الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمح فيه سلاح قاتل .. كيف تنقل إيران أسلحتها لجماعة الحوثي وحزب الله والحشد الشعبي

تهريب السلاح الإيراني
تهريب السلاح الإيراني للحوثيين

وجه المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، اتهاما مباشرا لإيران بالوقوف خلف الهجوم الذي وقع السبت الماضي، بتفجيرين استهدفا معملين تابعين لـ شركة أرامكو السعودية ، أحدهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، في محافظة بقيق بالمنطقة الشرقية، وحقل خريص الذي يقع على بُعد 150 كيلومتر جنوب شرق الرياض .

الإتهام السعودي لطهران بالوقوف خلف تفجيرات أرامكو ، جاء بعد حصول المملكة العربية السعودية على أدلة دامغة تثبت وقوف طهران خلف التفجيرات، رغم تبني جماعة الحوثي في اليمن لها في عملية أسموها "توازن الردع الثانية" والتي تعد من أكبر العمليات التي تنفذها تلك الجماعة في العمق السعودي.

السعودية تكذب الحوثيين

التحقيقات السعودية، أثبتت بأدلة دامغة أن الهجوم على شركة أرامكو لم ينطلق من اليمن، حيث أن الصواريخ الأربعة انطلقت من الشمال إلى الجنوب لمسافة 700 كيلومتر وهو ما يعني استحالة أن تكون اليمن نقطة انطلاقها، وفقا لما أعلنه المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، والذي أكد على أن تلك التفجيرات استخدام فيها صواريخ كروز دقيقة من طراز (يا علي)، والتي أعلن الحرس الثوري امتلاكه لها في فبراير الماضي.

تفجيرات شركة أرامكو النفطية السعودية، والتي تُعد الأكثر جرأة من الحوثيين والأخطر في الوقت ذاته على البنية التحتية النفطية لأكبر منتج في العالم، والتي تبنتها جماعة الحوثي في اليمن، على لسان المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع، تفتح الباب للتساؤلات حول طرق وصول الأسلحة الإيرانية لأذرعها العسكرية في اليمن والمتمثلة في جماعة الحوثي، وحزب الله في لبنان، وقوات الحشد الشعبي في العراق. 

زيادة القوة العسكرية للحوثيين 

وفي الوقت الذي تتزايد فيه القوة التسليحية لحزب الله، والمليشيات الحوثية الخارجة على سلطات الدولة في اليمن، حتى أصبحت تمتلك ترسانة صاروخية، وأسلحة ثقيلة تستخدمها لتدمير كل ما هو مخالف لها، ولم تتوقف عمليات البحث ودراسة طرق وصول تلك الأسلحة إلى تلك المليشيا المسلحة. 

المتتبع لهذه الصواريخ يجد أنها تصل إلى صنعاء عبر عدة طرق، وفي 3 مراحل، تبدأ بتصنيع الصواريخ والأسلحة الإيرانية في مصانع داخل طهران، ثم نقلها لمعامل حزب الله اللبناني في البقاع والضاحية الجنوبية اللبنانية، والتي تنطلق منها إلى مطار صنعاء الذي استولت عليه جماعة الحوثي، عبر طائرات الشحن، والبعض الأخر بالتهريب إلى الداخل العراقي للوصول إلى قوات الشعبي الموالية لطهران. 

حزب الله نقطة الوصل 

ومن المطار تنطلق شحنات الأسلحة والصواريخ الإيرانية إلى معامل التجهيز النهائي في مناطق تمركز المليشيات الحوثية ، حيث ينتظرها خبراء إيرانيون وعناصر مدربة من جماعة حزب الله والتي تشرف على عمليات التدريب على تلك الأسلحة واستخدامها. 

وبخلاف لبنان تعتمد طهران بصورة رئيسية على بعض دول القرن الإفريقي، لتوصيل أسلحتها إلى جماعة الحوثي في اليمن، معتمد على ضعف الرقابة الدولية على بعض الممرات البحرية القريبة من ميناء الحديدة اليمني. 

دول القرن الإفريقي 

ضعف الرقابة الدولية، دفع طهران إلى استغلال المساحة الشاسعة التي تزيد عن 400 ميل بحري من نقطة التفتيش وصولًا إلى ميناء الحديدة، والتي يتخللها عدد كبير من الجزر، وانتشار سفن متوسطة تملك تصاريح بالوصول إلى الميناء، كلها تشكل عوائق كبيرة، حيث تفرغ السفن التجارية الكبيرة الحمولة التي تكون فيها أنواع متعددة من الأسلحة والصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع في السفن التي يمكنها التنقل والوصول إلى الميناء بشكل مباشر. 

تهريب في عرض البحر 

ومن أبرز طرق وصول الأسلحة الإيرانية إلى طهران اعتمادها بصورة مباشرة على السفن التجارية العابرة عن طريق بعض دول القرن الإفريقي ، و المحملة بأطنان كثيرة من المواد الغذائية والقمح ما يمنع اللجنة الجهات الدولية التي تتولى عملية الرقابة من تفتيشها بدقة عالية لصعوبة تفريغ ونقل الحاويات الكبيرة كافة من السفن والتأكد من محتواها، دفع طهران تعتمد على لتهريب الصواريخ الباليستية، من خلال تفكيكها وشحنها داخل حاويات قمح وأغذية ، ثم يتم تجميعها بواسطة الخبراء الإيرانيين المنتشرين في العديد من المدن داخل إقليم تهامة.