الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تدريب مشترك لعودة آمنة.. ماذا يحدث داخل قلعة المراقبة الجوية بمطار القاهرة

برج المراقبة الجوية
برج المراقبة الجوية بمطار القاهرة

نحو أكثر من عام، قد مر على بداية أزمة فيروس كورونا المستجد والذي صاحبها مزيدُ من التحديات والصعوبات فوق معاناة الأنظمة الصحية، تعاني أيضا صناعة النقل الجوي حول العالم من حالة الوقف والشلل الذي أصاب قوامها وكبدها مليارات الخسائر قدرت بنحو 118 مليار جنيه خلال عام الأزمة.

إذا حاولت حصر معدل الأطراف الخاسرة في صناعة النقل الجوي جراء تلك الجائحة الوبائية منذ ظهورها وحتى الآن، ستبوء محاولتك بالفشل، لأن الفيروس المستجد تفشى منذ بداية ظهوره في جسد الصناعة بأكلمها متجاوزاً الآلات والمحركات. ليطال عنصرها البشري ومديريها داخل أجواء الفضاء الفسيح.

وبمجرد أن يقع على مسامعك، كلمة العنصر البشري في صناعة الطيران سيتبادر إلى ذهنك مباشرة المراقب والطيار، وهما عنصران أساسيان لا ينفصلان في عملهما داخل أجواء السماء. إذا كان الطيار يحلق في السماء مرفرفاً فإن ما يسمكه هو المراقب، لذا فهي عملية تكاملية لا تنفصل أبداً، بل وجب توطيد تعاملهما واتفاق لغتمها لتكون واحدة، وهذا ما فعلته وزارة الطيران المدني المصري، محاولة كسر حواجز أبراج المراقبة الزجاجية أمام الطيار وفتح قمرة القيادة أمام المراقب أيضاً.

أرشيفية من داخل إحدى المطارات

فعلي مدار الأسابيع القليلة الماضية، سعت وزارة الطيران المدني نحو خطوة إيجابية جديدة تستكمل بها الجهود المبذولة منذ بداية الأزمة على كافة نواحي الصناعة، ففتحت أبواب أبراج المراقبة الجوية بالمطارات أمام الطيارين ليقفوا خلف شاشات الرادار جنباً إلى جنب مع المراقبين الجويين، يحاولون معالجة الأجزاء الغائبة عن كلاهما ما بين ما يدور داخل قمرة القيادة وما يتم إرساله عبر موجات اللاسكي.

فبحسب مصادر داخل وزارة الطيران المدني، فإن برج المراقبة الجوية بمطار القاهرة الدولي، يستضيف بشكل أسبوعي خلال الشهرين الماضيين، أفواجاً من الطيارين العاملين معظمهم بالشركة الوطنية مصر للطيران على دفعات ما بين 20 إلى 25 طياراً كل أسبوع ليعملوا داخل برج المراقبة الجوية مع المراقبينن، من أجل تقريب وجهات النظر بين كل منهما، ومحو عبارات الالتباس التي قد تحدث دون دراية بين الطرفين خلف تلك الموجة اللاسلكية الرابطة بينهما، مستغلين بذلك هدوء الأجواء الذي خلفته أزمة جائحة فيروس كورونا الوبائية.

أرشيفية - المراقبون الجويون


وإذا تحدثنا عن تلك المبادرة الهامة التي أقدمت إليها وزارة الطيران المدني لتقريب وجهات النظر بين عمل الطيار والمراقب الجوي، مستغلة فترة الركود الحالية التي يشهدها القطاع والمجال، فإنها ليست الأولى نحو الإقدام على هذه المبادرة، فسبقهم فيها نادي ضباط المراقبة الجوية، في أواخر العام المنقضي 2020، حينما  نظم ورشة عمل مشتركة دعى إليها عدد كبير من الطيارين العاملين بشركات الطيران المصرية الحكومية منها والخاصة، مبادرة منهم لفك شفرات ذاك التناغم اللاسلكي الدائر عبر الأثير ما بين برج المراقبة وقمرة القيادة.

ليست هذه الحركة الموكوكية الوحيدة الشاهد عليها برج المراقبة الجوية بمطار القاهرة، بحسب ما أدلت به مصادر وزارة الطيران المدني لـ صدى البلد، أنه منذ بداية أزمة الجائحة الوبائية وعلى مدار الشهور الماضية، شرعت شركة الملاحة الجوية، في تنظيم دورات تدريبية باستمرارللمراقبيين الجويين من أجل الحفاظ على كفاءة المراقب الجوي، في ظل حالة الركود الذي يشهدها المجال الجوي إثر تداعيات غلق الأجواء وفتحها المحدود أيضاً، الذي خلفته أزمة الجائحة الوبائية.

المصادر قالت، إن عمليات التدريب التكميلي التي كان يجريها المراقبون الجويين، من أجل المحافظة على كفاءتهم كانت تتم من خلال العمل لايف على الشبكة داخل برج المراقبة الجوية في مطار القاهرة، ولكن الأمر اختلف مع جائحة فيروس كورونا وخفض حركة الطيران، فأصبح يتم اختبار المراقبين عبر أجهزة السيموليتر من أجل تقييمه تعويضا عن الاختبار اللايف من خلال الحركة الجوية على شاشات الرادار.

مطار القاهرة - أرشيفية


وأشارت المصادر، إنه منذ بداية أزمة كورونا وهناك عمليات تشديد وضغط على إجراء تدريب الطواقم العاملة تحت إشراف سلطة الطيران المدني سواء من الطيارين أو المراقبيين الجويين المصريين للحفاظ على كفاءتهم العالية في ظل الأزمة الحالية التي يعاني منها دول العالم، ويشكل فيها تدريب الطواقم الجوية تحدي كبير أمام الصناعة والدولة بأساطيلها الجوية، حتى يكونوا مستعدين لعودة كُلية آمنه وكفاءة عالية بعد فترة الوقف الذي تجاوزت العام.