الدفن في الرمال .. وسيلة الكسب في سيوة

استقبلت واحة سيوه خلال الأيام الماضية مئات المرضى من جميع دول العالم، الذين يعانون من أمراض الروماتيد والروماتيزم والأمراض الجلدية ، والآم المفاصل والعمود الفقرى للعلاج بالدفن على جبل الدكرور، ويعد موسم الدفن بواحة سيوة فرصة ذهبية لأهالي الواحة وموردا للرزق تنتعش خلال شهور الصيف .
يشرح أبو القاسم إبراهيم عملية الدفن بالرمال ، وذلك من خلال عمل حفرة على قدر طول الشخص، ودفنه بها ثم تقام خيمة عند رأسه وشمسية للوقاية من ضربة الشمس، وتكون مدة الدفن من 4 الى 7 أيام على حسب نوع المرض ، ثم يخرج المريض بعد الدفن يدهن جسمه بزيت الزيتون يوميا ، ولا يتعرض خلال أيام الدفن إلى أى تيارات هواء ، ويشرب داخل الخيمة مشروب ساخن مصنوع خصيصا له ، حيث يفقد الجسم خلال مدة الدفن كميات كبيرة من العرق ، وبعد ذلك يقوم بأخذ حمام ثم يعاد الدهان بزيت الزيتون.
ويقول مهدى يوسف أحد المسئولين عن الدفن، أن هناك برنامج غذائي كامل أيام العلاج يشمل وجبه افطار الساعة السابعة صباحاً يضم – مشروباً يسمي " اللبيجي " و هو روح النخلة – علي الريق ثم عسل نحل و زبادي ، ويشمل الغذاء من 10 – 11 صباحاً زبادي و عدد من التمرات، ثم يتوقف الطعام حتي موعد العشاء ويشمل نصف دجاجة أو ربع كيلو لحم ضاني أو ماعز مع أرز و شوربة خضار.
وبعد خروجه من الخيمة يعطونه ماء ليمون بنزهير وحلبة دافئة و قليل من الشوربة ثم يتناول و جبه العشاء ، ويحرم علي المريض أثناء مده الردم ، شرب أي شيء بارد أو الاستحمام طيلة مدة العلاج .
ويقول الدكتور حمد خالد شعيب مدير الثقافة بمطروح وهو باحث في التراث البدوي، من خلال ورقة بحثية حول الردم في الرمال الساخنة بجبل الدكرور بواحة سيوة أن إجراء العملية العلاجية بالردم تتم من خلال مجموعة من الضوابط، حيث يأتي المريض إلى المعالج يطلب منه المعالج نتيجة الكشف الطبي الذي أجراه المريض علي نفسه أو يتوجه الي المستشفي لتحديد إذا ما كان مريضاً بالضغط أو القلب وعلي ضوء هذه النتائج يوافق المعالج الشعبي علي إجراء العملية العلاجية الشعبية .
ويبدأ البرنامج العلاجي باستضافة المريض في مكان أعده المعالج للمرضي، يبيت المريض ليلته الأولى وفي الصباح الباكر عند بزوغ الشمس، يحضر المساعدون حفرة للمريض ، بحيث تكون الشمس مسلطة علي تلك الحفرة من بزوغها الي الساعة الثانية والنصف ظهراً ، ثم يأتون بالمريض و يضعونه بالحفرة علي قدر تحمله مدة لا تقل عن عشرة دقائق ولا تزيد عن خمسة عشر دقيقة، بعدها ينتقل الي خيمة مغلقة لمدة لا تقل عن ساعتين و لا تزيد من ثلاثة ساعات في هذه الاثناء لا يتعرض المريض للهواء و لا يشرب ماء بارد و لا يأكل إلا بأمر المعالج ، و يداوم أحد المساعدين في تقديم أكواب الحلبة الدافئة حتي يخرج المريض من خيمته ملفوفاً في غطاء ثقيل " بطانية أو اثنين " ويصل إلي غرفة مغلقة يرتاح فيها باقي اليوم و قد يحتاج الي تدليك بالخل و زيت الزيتون الدافئ و يتناول وجبته الرئيسية عبارة عن نصف دجاجة و شربة خضار دافئة .