بها 7 مناجم ذهب و15 نوعًا من الثدييات.. حكاية وادي العلاقي بأسوان

يواصل "صدى البلد" نشر سلسلة حلقات "لكل اسم حكاية"، ونلقى الضوء على إحدى المناطق الجمالية بمحافظة أسوان عاصمة الشباب الأفريقى والاقتصاد والثقافة بالقارة السمراء وهى محمية وادى العلاقى .

فبداية نجد أن قرية وادى العلاقى تم إنشاؤها عام 1991 بقرار محافظ أسوان وأطلق علي وادي العلاقي "وادي الذهب" لوجود 7 مناجم للذهب به اكتشفها المصريون القدماء ، وكانت مصدر الذهب فى عهد الفراعنة، وظلت هذه المناجم مفتوحة حتى عام 1932 تنتج الذهب الخام  .

وتقع القرية على بعد 180 كم جنوب أسوان من الجهة الشرقية من بحيرة ناصر بين خطى طول 33-35 شرقًا وخطى عرض 23-22 شمالًا، وتعيش بعض قبائل العبابدة والبشارية بها ، وتصل مساحتها 23 ألف كم2حيث أنها تعتبر أصغر قرية على مستوى المحافظة ، والعلاقى هو عبارة عن وادى يمثل "محمية طبيعية" .

وفي عام 1989 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 45 بإعتبار العلاقي محمية طبيعية، وتبنت وحدة الدراسات البيئية بجامعة جنوب الوادي مشروعات بحثية متنوعة بتمويل من برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالاشتراك مع السوق الأوروبية المشتركة، وهيئات أخرى ، وبلغ حجم التمويل 3 ملايين جنيه، وتمت إقامة مركز علمي للصحراء ، ودراسات المياه الجوفية بالعلاقى ، ووضعت خطة لتنفيذ مشروعات التنمية المتواصلة بالوادى .

ومن جانبه قال المهندس محمود حسيب مدير عام المحميات الطبيعية السابق بأسوان إلى أن الهدف من إنشاء المحمية هو حماية التنوع البيولوجي المهدد بالانقراض مع تنفيذ مشروعات التنمية المستديمة بمشاركة المجتمعات المحلية وتحتوي المحمية علي 15 نوعا من الثدييات أهمها الثعلب الأحمر، والغزال المصري، والتمساح النيلي، بالإضافة إلي الزواحف النادرة، والعقارب، والحشرات، وتتميز محمية العلاقي بوجود 300 نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة والزائرة، و92 نوعا من النباتات دائمة الخضرة الرعوية والطبية والعطرية حيث تنمو نباتات طبية لها قيمة اقتصادية مثل الحلف بر، والحنظل والسينامكي، والحرجل، والدمسيسة، وبلح اللالوب حيث يتم تصنيع الكثير من الأدوية من هذه النباتات.

ومن ومميزات الحياة البرية بالمحمية أيضًا وجود هناك بعض الزواحف الخطيرة مثل الحية القرعاء والتي تشبه العقرب ، وتتميز المنطقة أيضًا بعدد كبير من اللافقاريات التي يعيش معظمها تحت الشجيرات مثل النمل والخنافس حيث لها دور هام في التوازن البيئي وخصوبة التربة بالوسائل الإحيائية والتي تستخدم في تحليل المواد العضوية ، كما أنه يوجد نشاط سكاني من العصر الفرعوني حيث أن المنطقة مصدر هام لإستخراج الذهب وخامات النحاس والنيكل والكروم واليورانيوم والتلك .

 وأشار محمود حسيب إلى أنه تتعاون كلية العلوم بأسوان لتطوير استخدام النباتات الطبية الموجودة بالمحمية، بما يعود بالفائدة علي السكان المحليين وهم أبناء قبائل البشارية والعبابدة الرحل، وهناك أبحاث خاصة بالحيوانات المهددة بالانقراض مثل الكبش الأروى والنعام .

وأضاف حسيب بأن وادى العلاقى تكون بعد بناء السد العالي وامتلاء البحيرة بالمياه، وأصل الوادي نهر قديم جفت مياهه، وعند بناء السد وامتلاء الخور بالمياه ظهرت أنماط مختلفة من التنوع الحيوي بمنطقة الوادى .

وتابع بأن المحمية هى عبارة عن محمية طبيعية حيث تقع علي ساحل بحيرة ناصر وهي مهجر للطيور في فصل الشتاء، وأحدث قرى بدأت تظهر عليها مقومات القرية وتقطن الوادي بعض قبائل العبابدة والبشارية حيث قامت إدارة الحكم المحلي بإنشاء قرية العلاقي في محاولة لتوطين البدو الرحل الذين يستغلون الغطاء الخضري في ممارسة الرعي، وعلي الرغم من أن الوادي قريب من بحيرة السد العالي فإنه تتم زراعة مساحة محدودة منه عن طريق تدريب وتعليم العبابدة والبشارية علي نشاط الزراعة لتوفير إحتياجاتهم .

وتمتلك العلاقى عدد من الصخور البركانية والنارية والمتحولة والرسوبية بالمحمية  منها الجابرو والانديزيت والسربنتين والرخام والحجر الرملي النوبي ، وبها تراكيب نادرة وتتوافر بها أحجار الزينه ومواد البناء والمعادن الاقتصادية الهامة ، ويغطى الوادى وفروعه بالرسوبيات الحديثة من طمى ورمال تجعله خصيبًا وصالحًا لنمو النبات البرية وللزراعة .