قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فرق غيرت تاريخ كرة القدم (3).. داروين وبلاكبيرن.. اخترقنا القواعد من أجلكم.. اللعبة للجميع

نادي داروين
نادي داروين
0|إسماعيل محمود

منذ نشأة الساحرة المستديرة، مرت كرة القدم بالعديد من المتغيرات، فرق وكيانات ودول تصعد على القمة في وقت من الأوقات، تسيطر على العالم أو على الأقل تفرض سيطرتها في دولها وقاراتها، تفرض أسلوبها ليحاول الجميع إيقافهم ، وهو ما يحدث بكل تأكيد.

لكل حدث نهاية ولكل قصة جميلة نهايتها ولكل فريق أسطوري غير مجرى وتاريخ كرة القدم وقت تنتهي فيه تلك الحقبة، قد يعود بعد ذلك للقمة مرة أخرى لكن بمجموعة أخرى من اللاعبين وبمدربين آخرين، ولن يتركوا لنا سوى إنجازاتهم والأشياء العظيمة التي فعلوها وسجلوها في صفحات كتاب التاريخ لكرة القدم.

"فرق غيرت تاريخ كرة القدم "، هي سلسلة نستعرض فيها نسخ أسطورية لأندية غيرت مجرى تاريخ كرة القدم يوميًا في شهر رمضان، كيف بدأت..من أين تم بناء هذا الفريق .. مراحل الصعود والهبوط

سنستعرض في هذا اليوم واحدة من أجمل قصص كرة القدم ، قصة ناديي بلاكبيرن روفرز وداروين، وكيف حاربا نفوذ وسيطرة الصفوة على كرة القدم في بداية مراحلها في بلاد الإنجليز، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر.

كرة القدم في بداياتها، كانت لعبة للهواة، سيطرت عليها فرق الطبقة العليا، والتي اخترعت قوانينها.. كانت بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي حكرًا على فرق الصفوة والنخبة في سبعينيات القرن التاسع عشر، ومنها فريق أولد إيتونيانز بقيادة اللورد أرثر كينيرد المتوج بلقب البطولة 3 مرات، والذي وصل لنهائي البطولة 9 مرات في إنجاز غير مسبوق حتى اليوم.. كانت القوانين والقواعد في تلك البطولة توضع لنصرة فرق النخبة فقط، ومنع فرق الهواة من الوصول لمنصات التتويج، وكيف لا وأعضاء الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم في ذلك الوقت كانوا يلعبون لفريق أولد إيتونيانز ومن ضمنهم رئيس الإتحاد.

كان الاتحاد الإنجليزي يسمح لفرق الهواة بالمشاركة في تلك البطولة، لكن لم يستطع أي منهم التتويج باللقب أو حتى الوصول للمراحل النهائية، لقلة الإمكانيات وغياب مبدأ تكافؤ الفرص ، كل الظروف وقوانين اللعبة وضعت لخدمة صفوة ونخبة المجتمع، قبل أن يقرر رئيس إحدى فرق الهواة، نادي داروين ، أن كرة القدم لعبة لكل الفئات.



رئيس نادي داروين وهو النادي الذي يتبع مدينة داروين وكان يلعب له عمال مصنع داروين للقطن والذي كان يملكه رئيس النادي، قرر مخالفة إحدى القواعد في قانون اللعبة الذي وضعه الاتحاد الإنجليزي آنذاك، ألا وهو ألا يلعب لاعبو كرة القدم مقابل أموال، أي بمعنى أصح لا وجود لمعنى الاحتراف في كرة القدم.. تلعبون فقط من أجل المتعة دون تقاضي أي أموال.. تريدون التعاقد مع لاعبين؟ لا مشكلة لكن دون مقابل مادي.. أعطوهم وظائف أو امنحوهم مناصب لكن دون صرف جنيهًا واحدًا .

رئيس نادي داروين كان يطمح بمناطحة الكبار، لذا سافر لمدينة جلاسكو الإسكتلندية، و تعاقد مع أبرز لاعبين في فريق يسمى بارتيك ، وهما فيرجوس سوتر وجيمي لوف، بمقابل مادي، وهي أول عملية احتراف في تاريخ كرة الساحرة المستديرة، لكن دون أن يتم الإفصاح لأحد عن ذلك الأمر.. قال لهما "أنا وأنتما سنصنع التاريخ معا، سأعرض نفسي للخطر من أجلكما.. سأغش وأخترق القواعد والقوانين من أجل تحقيق حلمي ، لذا فواجبكما أن تثبتا لي أنكما تستحقا ذلك."

لم يخيب سوتر ولوف آمال رئيس النادي، أصبح الجميع يتحدث عن قوة فريق داروين الهاوي، صار اسمي سوتر ولوف يترددان في الأرجاء، وذلك بعد تأهل الفريق لدور ربع النهائي لبطولة كأس الإتحاد الإنجليزي ليصبح أول فريق من إنجلترا الشمالية، ومن الطبقة العاملة يحقق هذا الإنجاز، لكنهم كانوا على موعد مع أقوى فرق البلاد ..أصحاب النفوذ والمسيطرين على اتحاد اللعبة .. فريق أولد إيتونيانز

لعدم توافر الأموال ووجود أزمة اقتصادية في ذلك الوقت، كان من الصعب على داروين أن يسافروا للندن، وكانوا سينسحبون لولا أهال

اكتسح أولد إيتونيانز فريق داروين في الشوط الأول 5-1، لكن في الشوط الثاني، عادل عمال مصنع القطن النتيجة، وسط ذهول من لاعبي إيتونيانز ومشجعيهم، انتهت المباراة بالتعادل 5-5 بقيادة فيرجس سوتر، وكان من المفترض أن يتجها للأشواط الإضافية، لكن لاعبو أولد إيتونيانز رفضوا ذلك الأمر، طالبين خوض مباراة إعادة بدلًا من ذلك، لأنهم كانوا يعلمون أنهم لو لعبوا أشواطا إضافية لانتصر فيها داروين .

اكتسح أولد إيتونيانز فريق داروين في الشوط الأول 5-1، لكن في الشوط الثاني، عادل عمال مصنع القطن النتيجة، وسط ذهول من لاعبي إيتونيانز ومشجعيهم، انتهت المباراة بالتعادل 5-5 بقيادة فيرجس سوتر، وكان من المفترض أن يتجها للأشواط الإضافية، لكن لاعبو أولد إيتونيانز رفضوا ذلك الأمر، طالبين خوض مباراة إعادة بدلًا من ذلك، لأنهم كانوا يعلمون أنهم لو لعبوا أشواطا إضافية لانتصر فيها داروين .

خاض الفريقان مباراة إعادة وانتهت بالتعادل مرة أخرى ، ليلعبا مباراة ثالثة حسمها أولد إيتونيانز لصالحهم، ومن ثم تكملة المشوار نحو الفوز بالبطولة، لكن لاعبو داروين عادوا لمدينتهم محمولين على الأعناق.

ذاع صيت فيرجس سوتر، ليعرض عليه رئيس نادي بلاكبيرن روفرز عرضًا لا يمكن رفضه، للانتقال للفريق ، وهو ما وافق عليه سوتر وما كان سيوافق عليه أي شخص أخر لضخامة العرض المادي بحسب الوثائق، لينتقل لصفوف الفريق ويصبح أول لاعب محترف في تاريخ كرة القدم ينتقل من نادي لآخر بمقابل مادي.

سوتر قاد بلاكبيرن روفرز لنهائي بطولة عام 1883 أمام أولد إيتونيانز لكن الجميع علم بشأن تقاضيه للأموال نظير لعبه لبلاكبيرن، ليجتمع الاتحاد الإنجليزي لمناقشة استبعاد الفريق خاصة بعد اختراقه لقوانين اللعبة، لكن أرثر كينيرد قائد أولد إيتونيانز رفض ذلك الأمر وأثر على باقي زملائه في مجلس الإتحاد ، ليوافقوا في الأخير على مشاركة سوتر وبلاكبيرن في النهائي.

خسر بلاكبيرن أمام أولد إيتونيانز، لكنه عاد بقوة في الأعوام الثلاثة التالية بقيادة سوتر ويتوجوا باللقب أعوام 1884، 1885، 1886، في إنجاز غير مسبوق لفرق الهواة، ومن ثم يعتمد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عام 1885 بشكل رسمي احتراف اللاعبين بعقود يتقاضوا بمقتضاها أموال .

يمكننا القول أن ناديي بلاكبيرن روفرز وداروين اخترقا قواعد الاتحاد الانجليزي من أجل تحقيق حلم كل فريق منهما، كانا يطمحا في منافسة محتكري اللعبة ، كانا يريدان مبدأ الاحتراف في اللعبة وإتاحتها للجميع ، وبالفعل حققا ذلك، وكانا لهما تأثيرًا كبيرًا في تاريخ كرة القدم حتى وقتنا هذا.