الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سليمان العطار.. أول من ترجم 100 عام من العزلة ووصلت علاقته بالثقافة الإسبانية إلى الوعي الكبير

صدى البلد

يعد د .سليمان العطار الذي رحل عن عالمنا، صباح اليوم من أوائل من ترجموا روايات الكولومبي جابرييل جارثيا ماركيز، حيث ترجم رائعته مائة عام من العزلة قبل حصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 1982 لكن رقابة عمال المطابع في الهيئة المصرية العامة للكتاب حالت دون طباعة الترجمة في وقتها.

وصلت علاقة الدكتور سليمان العطار، مترجم " دون كيشوت" و "١٠٠ عام من العزلة"، بالثقافة الإسبانية إلى درجة الوعي الكبير بهذه اللغة، إذ عمل مستشارًا ثقافيًا لمصر في أغلب بلدان أمريكا اللاتينية، ولذا تركز اهتمامه الأكبر على حضارة الإسلام في إسبانيا.


العطار أحد أعلام الدراسات العربية والأندلسية فى العالم العربى، وتتلمذ على يد أعلام هذا التخصص الكبار أمثال عبد الحميد يونس وعبد العزيز الأهوانى ومحمود على مكى.
 
ترك العطار إنتاجا أكاديميا مميزا يجمع بين دراسات الأدب المقارن ودراسات الأدب الشعبي والفلكور والتصوف والأدب الجاهلي، ومن بين أبرز مؤلفاته: " الخيال عند ابن عربي"، و"مقدمة في تاريخ الأدب العربي: دراسة في بنية العقل العربي" و"مقدمة منهجية لدراسة الأدب العربي" والموتيف في الأدب الشعبي والفردي "نحو منهجية جديدة".
 
وعلى الرغم من هذا الإنتاج فإن شهرته جاءت من الترجمة حيث تصدى لترجمة رواية الحائز على نوبل الإسباني خوسيه ثيلا "خلية النحل" عام 1989، وتفرغ سنوات حتى أنهى ترجمة رواية "دون كيشوت" للشاعر الإسباني سربانتيس وذلك بعد نجاح ترجمته للرائعة ماركيز "مائة عام من العزلة"، التي اعتبرها أفضل الترجمات العربية للرواية، مؤكدا أن الترجمات الأخرى "أطفأت العمل".
 
ومن المفارقات أن العطار قدم ترجمته إلى هيئة الكتاب في مصر وتعطلت هناك لعامين وبعد أن حصل ماركيز على نوبل، بدأ المسئولون يبحثون عن عمل لنشره، فوجدوا العمل ملقى في الإدراج لأن أحد عمال الطباعة خاف من نشرها لجرأتها، ليأمر الشاعر المصري صلاح عبدالصبور، الذي كان رئيسا لهيئة الكتاب آنذاك، فورا بنشرها.


وفي حوار سابق له قال إن الترجمة كانت عنصرًا من عناصر صنع الحضارة العربية الحديثة، وهي مهمة جدًا، والأمة التي لا تترجم تموت، والترجمة في مصر عشوائية، حتى المركز القومي للترجمة يترجم ترجمة عشوائية، وأحيانًا يضعون خطة للترجمة ولكن في الغالب يفشلون في تنفيذها، إضافة إلى إمكانات المركز الضعيفة والمحدودة التي لا تستطيع أن تقوم بالدور المنوط بها، وحتى الآن لا توجد لدينا سياسية في الترجمة فنحن نعيش مثل عمال اليومية .

وأضاف أن الترجمة الأخرى لرواية مئة عام من العزلة لماركيز،  أطفأت العمل، فالرواية فيها لون من ألوان اللهب، وفيها أشياء لا يعرفها إلا من يفهم اللغة الإسبانية عن قرب .

وهناك نقطة أخرى وهي أن اللغة العربية بالنسبة للغة الإسبانية لغة أم و20% من جذور اللغة الإسبانية أصلها عربي، كما أن هذه اللغة اختارت البناء النحوي للعاميات العربية، وأحيانا عندما اقرأ العبارة الإسبانية أحس بأنني أقرأ اللغة العربية .

وهذه الرواية ترجمتها قبل حصول ماركيز على نوبل، وعندما حصل عليها بدأوا يبحثون عن عمل لنشره، فوجدوا هذا العمل ملقى في الهيئة المصرية العامة للكتاب، لأنني قدمته إلى صديقي صلاح عبدالصبور وأمر بنشره فورًا، وأثناء النشر جاء له عامل المطبعة، وقال له إن هذه الرواية فيها مفردات جنسية فقال: أوقفوا النشر، وبعد ذلك تم النشر.