مما لا شك فيه أنه على الجميع إدراك خطورة الأزمة الصحية الحالية التي تمر بها البلاد، ومساعدة الدولة في تخطى عقبة تفشي فيروس كوروناالمستجد بإتباع تعليمات الدولة والوقاية والحذر وعدم الاستهانة بالأمر.
ففي ظل الاستنفار الدولي و تصاعد الأخطار التي يمثلها فيروس كورونا المستجد، ومحاولة كافة الدول لمواجهة هذا الوباء ومحاصرته ومنع انتشاره وجب على المواطنين أن يمدوا يد العون للدولة حتى تنزاح تلك الغمة التي اقلقت الكبير والصغير، وأصبحت حديث العالم أجمع.
ظهر فيروس كورونا بدولة الصين، وانتشر منها الى باقي دول العالم، وقد أعلنتتلك الدولة منذ أيامقلائل انتصارها على الوباء بالطرق الاحترازيةوثقافة شعبه، وفشلت غيرها من الدول في مواجهته والتعامل معه، مما خلف بها كثيرًا من الضحايا.
وجدير بالذكر أنه تعتبر دولة إيطاليا من أكثر الدول الأوروبيةتقدمًا، ولكنها فشلت حتى الآن في مواجه وباء فيروس كورنا بالمقارنة بدولة الصين، وفاق عدد ضحاياها دولة الصين بيت الداء، حيث اعتقد الطليان أن وباء فيروس كورونا حدوده الصين ولن يجتاح روما بلد السحر والجمال والأناقة.
ظهرت أولىحالات الإصابة بفيروس كورونا بإيطاليا في نهاية يناير الماضي، وبعد منتصف فبراير ارتفع العدد الى قرابة 12 ألف مصاب بالوباء، وبدأ في الزيادة ايضًا، لعدم اتخاذإجراءات صارمة في الحظر والفصل الاجتماعي والتدابير الوقائية، بسببالاختلاف ما بين التهويل والتهوين في الأمر، وما ينتج عن تلك التدابير الاحترازية من تداعيات اقتصادية خطيرة.
وساعد أيضا على تفشى فيروس كورونا بإيطاليا عدم اتخاذ خطوات جدية واحترازية للكشف على الوباء ومواجهته في بداياته مما جعلها فريسة له، وترتب على ذلك انهيار البنية التحتية الصحية للدولة.
أما في مصر فقدمت الدولة يد العون للمواطنين بكافة السبل المتاحة والاحترازالوقائي للحفاظ على ارواحهم من انتشار الوباء من بداية الأمر، فمنحت الموظفين إجازاتعن العمل والطلاب عن الدراسة وأغلقتأماكن التجمعات العامة والخاصة مثل الأسواقوالملاهي وعلقت رحلات الطيران وغيره، ورفعت درجة الاستعدادات القصوى في كافة المؤسسات الخدمية، وكذلك غلق دور العبادة من مساجد وتوابعها ، والتزام الكنيسة بنفس القرار،
وعلى الرغم من الإجراءاتالهامة التي اتخذتهامصر تجاه مواطنيها للحفاظ عليهم وعلى أبنائهم إلاأنالكثير منهم لا يمد يد العون للدولة للنجاة من الأزمة، وما زال يضع الأمرفي غير موضعه، فمنهم مازال يرتع في الشوارع والمواصلات دون وعي حقيقي، ويقابل الآخرينبالاختلاط الشديد، ولا يلتزم بتعليمات الدولة بتجنب الخروج إلا للضرورة.
وكثير من المواطنين يقوم بالتزاور فيما بينهم، وبعض التجار يفترشون الطرقات بديلا عن الأسواق، والأكثرمن ذلك يعيش حياة طبيعته ذهابًا وإيابًا، وكأنه في غير حالة استثنائية، فيعرض حياته وحياة أبنائه وكافة أسرته للخطر .
لذا وجب التنويه على المواطنين باتباع التعليمات ومساعدة الدولة ومد يد العون لها للنجاة من الازمة الحالية قبل أن تتجه الامور الى منحدر لا رجعة فيه، فهل يتم ذلك قبل فوات الأوان؟ وهل يعي الجميع أنالخطر كبير؟ خاصة خلال الأيام المقبلة والتي يرسم بها الوعي والترشيد طريق النجاةالحقيقي لإدارة الأزمة.