الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هويدا دويدار تكتب: حديث على ضفاف النهر

صدى البلد

التقت أعيننا بشوق سمعته دقات قلوبنا، فتعالت حتى سمعتها نسمات الهواء الباردة وقد لامست وجنات الأشجار الوارفات وقد أطلقت عبيرها حتى ثملنا وكأننا ما عشنا حتى مر الماضى من أمامنا كضيف مغادر، ملوحًا ليفسح الطريق للآتِ.


وطوينا الطريق بأقدامنا مترافقين ساعات وتناجينا بأحاديث طويلات، حتى ثقلت أقدامنا فجلسنا على شاطئ النهر متلهفين لاستكمال حديثنا وقد أمسك بيديّ بين راحتيه وكأنها تنوب عنه لتنقلنى من عالمى إلى عالمه لأذوب وكأننى تلاشيت وقد فرضنا أنفسنا على دقات الزمن لتحصد ما زُرع فينا من تعاقب الأيام وقد اقتاتت السنوات من أعمارنا فقد أرهقنا الحديث.


وبعد برهة قد ساد الصمت وكأننا نريد أن نلتقط أنفاسنا المتسارعة وقد فصل بين الصمت والحديث خيط حريرى لن يقطعه سوى النسيان لكل ما ألمَّ بقلوبنا  وقد وجدنا أماننا بين جدران الحنين لنتوارى خلفها ونخفى معنا أسرارنا وكأنها أبواب لقلوب ظلت مغلقة، وبلمسات حانية نعيد فتحها من جديد لنهدم كل حواجز الخيبات على مرور سنوات.


لنشعر ونتنهد وتتهدج صدورنا حتى تختلط العبرات بماء النهر الجارى وقد ابتعدت لتحمل معها كل الأمنيات لتنقلها إلى الطرف الآخر حيث تتعلق أعيننا لتجدد  فينا الطاقات لنصنع من أحلامنا سفننا للأمل لنستعيدها، وتتصارع المشاعر مع الواقع وتخشى أن تتحطم فوق صخوره فترفض التسليم لفروض الظروف وقد تخصع العقل لنداء القلب للقاء خال من الظنون لقلوب تعاهدت، ثم ضلت الطريق على أن توثق قصة عشق تحكى وتظل قلوبنا ترددها وقد توافقت وأصرت على الاستمتاع بالحياة واغتنام ما قدمه لها القدر .


فتعود المياه من الركود إلى جريانها وقد أحيت أشجارا شاخصات وقد تساقطت أوراقها فقد أتعبها تعاقب الفصول وتظل تمد جذورها متشبثة بالحياة ربما تجد فى حياتها من تمنحة الأمل مع كل إشراقة شمس فتعود لتثمر ويرتمى بأحضانها من أتعبه الرحيل فربما هو كان أو ربما هى كانت، ولكننا نلتقى فلن تأخذنا الخطى بعيدا.

-