EN 
إنّ أعظم شيءٍ يتفوّق به الإنسان على كلِّ ما في الوجود هو تحدي الظروف التي ربما تفرض عليه بخارج إرادته، "نورهان يونس" مثل في الإصرار والتحدي والسعي، ولدت نورهان بضعف في السمع جعلها تعامل بطريقة خاصة منذ ولادتها، ولكنها دائما ما رفضت هذه الطريقة من المعاملة، وسعت لإيصال رسالة ما، وصفتها قائلة: "إحنا قادرين نعمل أي حاجة زي الأشخاص الطبيعين".
وذكرت لنا نورهان أنها تخرجت من كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، وواجهت صعوبات كثيرة خلال مراحل تعليمها ورفض تام كان دائما سببه الأساسي هو إعاقتها السمعية، فرغم تفوقها وحصولها على مجموع عال يؤهلها للالتحاق بكليات القمة، كان عائق قبولها هو ضعف السمع في كليات تحتاج للتفاعل والتعبير.
فبعد أن أنهت دراستها، قررت نورهان أن تسعى اتجاه حلم راودها منذ طفولتها، حلم "ضيافة الطيران"، وبالفعل أثبتت جدارته وأصبحت "أول مضيفة طيران من ضعاف السمع" على متن أول رحلة جوية متجهه من القاهرة إلى الخرطوم، وذلك ضمن المبادرة التي أسسها المركز الدولى لعلوم الإعاقة ICDS لدول الشرق الأوسط وأفريقيا، تحت إشراف السفير رضا عبد العزيز مدير المركز، و سمر عبد العزيز منسقة الرحلة، والتي كان الهدف منها توضيح قدرة أصحاب الهمم على فعل أي شيء.
وتتمنى أن تواصل المسيرة وتمتهن الضيافة بشكل دوري ومستمر، بعد أن اثبتت قدرتها في التعامل مع ركاب الطائرة، وتمكنت من التواصل الجيد سواء بلغة الإشارة أو بالتدريب على الفهم من لغة الشفاة بدرجة عالية.
وأنهت نورهان حديثها، بأنها متمسكة بحلمها رغم أي صعوبات تواجهها في رحلة حياتها، ويدفعها دائمًا للأمام تشجيع أهلها، وردود أفعال الركاب الذين أشادوا بدورها في الضيافة الجوية، والتي تتذكرها دائما وتدفعها للاستمرار والسعي من جانبها، ولكنها تطالب بأن يتم النظر في شأن اصحاب الهمم بشكل عام، وتقبلهم في أي منصب كان وتقدير جهودهم في أي مجال كان.
