قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

التعليم زمان.. المعلم كان اسمه «سباو».. والمدرسة «بر عنخ» و«عت سبا» عند قدماء المصريين

التعليم زمان
التعليم زمان

"هو في أحسن من التعليم بتاع زمان؟".. مقولة شهيرة يرددها الجدود وكبار السن لأحفادهم في جميع البيوت، فجميع القصص والذكريات تؤكد أن التعليم "القديم" كان من أعظم أنظمة التعليم، الذي ولد من رحمه العظماء والوزراء والعلماء والمشاهير الذين تتشرف بهم مصر الآن.

وفي هذا التقرير، قرر موقع "صدى البلد" إلقاء الضوء على بداية ظهور التعليم في العصور القديمة في مصر (مصر القديمة) ، وشكله وحكاياته.

ويُحكى أن التعليم المصري في بداية العصور القديمة "مصر القديمة" كان يتم بالتوارث، خاصة تعلم الحرف والصناعات التي كانت تورث من الآباء إلى الأبناء ثم الأحفاد، وهو تعليم مهني لا يشترط فيه تعلم الكتابة.

أما أولاد الملوك والأمراء والنبلاء، فكانوا يدرسون في مدارس ملحقة بالقصر الملكي يتعلمون فيها من الصبا للكبر القراءة والكتابة وعلوم الدين والأدب والطب والرياضيات والفلك وما يرغبون من العلوم الأخرى.

وكانت طبقة الصناع والموظفون يرسلون أولادهم ليتتلمذوا على يد الأساتذة، وكان بالمصالح والإدارات مدارس ملحقة خاصة بالدولة لتعلم شئون هذه الإدارات، ومنها المدارس الملحقة بالجيش لتعليم العلوم العسكرية بما فيها من تدريبات على فنون القتال واستعمال السلاح.

وكان التعليم المدرسي في الغالب مقتصرًا على من هم مزمع تعيينهم كهنة أو في مناصب إدارية مدنية بدون تمييز بين البنين والبنات، فوصلت المرأة المتعلمة إلى العديد من المناصب المهمة وشغلن مناصب رفيعة في الدولة.

وكانت المدارس فى مصر قديما مرتبطة بالمعابد ويقوم بالتدريس فيها الكتبة والكهنة وكان هدفها بعيدا عن الدين هو إعداد مسئولين لإدارة مؤسسات الدولة المالية والسياسية.

وتم العثور على العديد من النظريات التعليمية القديمة خلال التنقيب عن الآثار المصرية، وهى عادة ما تكون رسومات وكتابات هيروغليفية على الحجر الجيرى وورق البردى.

وكانت المادة التى يتلقاها التلاميذ هى وثائق قانونية والشعر، والتاريخ والأساطير وقراءة الروايات كلها، جزءا من المناهج التعليمية فى مصر القديمة وفى مدارس التدريب المرتبطة بالإدارات الحكومية تم تقديم تعليم متخصص فى الرياضيات والمحاسبة والهندسة والمسح.

أما التعليم المتخصص، فقد تم تطبيقه على أبناء الملوك والقادة، حيث قام المعلمون المرتبطون بالقصور الملكية بتدريب الحكام المستقبليين فى فنون الحكومة.

وعندما عرف اليونانيون الطريق إلى مصر حافظت الطرق التعليمية القديمة على وجودها مع إضافة أفكار جديدة قادمة من الناحية الأخرى من البحر، وبالتالى استطاع البطالمة جعل الإسكندرية المدينة الفكرية الأولى فى العالم، حيث جمعت المكتبة الشهيرة مخطوطات تبلغ نحو 700000 مخطوطة، والتى منيت بكارثة كبرى بعدما حرقت فى وقت مبكر.

أما المدارس، فكان «بر عنخ» أو "بيت الحياة" هو اسم أول مدرسة ومكتبة في تاريخ الإنسانية، وكانت مدرسة لتعلم الكتابة واللغة وجامعة لتعلم العلوم الدينية وعلوم الطب والرياضيات والفلك والجغرافيا وأكاديمية للفنون.

أما التعليم الأساسى للكتابة، فقد عرف له مبنى آخر مستقل عرفه المصرى القديم باسم «عت سبا» بمعنى مكان العلم أى المدرسة، وقد يبنى مستقلا أو يلحق بالمعبد، كما كان فى معبد الرامسيوم فى عصر الدولة الحديثة وكلمة «سبا» بالمصرية القديمة تعنى أيضًا النجم واشتق منه أيضًا لفظة المعلم «سباو» أى المرشد والهادى وهى صفة عرفها المصرى القديم للنجوم.

كما عُرفت أيضًا المدارس الملحقة بالإدارات الخاصة بالدولة لتعلم شئون هذه الإدارات، وهى أشبه اليوم بالمدارس المهنية، وكذلك كان هناك مدارس ملحقة بالجيش لتعلم العلوم العسكرية بما فيها من تدريبات على فنون القتال واستعمال السلاح.

وخلال العصر البطلمي مع نشأة مدرسة ومكتبة الإسكندرية، كانت مصر مقصدًا لتلقي العلوم والتعليم على أيدي علماء مصريين ذاع صيتهم خارج حدود مصر، أضافوا للعالم في جميع العلوم والفنون والآداب وشتى أنواع المعرفة.

وكان بالإسكندرية جامعة يعود تاريخها إلى عام 300 ق. م، كانت مقرًا لمشاهير العلماء مثل أرشميدس وإقليدس وكانت تلقى بها المحاضرات بنظام مماثل لما هو متبع بالجامعات الحالية.

وبعدما دخل العرب مصر ظلت الطرق القديمة سائدة حتى تأسست جامعة الأزهر الشهيرة عام 970 ميلادية صارت الدراسات الدينية والقرآنية واللغة العربية هى أساس التعليم وإن احتفظت بالقليل من دراسة العلوم خاصة "الجبر والفلك".

ومع تولى محمد على باشا، بدأ عصر جديد للتعليم فى مصر، حيث أدرك الباشا أنه إذا كانت بلاده ستأخذ مكانها بين الدول الحديثة فى العالم فسيكون من الضرورى أن يكتسب الشباب المصرى النظرة الحديثة التى لا يمكن أن يقدمها إلا التعليم الحديث، ولذلك أرسل عددا من الشبان للدراسة فى أوروبا وفى مصر نفسها قدم كل تشجيع لفتح المدارس فى البلدات والقرى.