين الطلاب والمدرسين .
من جانبه أكد مصدر بمديرية التربية والتعليم بالمنوفية انهم لم يتلقوا أي شكوى أو بلاغات بوجود مراكز دورس خصوصية بالمحافظة مضيفا " مفيش حد بيبلغنا ولازم بلاغ رسمي ببطاقة الرقم القومي لتفعيل الضبطية القضائية وبالتالي الواصل مع الشرطة ومتابعة الإجراءات ".
وأضاف أن مثل هذه المراكز تعد تهديدا كبيرا للتعليم الرسمي بإعتبارها أصبحت مدارس موازية مشيرا الى أن السياسة الجديدة التي ستطبق بالمدارس ستعمل على الحد من هذه المراكز ولن يكون هناك حاجة للكتاب المدرسي أو الدروس الخصوصية والقضاء على الإمتحانات النمطية التي تقوم مثل هذه المراكز بتدريب الطالب عليها من خلال الحفظ والتلقين لا من خلال المعرفة والتذكر وكذلك النظام الجديد للتنسيق الذي لن يعتمد بشكل مطلق على المجموع وسيكون هناك إختبار قدرات لكل كلية يتم إلكترونيا حتى لا يكون لهوى المدرسين أي دور في عملية قبول الطلاب بالكليات .
وتابع أن هناك مدرسة في مدينة سرس الليان للمتفوقين لا تعتمد على التعليم النمطي ويشمل التعليم بها 60 % مشروعات والباقي دراسة نظرية.
موضحا أن المديرية تواجه هذه الظاهرة بمجموعات تقوية في كل المدارس، مطالبا جميع اولياء الامور بالابلاغ عن اى مركز للدروس الخصوصية لاسيما لايمكن اتخاذ اى اجراء قانونى الا بعد وجود شكوى.