الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان.. كيفية صلاة كسوف الشمس وخسوف القمر.. علي جمعة: الإنسان لا يعلم ماذا كُتب عليه.. ومُطالب بالسعي لتحقيق أحلامه.. وشوقي علام يجيب عن حكم تهنئة غير المسلمين في أعيادهم

دار الإفتاء
دار الإفتاء

هل رغبة المتوفاة في الحج عن ولدها تعتبر وصية
الإفتاء: 
تهنئة غير المسلمين بعيدهم جائز شرعًا

تلقت دار الإفتاء والمؤسسات الدينية العديد من الأسئلة والاستفسارات التي حرص المواطنون على معرفة حكم الدين فيها، وما التوجيه الشرعي الصحيح للتعامل مع ما يواجهونه من قضايا يحتاجون فيها إلى رأي الشرع من علماء الدين، وفيما يلي يستعرض«صدى البلد» أبرز هذه الفتاوى.

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كل مسلم عليه أن يعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا فعل إلا لله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى, وكل ما سيجري هو فعل الله سبحانه وتعالى، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل.

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: توجد حكمة عالية في قضية القضاء والقدر، وهي حكمة الابتلاء بمسألة الرضا عن الله، فالإنسان لا يعلم ماذا كتب عليه غدًا؛ ولذلك من حقه أن يتمنى, وأن يسعى إلى تحقيق ما هو مباح ومشروع. فعندما لا تتحقق هذه الأماني والأحلام ويختلف ما رتبه المخلوق مع ما أراه الخالق يظهر الإيمان الحقيقي، فإذا كان ما كتبه الخالق أحب إليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصي الجاهل، وقد يترتب على عدم رضاه وسخطه الخروج من الملة والعياذ بالله.

وأشار إلى أن الإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله, فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله وجماله, فيجب أن تؤمن بأثر هذه الصفات وهي أفعاله تعالى, فالإيمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فعل إلا الله, وأن ترضى بما يصدر في الكون عن الله حتى تكون عبدًا ربانيًا.

واختتم: لا تنافي بين اعتقادك أن الفعل لله وحده, وبين كونك مختارًا مريدًا, فإن اختيار الإنسان وإرادته محسوس لا ينكره عاقل, ومن أنكره كَذًب بالمحسوس، وكَذًب بنصوص القرآن, التي أثبتت للإنسان قدرة ومشيئة واختيارًا قال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، وقال سبحانه: {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ}, فالصواب أن تثبت لنفسك فعلا واختيارًا, وأن تعتقد أن الله هو الفعال وهو صاحب الأمر, ولا يخرج أمر من دائرة قهره سبحانه.

كيف تؤدى صلاة كشوف وصلاة خسوف القمر

أجابت دار الافتاء عبر الفيسبوك، أن صلاة الكسوف والخسوف سنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا» متفق عليه، وصلاة الكسوف أو الخسوف ركعتان؛ في كل ركعة قيامان، وقراءتان في القيامين بالفاتحة وما تيسر من القرآن، وركوعان، وسجدتان.

وأعلى الكمال في كيفيتها: أن يكبر تكبيرة الإحرام، ويستفتح بدعاء الاستفتاح، ويستعيذ ويبسمل، ويقرأ الفاتحة، ثم سورة البقرة أو قدرها في الطول، ثم يركع ركوعًا طويلًا فيسبح قدر مائة آية، ثم يرفع من ركوعه فيسبح ويحمد في اعتداله، ثم يقرأ الفاتحة وسورةً دون القراءة الأولى؛ كآل عمران أو قدرها، ثم يركع فيطيل الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم يرفع من الركوع فيسبح ويحمد ولا يطيل الاعتدال، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ولا يطيل الجلوس بين السجدتين، ثم يقوم إلى الركعة الثانية، فيفعل مثل ذلك المذكور في الركعة الأولى من الركوعين وغيرهما، لكن يكون دون الأول في الطول في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم.

وأضافت: يجهر بالقراءة في خسوف القمر؛ لأنها صلاة ليلية، ولا يجهر في صلاة كسوف الشمس؛ لأنها نهارية ولا يشترط قراءة سورة البقرة وآل عمران ويمكن قراءة ما يتيسر لك ولكن الأكمل قراءتهما.

تهنئة غير المسلمين 

ورد سؤال لدار الإفتاء من سائل يقول" "أعيش في بلد أجنبي يتبادل الناس فيه المجاملات في المناسبات المختلفة، ويبادلوننا نحن المسلمين التهنئة في الأعياد الإسلامية، فهل يجوز لي أن أقوم بتهنئة غير المسلمين في أعيادهم؟".

أجابت الدار الإفتاء في فتوى لها ، أن الإسلام دينٌ كلُّه سلامٌ ورحمةٌ وبرٌّ، يأمر أتباعه بالإحسان إلى الناس جميعًا، ولا ينهاهم عن بر غير المسلمين، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم.

وأضافت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقبل الهدايا من غير المسلمين كما ثَبَت في صحيح السنة، وعلى هذا النهج سار الصحابة الكرام والأئمة الأعلام، ونص الفقهاء على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم مع مراعاة ألَّا يقترن ذلك بطقوس دينية أو ممارسات تخالف ثوابت الإسلام.

ونبه الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن تهنئة غير المسلمين بعيدهم جائز شرعًا، مشددًا على أن الإسلام دينٌ كلُّه سلامٌ ورحمةٌ وبرٌّ وصلة، يأمر أتباعه بالإحسان إلى الناس جميعًا.

وقال مفتى الجمهورية إن الإسلام لا ينهى المسلمين عن بر غير المسلم ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم، بل يأمر بهذا كله ما لم يُظهر الآخرُ العداء، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- القدوةَ الحسنةَ في التطبيق؛ كان يقبل الهدايا من غير المسلمين كما ثَبَت في صحيح السنة.

وأوضح أنه من هنا فهم علماء الإسلام أن قبول هدية غير المسلم ليس فقط مستحبًّا لكونه من باب الإحسان، بل لكونه سُنَّةَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى هذا النهج سار الصحابة الكرام والأئمة الأعلام؛ فروي شهود بعضهم أعياد غير المسلمين والأكل من الأطعمة المُعَدَّة للأكل فيها، مستحسنين لها بلا أدنى حرج، ونص الفقهاء على جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم مع مراعاة أن لا يقترن ذلك بطقوس دينية أو ممارسات تخالف ثوابت الإسلام.

هل رغبة المتوفاة في الحج عن ولدها تعتبر وصية

أجابت الدار خلال إجابتها عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، أنه لا تعتبر رغبة المتوفاة في الحج عن ولدها وصية، فلا يجوز أن تُؤخذ هذه الأموال لأداء فريضة الحج عن ابن المورثة المتوفَّى قبلها لمجرد أنها كانت ترغب أن تحج عنه في عامها المقبل من غير أن توصي بذلك.

وأضافت الدار، أنه يجوز أخذ الأموال التي كانت ستحج بها لرعاية أبناء ابنها المتوفى قبلها.

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إن الحج ركن من أركان الإسلام؛ فقال – تعالى-: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب»، (سورة آل عمرآن: الآية 97).