EN 
أرض جرداء وحوائط شبه مُهدمة وفراشًا ضئيلًا قديمًا مُبعتر، بيتًا بلا أعمدة أو حائط أمامي يحجب سُكانه عن الشارع، بل يمكن للمارة رؤيتهم وهم جالسين أو نائمين، هكذا هو حال أسرة العم ماهر الستيني، بمنطقة الشهيد غرب محافظة سوهاج.
"هو كان مبني بالطين ووقع"، بهذه الكلمات بدأت السيدة الخمسينية أم جرجس حديثها مع "صدى البلد"؛ لتقص مُعاناتها موضحة أن زوجها قد أصابه عدة أمراض مُزمنة ألزمته الفِراش، وذات ليلة أرهقته تلك الأمراض حتى ألزم تحويله إلى مستشفى أسيوط، وعقب عودتها لأخذ بعض الملابس لزوجها ليُبدل بينهم أثناء فترة حجزه بالمستشفى، تفاجئت بهدم منزلها الذي كان بناءه بالطين وتهالك بمرور الزمن.
لتعود إلى زوجها مسكورة الخاطر ولا تستطع أن تحكي له ما حدث لتتساءل كيف تخبره، فتكف عن التفكير وتُقرر مع أنجالها الإثنين ألا يخبروه، وأتى أحد أبناءها كي يرفع بقايا المنزل ويعد قطعة الأرض وفِراشها؛ حتى تأويهم، فكان كرم الله أن بعض الأشخاص الخيرة من الجيران قد أعادوا بناء حائطان بالطوب البلوك وسقفوهم بالعروق الخشبية، وأصبح يعزلهم عن الشارع قطعة قماش كالتي توضع في أي صوان عزاء أو فرح قديمًا، ولكن قد تحميهم بعض الشئ وكما يقولون "أفضل من مفيش".
رجل نقش الزمان على وجهه بقلم الحزن والمشقة، وسيدة تشكر ربها على كل حال ويملئ الرضا قلبها عما هما عليه، حيث دائمًا لسانها يذكر الله ويحمده ويدعوه بتغيير الحال إلى الأفضل، وشابان في أواخر العشرينات من العمر أحدهما مريض تدرن، والأخر يعمل على تروسيكل كي يأتي بلقمة عيش تسد جوف أسرته المكونة من ٣ أفراد وهو رابعهم.
"السقف بينزل علينا ثعابين وعقارب والكلاب في الليل بتدخل علينا البيت"، وهنا تُشير أم جرجس إلى أن الحشرات والقوارض والحيوانات تدخل إليهم نهارًا ليلًا ولا تتركهم، ومع انتشار فيروس كورونا المستجد بين صفوف المواطنين بمختلف أنحاء جمهورية مصر العربية، يُشكل ذلك خطرًا كبيرًا ويُزيد من احتمالية إصابتهم بالوباء العالمي الجديد.
وتُناشد أم جرجس اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، بأن ينظر لهم نظرة طيبة ويُساعدهم في أمرهم ويرحمهم من نومة الشارع رغم وجود بيتهم، "كل اللي بطلبه يبني لي حتى الدور الأرضي بس بأعمدة ووطوب أحمر ويسقفهولي".
