قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

درب جبال البحر الأحمر.. قصة أهرامات سيناء بشهادة رحالة بريطاني

بدو سيناء أعلى قمة جبل
بدو سيناء أعلى قمة جبل

السفر والترحال وزيارة الأماكن الطبيعية بعيدا عن التكنولوجيا والضوضاء، هدف كل شخص بالعالم، هذه المتطلبات تتوفر في مصر خاصة منطقة درب سيناء ودرب جبال البحر الأحمر الذي من المحتمل أن يصبح أكبر مشروع سياحي بمصر في حالة اهتمام السياح به كممشى تراثي مختلفة في أحضان الطبيعة.

أعدت شبكة سي إن إن الأمريكية تقريرا عن هذا المشروع الذي سيضع المنطقتين على خارطة مصر السياحية، للذين يأملون في الهروب من الزحام والمكوث بين الأماكن الطبيعية ويقدمون على تجربة مغامرات مختلفة.

- تجربة الرحال البريطاني:

وأشار التقرير إلى واحد ممن ساعدوا في تحديد مسار الطرق في درب سيناء ودرب جبال البحر الأحمر، وهو الرحال البريطاني بن هوفلز مؤلف كتاب "سيناء.. دليل الرحلات"، ومؤسس مبادرة «سيناء آمنة» التي تهدف إلى إعادة السياح إلى المنطقة في أعقاب الثورة التي حدثت بين عامي 2011 و 2013.

وفي عام 2014 ساعد هوفلر في تحديد طريق سيناء ومر بثلاث مناطق لـ 3 قبائل على مساحة 220 كيلومترًا، ثم توسع ليشمل الأراضي التي تنتمي إلى ثماني قبائل سار خلالها على مسافة إضافية تقدر بـ 55 كم.

واستغرقت رحلته 54 يوما، استعان خلالها بالباعة وأهالي القبائل، وفي عام 2018، ساعد هوفلر وفريقه في فتح طريق البحر الأحمر الذي يبلغ طوله 170 كم، واستغرق 10 أيام، ويعد أول مسار للمشي لمسافات طويلة في مصر.

وقال هوفلر: "إذا كانت الأهرامات نصبا تذكاريا للمصريين، فسيكون المسار والدرب أفضل نصب تذكاري للبدو كشعب متنقل"، متابعا أنه لم يجد طريقة أفضل من السير مع البدو لإثبات أخلاقهم الحسنة، لينفي من خلال تجربته كل الشائعات المسيئة للبدو الرحل.

- رحلة سير في أحضان الطبيعة:

ومن الممكن لعشاق التنزه والسير لمسافات بعيدة استكمال الطريق في مرحلة واحدة أو تقسيمه لعدة مراحل وفقا للوقت الذي سيستغرقونه، وسيشعر عشاق السير في هذا الدرب بأنهم في أحضان الطبيعة، ويقول هوفلر: ""في أي منطقة بدوية، سيكون لديك دائمًا منظر طبيعي مع مسارات قديمة".

وأوضح هوفلر تفاصيل رحلته: "كان عملنا يتعلق بالذهاب إلى منطقة ما، واستكشافها ورؤية ما كان موجودًا بالفعل مثل طرق التجارة القديمة، والطرق الرومانية، والطرق التي اعتاد الرهبان على السفر من خلالها، وطرق الصيد القديمة وطرق الرعاة"، مضيفا أن مهمته تلخصت في العثور على أكبر عدد ممكن من المسارات، حتى تلك التي تلاشت، ثم إعادة السير فيها كطريق للمشي في العصر الحديث.

أما كلا المسارين فهما ملك للسكان المحليين للمنطقة على حد وصف هوفلر، قائلا: "إنها مملوكة بنسبة 100 ٪ من قبل المجتمعات المحلية وتدار من قبل المنظمات التي تمثلهم، وفي سيناء، يدير المسار مجموعة من القبائل، لكل قبيلة نفس السلطة، ويتخذون قرارات جماعية بشأن أي شيء يخص الممرات".

ونصح الرحال البريطاني محبي السفر والسير في هذه المسارات اتخاذ الاحتياطات اللازمة للقيام بالرحلة، فعلى الرغم من المتعة التي تنتظرهم إلا أن الرحلة قد تكون صعبة على البعض، وقد يقضون أياما خلال الطريق ويوجد خلالها تضاريس صخرية، ويحتاجون معهم طعام ومياه ومعدات للنوم.

وقال هوفلر: "أخذنا الطريق إلى عمق الحياة البرية الجميلة التي لم يسبق أن رآها الغرباء.. إنه يشبه دخول أبواب عالم جديد، ومن البداية إلى النهاية، تشعر بمغامرة من الصعب العثور عليها في أماكن أخرى".

- تجربة المصريين:

تقول ماري جرجس، موظفة في هيئة محو الأمية بالقاهرة إنها قد سارت في أجزاء من هذا الطريق، ولا تقتصر متعة التجربة على المسار فقط بل على المجتمع أيضًا، حيث يعيش الشخص لبضعة أيام دون هواتف ويتعين على الموجودين التواصل مع البدو.

ووصفت ماري جرجس البدو بأنهم مميزون لأنهم يعرفون الأرض والطبيعة ويمشون لمسافات طويلة لكل مسار فريدًا، وترى أن هذا الطريق وغيره من الطرق في مصر تعد طريقة مثالية لتعزيز السياحة في البلد.

ووصفت فترة الثورة بأنها أثرت على السياحة في سيناء حيث امتنع البعض عن السفر غلى سيناء باعتبار أنها مكانا خطيرا، وقالت: "لم أسير الطريق بأكمله ولكنني انضممت إلى أول رحلة إلى سيناء وكانت آمنة وكل ما فيها كان ممتعا مثل الأرض والطبيعة والبدو أيضا".

اتفقت معها سارة غانم، المتدربة بمستشفى جامعة الإسكندرية الرئيسي، وسارت في درب جبال البحر الأحمر عدة مرات بسبب نشأتها في الغردقة، وتقول: "إن وجودك مع البدو يمنحك شعورا بالأمان لأنهم يعرفون الصحراء جيدا.. ويوجد فرصة لمشاهدتهم يراقبون الطبيعة ويجدون طريقهم وهذا جعلني أشعر بعلاقة أقوى مع الطبيعة التي أعتقد أننا فقدناها بسبب حياتنا الحضرية".

وتضيف سارة أن الممرات لها تأثير في دعم سيناء، لأن بعض السياح يتجاهلونها ويفضلون القاهرة والأقصر أو منتجعات الغوص في البحر الأحمر.