الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم يترقب كسوف الشمس .. علي جمعة: ظاهرة كونية تذكرنا بنعمة الله.. والأزهر يحدد وقت الصلاة.. والإفتاء توضح كيفيتها

كسوف الشمس
كسوف الشمس

الأزهر:
صلاة الكسوف يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها
ليس لها أذان وتصلى ركعتين جماعة أو فرادى
الإفتاء:
السُّنة على الإمام ألا يجهر بالقراءة في كسوف الشمس


يشهد العالم اليوم الأحد، كسوفًا حلقيًا للشمس، وهو ثالث ظاهرة من ظواهر الخسوف والكسوف في عام 2020 ميلادية، ويعد أول كسوف بهذا العام، وتبدأ رؤية كسوف الشمس نحو الساعة السادسة والدقيقة 24 صباحًا بتوقيت القاهرة، وستكون ذروته فى الساعة السابعة والدقيقة 20 بالتوقيت المحلي، وعندها يغطى قرص القمر نحو 46% من كامل قرص الشمس، وينتهى الكسوف الجزئى فى الساعة الثامنة والدقيقة 24.


  • من علامات الساعة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الشمس والقمر من مقومات الحياة في هذا الكون ولذا كان هلاكهما علامة على نهاية العالم، ودمار الكون بأسره، ولذلك أخبر الله أن خسف القمر، وجمع الشمس والقمر معًا من علامات يوم القيامة.

واستشهد «جمعة» في فتوى له، بقول الله تعالى: « يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)» (سورة القيامة).

وتابع: ذكر ربنا أن تكوير الشمس، وانكدار النجوم من علامات ذلك اليوم العظيم فقال تعالى: «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)» (سورة التكوير).

  • ظواهر كونية
وأوضح أن تكسف الشمس أو يخسف القمر وهي من الظواهر الكونية التي يجعلها لحكم كثيرة، فما هو الكسوف؟ الكسوف: هو ذهاب ضوء أحد الشمس، والقمر أو بعضه، وتغيره إلى سواد، والكسوف والخسوف مترادفان، وقيل: الكسوف للشمس، والخسوف للقمر، فينبغي أن يذكرنا كسوف الشمس والقمر بالله، ويجعلنا في خوف من ضياع نعمة الله وهلاك الكون، وقد علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التعامل السليم مع تلك الأحداث الكونية.

  • الكسوف في عهد النبي
وواصل: ولما كسفت الشمس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في التاسع والعشرين من شوال من السنة العاشرة للهجرة خرج إلى المسجد مسرعًا فزعًا يجر رداءه، وصلى بهم صلاة الكسوف وخطب خطبة بليغة، وعلمنا أن الله قد شرع صلاة خاصة عند حدوث تلك الظاهرة الكونية، وأن هذه الظاهرة لا تحدث لموت أحد أو حياته، وعند حدوثها يستشعر المسلم معها بالخوف من ضياع نعمة الشمس أو القمر، والخوف من اضطراب حال الكون مما ينذر بهلاكه وتدميره.

  • صلاة الخسوف سنة مؤكدة
ذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف أهم أحكام كسوف الشمس قائلًا: « الكسوف هو: احتجاب ضَوء الشَّمْس إِمّا كُلِّيًّا وإمّا جُزئيًّا، ويكُون ذلك إذا ما حَلّ القَمر بَيْن الأَرض والشَّمْس».

وأفاد « الأزهر للفتوى» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» بأن صلاة الكسوف سنة مؤكدة ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، مستشهدًا بما روى عن المُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَة -رضي الله عنه- قال: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ سيدنا رَسُولُ اللهِ  - صلى الله عليه وسلم-:«إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِي»، أخرجه البخاري. 

  • كيفية صلاة الكسوف
ونبه مركز الأزهر العالمي أن صلاة كسوف الشمس ينادى لها بقول المنادي: «الصلاة جامعة»، ولا يؤذَّن لها؛ لأن الأذان للصلوات المفروضة، وتصلىٰ ركعتين جماعة - وهي الأفضل- أو فرادىٰ، وفي كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان، ثم يخطب الإمام بعدها، ويذكِّر المصلين والناس فيها بعظمة الله ﷻ وقدرته، ويحثهم علىٰ الاستغفار والرجوع إليه، والتوبة من الذنوب والمعاصي وفعل الخير، ويحذرهم من الغفلة عنه -سبحانه وتعالى-.



واستدل على ذلك بما روى في الصحيح عَنْ السَّيِّدةِ عَائِشَةَ- رَضِيَ الله عَنْهَا- أنها قَالَتْ: « كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَىٰ عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ، فَصَلَّىٰ بِالنَّاسِ، فَأَطَالَ القِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ القِرَاءَةَ وَهِيَ دُونَ قِرَاءَتِهِ الأُولَىٰ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ دُونَ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ، فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله يُرِيهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاةِ»، أخرجه  البخاري.

  • وقت صلاة الكسوف

حددالأزهر للفتوى وقت صلاة الكسوف بأنها تصلَّىٰ وقتَ حدوث الكسوف إلىٰ انتهائه؛ لأنها مرتبطة بسبب، فإذا فات السبب انتهىٰ وقتها.


  • خطبة صلاة الكسوف
من جانبها، اتفقت دار الإفتاء المصرية، مع الأزهر، في أن صلاة كسوف الشمس أو خسوف القمر سُنة مؤكدة، وتُصلَّى ركعتين جماعة أو فرادى، في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان، ثم يخطب بعدها الإمام ويحث على التوبة وفِعْل الخيرات من دعاء وذكر وصدقات.

  • حكم الجهر في صلاة الخسوف
وأوضحت الدار في فتوى لها، أن السُّنة على الإمام ألا يجهر بالقراءة في كسوف الشمس كالصلاة النهارية، ويجهر بها في خسوف القمر كالصلاة الليلية، وهو مذهب الجمهور.

وأضافت: «أن صلاة الكسوف أو الخسوف يجوز أن تصلى جماعة عند الشافعية الشافعية والحنابلة، أما الحنفية والمالكية في المشهور فلا يرون صلاة الجماعة في صلاة الخسوف، ويبدأ وقتها من وقت ابتداء الكسوف أو الخسوف إلى ذهابه وانجلائه، وينادى لها بالصلاة جامعة، ولا ينادى لها بالأذان، فإن الأذان للصلوات المكتوبة فقط».

  • حكم اجتماع الكسوف مع صلاة الجمعة
وأشارت إلى أنه «إذا اجتمع جمعة وكسوف واقتضى الحال تقديم الجمعة خُطِبَ لها، ثم صلى الجمعة، ثم الكسوف، ثم خطب للكسوف، وإن اقتضى الحال تقديم الكسوف بدأ بها، ثم خطب للجمعة خطبتها وذكر فيهما شأن الكسوف وما يندب في خطبتيه، ولا يحتاج إلى أربع خطب».

وبينت الإفتاء، أنه «يمكن للأئمة في حال اجتماع الجمعة والكسوف أن يصلوا صلاة الكسوف قبل دخول وقت الجمعة مع تخفيفها، فيُقرأ في كل ركعة بالفاتحة وقل هو الله أحد وما أشبهها، ثم يشرع الإمام بعد الأذان للجمعة بإلقاء خطبة الجمعة ناويًا خطبة الكسوف مع خطبة الجمعة، ويذكر فيها شأن الكسوف وما يندب في خطبته من حثِّ الناس على التوبة وفعل الخيرات، والإكثار من الدعاء».