الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل أنا وعائلتي نستحق هذه الموتة البشعة ؟ .. عروس زفة معهد الأورام تروي تفاصيل الليلة المشئومة

عروس معهد الأورام
عروس معهد الأورام

سنوات ظلّت تحلم بذلك اليوم، يخفق قلبها حُبًّا بمن تمنت أن تكمل حياتها معه، حتى جاءت اللحظة التي تمناها الجميع، ارتدت فستانها، وزينت إصبعها بخاتم الخطوبة الذي كلل حياتها، وحلمت بنقله إلى اليد الأخرى، امتلكتهم الفرحة تلك الليلة حتى تمنوا ألا تنتهي، فقررت العائلة استكمال احتفالاتهم إلى المنزل، بعدما جهزت الأم أطباقها وأصنافها لاستقبال العروسين، لابد أن العائلة بأكملها والأصدقاء يتضورون جوعًا في نهاية اليوم بعد العرس.

الابتسامة لم تغادر أفواههم تلك الليلة، كسروا هدوء الليل بأصوات سياراتهم التي انطلقت في زفة بالشارع احتفالا بالعروسين، ولكن قادهم القدر في تلك الليلة المشؤومة إلى محيط معهد الأورام، وفي ثانية، تحول ظلام الليل إلى توهج وتبدل السواد بالاحمرار، اشتعلت النيران، صوت انفجار ضخم، صراخ وسيارات مشتعله، مشهد كارثي رأته الفتاة في سيارتها بعدما فرقتها الإشارة عن سيارات عائلتها.

جف الدماء من عروق العروس التي رأت 3 سيارات تتفحم أمامها تحمل والداها وبقية عائلتها، قدماها لم تعد تتحمل الوقوف بعد، تثاقلت الكلمات ووجدت الدموع طريقها فانهمرت في صراخ وعويل لم تحبسه الفتاة، نوبة بكاء تملكت الفتاة، صائحة "فين بابا وماما!!".

قضت الفتاة ليلتها بين المستشفيات، وبدلًا من السهر رقصًا احتفالًا بالخطوبة، اصطحبتها صديقتها إلى منزلها لاستبدال الفستان بملابس عادية، لتبدأ العروس مهمتها الشاقة، تجولت العروس من مستشفى لآخر؛ بحثًا عن أشلاء أسرتها التي رأتهم يتفحمون أمامها، تتجول من ثلاجة موتى لأخرى، تشابهت الجثث المتفحمة وصعب عليها مهمة العثور على ذويها.

تمر الساعات ولا تجد الفتاة سوى بقايا جثث يتعذر عليها كشف ملامحها، تبحث عن أسمائهم بقوائم المستشفيات ولكن لا أثر لهم، حتى رن هاتفها بنغمة محببة إلى قلبها الذي تسارعت نبضاته ورجفت يديها لترد على المكالمة التي جاءتها من هاتف والدها، الذي تمنت سماع صوته، لتفاجئ بصوت شخص آخر يخبرها بأنهم عثروا على جثة والدها في الماء.

"هل أنا وعائلتي نستحق هذه الموتة البشعة؟ منهم من تم احتراقه والآخر غرق في المياه.. عائلة كاملة لم يتبقَ منها سوى العشرات على قيد الحياة".. كلمات العروس أحرقت قلوب ملايين المصريين، وأججت نار الغضب داخلهم من الإرهاب الغاشم الذي استهدف مأوى المرضى وانفجر في محيط معهد الأورام.