الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة شبيه محمد صلاح.. ترك حلم العالمية وتفرغ لتطوير قريته النوبية.. صور

محمد نبيل أبا زيد
محمد نبيل أبا زيد

شاب من أهل النوبة قطع عهدا على نفسه بالحفاظ على حضارة وتراث الأجداد، ورغم عمله في شركة عالمية بالقاهرة إلا أنه قرر التنازل عنها في سبيل العودة إلى قريته النوبية واستغلال خبراته لإثراء وتطوير المكان.


النوبة أولا
«ما دوري في الحياة؟» كان هذا هو السؤال المتردد في ذهن الشاب النوبي محمد نبيل أبا زيد من قرية غرب سُهيل الشهيرة بـ «القرية النوبية»، بعد إنهائه الدراسة بكلية التجارة جامعة المنصورة فى تخصص إدارة الأعمال، ممضيا عدة سنوات في العمل  بالقاهرة وصل منها للعمل في إحدى الشركات العالمية، ورغم ذلك إلا أن الشعور بأنه تائها لم يفارقه.


يروي أبا زيد قصته لـ «صدى البلد» قائلا: "عملي في التسويق بالقاهرة كان ناجحا ووصلت إلى مناصب يحلم بها كل شاب في وقت قصير، ولكن في النهاية عندما أنظر إلى المرآة أرى أنني نوبي غير تابع لهذا المكان.. البدلة لا تناسبني.. أرى نفسي في الجلباب الأبيض الشهير لدينا، مما دفعني للعودة إلى قريتي لفترة استراحة أفكر فيها في مستقبلي".


عاد الشاب الملقب بشبيه محمد صلاح إلى قريته في أسوان، طالت فترة الإجازة ووجد بعد تفكير طويل الاختيار المناسب" هذه بلدتي إذا تركتها أنا وغيري من الشباب.. من يحافظ على تراث النوبة!"، مقررا البقاء فيها مستغلا ما تعلمه في تطوير السياحة للقرية والتسويق لها، "القرية برغم جمالها إلا أنها لا تلق ما تستحقه من اهتمام وكذلك بحاجة إلى دعاية قوية تتناسب مع تاريخها الذي يحاول أهل القرية الحفاظ عليه".


الألمان وحب النوبة
"هنا أكلات نوبية مختلفة عن الشائعة في أنحاء مصر، عادات مختلفة للأفراح والأحزان، قصص وأساطير وأمثال شعبية نوبية"، كان هذا وصف مختصر لأبرز ما يميز المكان وما دفع أبا زيد لمحاولة تعريف العالم به: "قررت استغلال التسويق الذي درسته، للترويج للسياحة بالقرية ومنها المنازل النوبية التي تقدم الطعام المميز، ومنها للإيجار ولكن لا يستطيعوا الاتفاق لجلب زوار بعد، وكذلك الإقامة في القرية التي بحاجة للترويج".


الخروج عن المألوف كان وسيلته، من خلال توفير فرصة لإقامة الزوار في القرية بسعر أقل وخدمات مناسبة، عبر تدشينه بالشراكة مع احد أقاربه، مخيم يحمل اسم «فينتي كامب» والكلمة الأولى نوبية بمعنى نخل أو بلح، نظرا لأنه لم يعد متبقيا في القرية سوى اثنتين فقط، ويقول: "المخيم يختلف عن البرامج التقليدية، فهو منزل نوبي يتعايش مع الطبيعة النوبية ومعرفة العادات والتقاليد"، موضحا أن الألمان هم الأكثر تقديسا للتاريخ النوبي ودراسة ثقافته واللغة الخاصة به.


بدأ محمد في معالجة المشاكل التي قد يواجهها السائح في المكان، وهي الهدوء في القرية بعد الثامنة مساءً، عبر مد ساعات العمل والموسيقى الهادئة، فضلا عن عقد بروتوكول تعاون مع مؤسسة «نحمي تراثنا» ومركز منيب للفنون والتراث لتطوير الموسيقى النوبية وتعليمها للأجيال القادمة لعدم اندثارها، "نعمل على قضية أخرى وهي دع المواهب وتشجيعها عبر إقامة مجانية مقابل تقديم فن سواء رسم أو فن بالأعمال اليدوية".


السياحة العلاجية
وساهم في الترويج للسياحة بالمنطقة الفنانة أمير صلاح الدين، من خلال إقامة أول حفل في النوبة في غرب سُهيل في الاحتفال برأس السنة لعام 2020، ولكن بعد انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تأثرت السياحة في المنطقة، "جهودنا لم تنتهي وسنستمر بعد انتهاء الازمة"، خاصة أن المنطقة يتوفر بها أكثر من برنامج سياحي، إما علاجي أو ثقافي أو سياحة مختلطة.


ويضيف لـ «صدى البلد»: "السياحة العلاجية هنا غيرمستغلة بشكل صحيح، الدفن في الرمل يعالج الكثير من الأمراض مثل سيوة وكذلك البيئة الطبيعية مناسبة لقضاء فترات النقاهة والاستجمام من أجل الاستشفاء، وبرامج اليوجا على النيل وبرامج العلاج بالرسم والفن وغيرها من البرامج المختلفة"، يحاول الترويج أيضا لجمال المنطقة الحقيقية عبر التواصل مع أي عمل يتم تصويره في القرية، "بعض الأعمال الفنية لا تظهر النوبة على حقيقتها، مثل مسلسل لمعي القط الذي ظهر فيه أهل النوبة يتحدثون باللغة الصعيدية وهذا غير صحيح نحن نتحدث نوبي".


وظهر محمد صاحب الـ 27 عاما أيضا في مقطع فيديو لأغنية الفنانة مرام محمد، وتم تصويره في مشهد صادف ردود فعل واسعة لتشبيهه باللاعب المصري العالمي محمد صلاح، "لم ألحظ هذا الشبه ولم أظن أن التصوير كان مقصودا لهذا الهدف"، ويتابع: "أعالج كل هذه الأمور بمجهود بشكل فردي، وأتمنى الاهتمام من وزارة السياحة بالمنطقة".


القرية زاخرة بتنوع الثقافات والحضارات المختلفة، ومنها عادة قبطية يحرص أهل النوبة على اتباعها باختلاف ديانتهم وهي تعميد الأطفال، حيث تحمل الجدل الطفل حديث الولادة وتعمده بمياه النيل، "العادة متوارثة بسبب انتشار المسيحية مسبقا في النوبة ولم يكن يعلم المسلمين منهم أنها تابعة للمسيحية، ويتبعوا هذه العادة بالفطرة وأظن أنها ترجع إلى الفراعنة".