الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تتحرك إسرائيل وتضرب إيران دون دعم أمريكا؟.. الاحتلال يتحدث عن تحركات عسكرية وشيكة إزاء نظام طهران.. وشكوك في تقديم ترامب جسر جوي لها مثلما حدث في حرب أكتوبر 73

ترامب
ترامب

- كبار مسؤولي الاحتلال: لا يمكن لإسرائيل الاعتماد على واشنطن
- أكبر حلفاء أمريكا يواجه أكبر مآزقه.. ترامب يرفض ضرب إيران.. وتصريحاته مجرد شو إعلامي
- ترامب رئيس يستقوي على الفلسطينيين ويتجاهل تهديدات نظام طهران

يعد كيان الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية أهم حلفاء أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، حيث قدمت أمريكا ودول أوروبا، دعمًا ماديًا هائلًا للكيان خلال العقود الماضية، ما مكن الكيان من التفوق والتقدم عسكريًا واقتصاديًا، إلا أن ذلك لا يمنع أن توجد بعض المحطات التي تتعارض فيها التكتيكات الأمريكية مع الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وفق ماذهبت تحليلات غربية.

وكان التعويل الإسرائيلي على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في موافقته على شن معارك محدودة وضربات مركزة تشل قدرة إيران على الحركة، إلا أن ما حدث يعبرعن خيبة أمل متزايدة من ترامب، لأن تهديداته كلها ضاعت في الهواء، ولم تبلغ إلإ أن تكون تصريحات ومجرد شو إعلامي.

ولايريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن يفسد العلاقة الشخصية الوثيقة التي رعاها مع ترامب بسبب إيران، نظرًا لما قدمه ترامب من هدايا لإسرائيل بخصوص القضية الفلسطينية، من ممارسة ضغوطات كبيرة وغير مسبوقة على القادة الفلسطينيين، واتخاذه اجراءات أدانها العالم، لتحجيم حجم المطالبات الفلسطينية التي تمثل حقوقًا مشروعة لاتسقط.

ووفق صحف عبرية، فإنه رغم العلاقة الأمريكية الخاصة مع الكيان المحتل، إلا أنه وراء الكواليس هناك حديث عن إحباط كبير يتعلق بالتغيير الذي يبدو أنه يتطور في موقف الإدارة الأمريكية من إيران، وهو بعدم اتباع سياسة الرد العسكري.

وحققت قرارت ترامب تطلعات نتنياهو، خاصة حلمه بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.

ولم يكن من قبيل الصدفة أن نتنياهو استفاد من علاقته بترامب في حملة انتخابية شددت على التزام رئيس الوزراء بقادة القوى العظمى، وخلال الصيف، رفع الليكود لافتات تظهر نتنياهو وترامب معًا.

احتضان ترامب الدافئ لنتنياهو لم يتوقف عند حد، حيث أكلت الإدارة الأمريكية بشكل منهجي خطط دعم الفلسطينيين وخفضت مساعدات وكالة الأونروا للاجئين التي توفر الاحتياجات اليومية لمئات الآلاف من الأسر في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكانت هناك تسريبات من حين لآخر حول "صفقة القرن" ، وهي خطة ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين ، التي تأخر كشفها مرارًا لأكثر من عام. 

وذكرت تقارير إعلامية أن الخطة ستكون قريبة جدًا من موقف حكومة الليكود، إلا أن كل ذلك لا يحقق طموحات الاحتلال من إيران، وهذا ما يشير إلى بعدٍ آخر بأن إسرائيل قد تضطر لدفع ثمن مساعداتها العسكرية من أمريكا، وأن تتحرك منفردة من دون أمريكا إذا أرادت ضرب إيران بقوة، وليس القيام بغارات محدودة وخاطفة.

وأضافت التقارير إن اعتماد أمريكا المتناقص على النفط العربي وتحول تركيز السياسة الخارجية الأمريكية إلى شرق آسيا، جعل أمريكا تفضل تجنب الاحتكاك العسكري مع إيران، بعد الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، لكن ترامب مؤمن بقوة الضغط الاقتصادي، حيث إن العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران ، وخاصة التهديدات بمقاطعة الشركات الأوروبية التي تقوم بصفقات تجارية مع إيران، بدأت بالفعل تظهر نتائج.

لكن منذ مايو ، حدث تغيير، حيث يظهر أن طهران قد غيرت سياستها وشنت هجمات على أهداف مرتبطة بصناعة البترول في الخليج. ولا يزال الهدف هو إجبار الأميركيين على الدخول في مفاوضات ، لكن هذه المرة من موقع القوة.

يبدو أن الإيرانيين استنتجوا أن هذا ممكن في ضوء تردد ترامب. فأولًا ، كانت هناك هجمات على ناقلات قبالة السعودية والإمارات، ثم أسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار باهظة الثمن قال الإيرانيون إنها خرقت مجالهم الجوي ، وأخيرًا ، في منتصف سبتمبر ، أطلق الإيرانيون صواريخ من طائرات بلا طيار، في هجومٍ على مواقع النفط السعودية.

وهي كلها التصعيدات الإيرانية الخطيرة التي لم تستجب لها إدارة ترامب، وهو ما أوجد رغم التحالف الاستراتيجي الضمني القائم بين إسرائيل وأمريكا، شكوك إسرائيلية متزايدة بأن ترامب لن يكون موثوقًا به في حالة شن حرب على إيران، وأن مباهة ترامب حول ما بوسعه فعله لإيران سيصب غير حقيقي وهو مايهدد إسرائيل مباشرة.

وفي الآونة الأخيرة، مع اشتعال أعمال شغب ضخمة ضد ارتفاع أسعار البنزين في إيران، تجددت الآمال بأنه على الرغم من كل شيء ، فإن الضغط الاقتصادي الأمريكي سيكون له تداعيات خطيرة، لكن الخطة التي تضم 12 نقطة والتي وضعها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو منذ عام ونصف العام للضغط على إيران لم تؤت ثمارها.

قبل كل شيء، يتبين أن الإدارة الأمريكية الحالية غير قادرة وعاجزة عن تخطيط وتنفيذ سياسات وإجراءات معقدة على المدى الطويل ضد إيران.

ووفق ما ذكرت صحيفة هآرتس العبرية مؤكدة على باقي التحليلات الدولية الأخرى، فقد يكون ترامب متعاطفًا مع إسرائيل، لكن من الصعب التأكد من أنه سوف يساعدها إذا كانت تورطت في مواجهة عسكرية مع إيران، وذلك في ضوء تصرفاته الأخيرة الرافضة لضرب إيران. 

وهذا يقول وفق الصحيفة بأن إسرائيل ليست متأكدة، من أن إدارة ترامب ستأمر بجسر جوي لنقل الذخيرة وقطع الغيار والمعدات العسكرية، بالطريقة التي اتبعتها إدارة نيكسون في عام 1973 أثناء حرب أكتوبر المجيدة، لإنقاذ إسرائيل من التدمير على يد الجيش المصري. 

بالنسبة لإيران ، تشدد سياسة ترامب على ضرورة إعادة النظر في الاستعدادات الإسرائيلية لتصعيد محتمل وحتى للهجوم الإسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية، إذا تبين أن إيران تنتهك الاتفاقات وتسارع نحو إنتاج قنبلة.