الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم إطلاق اسم مَلك على البشر .. المفتي السابق يجيب

حكم التسمية باسم
حكم التسمية باسم ملك

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن العلاقة بيننا وبين الله تعالى، هي أنه سبحانه يملكنا على الحقيقة، فهو مالك لنا ولكل الخلق، وهو كذلك يملك أمرنا فهو الملك إذن ربنا مالك الملك.


وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال «ما حكم تسمية المولود باسم مَلك؟»، أنه إذا جاز إطلاق اسم مَلك على البشر مجازًا، بمعنى أنه يسود البلد أو يرأسها، إلا أنه لا يجوز أن يطلق على أحد اسم «ملك الملوك» لأنه خاص بالله، منوهًا بأنه قد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال : «أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك» قال سفيان يقول غيره : تفسيره شاهان شاه» [رواه البخاري ومسلم].


وأضاف أن الله تعالى هو ملك الملوك ولا يكون ذلك إلا لله، وقوله تعالى : «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِى المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، ينبهنا فيه ربنا سبحانه على أن كل شيء بيديه، فإذا أراد الإنسان الدنيا فعليه بالله، وإذا أراد الآخرة فعليه بالله، وإذا أراد الدنيا والآخرة فعليه بالله؛ لأنه هو مالك الملك.


ونبه على أن مالك الملك صفة لله تقتضي أن ينزل للناس شريعة، وقد يتساءل الإنسان ما علاقة اسم الله [مالك الملك] مع تنزيل التشريع ؟! والجواب أنه لو تركنا من غير أن يرسل رسلا لم نتمكن من معرفة كيف نتصل به سبحانه كيف نشكره كيف نعبده، فالملك هو الذي يحدد ذلك كله.


اقرأ أيضًا:


وتابع: وكأن الإنسان بعدما يعلم أن الله هو الملك، وهو مالك الملك، يسأل كيف نتعامل مع مالك الملك، كيف ندخل عليه ؟ متى نسكت ومتى ندعوه ؟ متى نذكره وكيف ؟ متى نشكره وهل سيكون من الأدب شكره ؟ فيمكن للعقل بغير الشرع أن يوصف الشكر على أنه قلة أدب مع الله، وسبب ذلك لأنه لو أن ملكا عظيما أعطى أحدهم حبة قمح، فمكث الشخص طوال الليل والنهار يقول له شكرا يا ملك، أشكرك يا ملك فإنه لا يصح؟ لأنه قد يكون الشكر الكثير على الشيء قليل من ملك الله لا يتناسب مع الأدب؟ إذن فلابد من الشريعة، حيث نص القرآن على طلب ذلك فقال تعالى : «فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِى وَلاَ تَكْفُرُونِ».


وأشار إلى أن هناك علاقة بين أن يكون لله سبحانه وتعالى الخلق فيملكهم، ويكون له الأمر فيأمرهم ويشرع لهم وقد جمع الله بينا ملكه للخلق والأمر، فكان ذلك من تمام تملكه وتفرده سبحانه، قال تعالى : «أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ».