عاصمتها نيروبي تضم مايقرب من 3 ملايين نسمة، هى كينيا أو عملاق التكنولوجيا فى أفريقيا حيث إنها أصبحت تضاهى دول العالم فى المجال التكنولوجي وجذبت إليها الكثيرين من الشباب، على الرغم من كونها دولة عانت من الاحتلال لعقود طويلة إلا أنه استفاقت واستجمعت قواها وتخلصت من كافة أشكال الاستعمار فى 12 ديسمبر عام 1963، وأعلنت حينها دولة ذات سيادة.
دائما مايترك الاستعمار الدولة ضعيفة بعد نهب ثرواتها، لكن كينيا الأفريقية وضعت لنفسها خطة من أجل النهوض بشعبها وتوفير حياة كريمة له، حيث تحركت نحو تغيير كافة الثقافات التى خلفها الاستعمار الأجنبي ومهدت لثقافتها المستقلة، ثم اتجهت بعدها إلى الجانب الاقتصادى حيث أعادت أراضيها الزراعية التى امتلكها غير الأفارقة.
لم تغفل الحكومة الكينية وقتها بقيادة جومو كينياتا الرئيس الأول فى تاريخ البلاد بعد حصول كينيا على الاستقلال فى عام 1964، الجانب التعليمى، فاتخذت على عاتقها العمل على إنشاء مدارس حكوميةكما قامت مجموعات كثيرة من المواطنين بإنشاء مدارس خاصة، الأمر الذى عمل على تدعيم الشعور بالاعتزاز القومي بين المواطنين والحد من الفرقة بينهم.
على الرغم من معاناة كينيا فى طريقها للوصولإلى تقدم اقتصادى مزدهر، إلا أنهااستطاعت تحقيق زيادة كبيرة في قطاعي الصناعة والسياحة والتى تعد أحد المصادر الهامة فى كينيا نظرا لما بها من مناظر طبيعية خلابة، وحيوانات برية لا توجد إلا فى دول تعد على أصابع اليد حول العالم كله.
وعلى صعيد العلاقات الدولية كانت العلاقات المصرية الكينية خير مثال للأخوة وتاريخية تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضى، حيث ساندت مصر خلال عهد الرئيس جمال عبد الناصر حركة "الماو ماو" الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاستعمار البريطانى لكينيا، وتم تخصيص إذاعة موجهة من مصر للشعب الكيني لمساندته فى نضاله لتحرير بلده باسم "صوت أفريقيا"، وهى أول إذاعة باللغة السواحيلية تبث من دولة أفريقية لدعم كينيا فى الحصول على استقلالها.
جعلت مصر من قضية "الماو ماو" قضية أفريقية، وسعت إلى الإفراج عن الزعيم الكينى جومو كينياتا الذى احتجزته سلطات الاحتلال البريطانى عام 1961، وكانت القاهرة أول عاصمة تستقبل المناضلين الكينيين، وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم داخل كينيا وعلى رأسهم : أوجينجا أودينجا، وتوم مبويا، وجيمس جيشورو، وجوزيف موروبي وغيرهم مثل أعضاء حزب الاتحاد الوطنى الأفريقي الكيني "KANU" وحزب الاتحاد الديمقراطي الكيني "KADU" حيث فتح الحزبين مكاتب لهما بالقاهرة خلال هذه الفترة، وتكللت الجهود المصرية فى دعم الكفاح الكينى بحصول كينيا على استقلالها فى عام 1963.