الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصير الشبكة بعد فسخ الخطوبة.. حقيقة تقليل الصدقة لذنوب المتوفى.. طريقة مواجهة الشعور بالعجز الداخلي والإحباط.. لماذا لم يكن هناك إمام في صلاة الجنازة على النبي؟

فتاوى وأحكام
فتاوى وأحكام

هل من حق الفتاة أن تأخذ الشبكة بعد فسخ الخطوبة؟

هل تقلل الصدقة من ذنوب المتوفى؟

كيف أتجنب الشعور بالعجز الداخلي والإحباط؟

لماذا لم يكن هناك إمام في صلاة الجنازة على النبي؟

 

نشر موقع “صدى البلد” خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى والأحكام التي تشغل بال الكثير، نستعرض أبرزها في التقرير التالي: 

 

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه من المقرر شرعا أن الخطبة ليست عقدا ولا زواجا، ولا يترتب عليها شيء من آثار العقد والزواج .

 

وأضافت دار الإفتاء، أن الشبكة التى تقدم للمخطوبة قد جرى العرف باعتبارها جزءا من المهر، ومادامت الشبكة قد اعتبرت عرفا جزءا من المهر فإنها تأخذ حكمه، والمهر لا يستحق شرعا إلا بعقد الزواج ، فإذا لم يتم عقد الزواج بسبب فسخ الخطبة فإنه يكون للخاطب شرعا الحق فى أن يسترد ما قدمه لمخطوبته من شبكة، لأنها جزء من المهر كما سبق، ولا حق للمخطوبة فى شىء من الشبكة المذكورة شرعا .

 

وأشارت الى أنه للخاطب استرداده سواء كان الفسخ من قبله أو من قبل المخطوبة وفقا لنصوص فقه المذهب الحنفى الجارى عليه القضاء. 

كيفية تقسيم الذهب في حالة فسخ الخطبة أو فسخ كتب الكتاب أو إذا دخل بها وطلقت؟..سؤال أجاب عنه الشيخ احمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،وذلك خلال فيديو منشور على قناة دار الإفتاء على اليوتيوب.


وأجاب ممدوح، قائلًا: لو كان فسخ الخطبة من جهة العريس فالدهب من حقه، كذلك لو كان فسخ الخطبة من جهتها فيكون الشبكة من حقه أيضًا.  


وتابع: لو دخل بها وطلقها فالدهب من حقها، أما لو كان اتكتب كتابها ولكن طلقها فنصف الدهب من حقها. 


الشبكة من حق مين؟.. الإفتاء: للخاطب حتى لو كان متسببا في فسخ الخطوبة

قالت دار الإفتاء، إن الخطبة وقبض المهر وقبول الشبكة من مقدمات الزواج، ومن قبيل الوعد به ما دام عقد الزواج لم يتم مستوفيًا أركانه وشروطه الشرعية، فإذا عدل أحد الطرفين عن عزمه على إتمام الزواج كان للخاطب أن يسترد ما دفعه من المهر، ولم تستحق المخطوبة منه شيئًا، وكذلك الشبكة؛ لجريان العرف بكونها جزءًا من المهر.

وأوضحت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل الخاطب من حقه الحصول على الشبكة بعد فسخ الخطبة؟»، أنه حيث يتفق الناس عليها عند إرادة الزواج؛ مما يخرجها عن دائرة الهدايا ويلحقها بالمهر، والعرف معتبر في أحكام الشريعة الإسلامية؛ لقوله تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ» [الأعراف: ١٩٩]، فكل ما شهدت به العادةُ قُضِيَ به لظاهر هذه الآية كما يقول الإمام القرافي في "الفروق" (3/ 185، ط. عالم الكتب).
 


وأكدت أن الشبكة المقدمة من الخاطب لمخطوبته تكون له في حالة أن يعدل الخاطبان أو أحدهما عن الخطبة، وليس للمخطوبة منها شيء، ولا يؤثر في ذلك كون الفسخ من الرجل أو المرأة، إلا أن يتنازل الخاطب عنها أو عن بعضها، فلا بأس حينئذٍ أن تستبقي المخطوبة ما تنازل هو عنه في حيازتها وملكها؛ لأنه تَصرُّفٌ منه فيما يملك وقد تم برضاه وموافقته، فهو تَصَرُّفٌ صحيحٌ نافذٌ.

وتابعت: وقد روى الدارقطني عن حبان بن أبي جَبلة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّ أَحَدٍ أَحَقُّ بِمَالِهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، فهذا الحديث يقرر أصل إطلاق تصرف الإنسان في ماله.


من يستحق الشبكة فى حالة فسخ الخطبة  

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى « يوتيوب» يقول صاحبه: « من يستحق شبكة الذهب في حالة فسخ الخطبة؟».

وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى إجابته عن السؤال إن الخاطب هو من يستحق الشبكة فى حال فسخ الخطبة، سواء عدل أحدهما أو كلاهما عن عقد الزواج.

وأوضح أمين الفتوى أنه لا يؤثر فى ذلك كون الفسخ من الرجل أو المرأة؛ لأن الشبكة جزء من المهر، وطبقًا للعرف الناس يتفقون عليها فى الزواج وهذا يخرجها من نطاق الهدايا.

هل تقلل الصدقة من ذنوب المتوفى؟

تلقى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، سؤالا يقول صاحبه: “هل تقلل الصدقة من ذنوب المتوفى.. وهل نجازى عليها؟”.

وأجاب الدكتور علي جمعة عن السؤال قائلا: بالطبع، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وتقي مصارع السوء.
وأضاف علي جمعة : أننا كنا نسأل مشايخنا عن الذين نسوا أنفسهم في كثير من التصرفات.. كيف يكرمهم الله؟! فكانوا يقولون بكثرة الصدقة، فحتى المذنب يسترها الله معه بسبب الصدقة.

وأشار خلال فيديو عبر صفحته على فيس بوك إلى أن الصدقة عبادة متعدية النفع، قال تعالى "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ".

وأوضح أن الصدقة  لها شأن كبير في الوقاية من النار وغفران الذنوب وستر الحال وتيسير الأمور، بل إن النبي عد من أولئك الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهو مشهد عظيم يوم القيامة نحتاج فيه إلى ظل عرش الرحمن، رجل تصدق صدقة بيمينه ولا تعلم شماله ما انفقت يمينه "صدقة السر".

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ”.

وتابع أن الصدقة وكثرتها تخفف عن الإنسان ذنوبه، وكذلك من سبقنا إن كان قد ترك صدقة، فهذا فيه نص الحديث “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

وأكد أنه يجوز أن نهب ثواب ما ندفع من صدقات لميت سبقنا، أو ندعو له ففي الحديث “ولد صالح يدعو له”، فعندما نقول اللهم هب مثل ثواب ما قدمت إلى روح أبي وأمي وهكذا، فهذا لا بأس به.

فضل الصدقة

1- الصدقة تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى.

2- تمحو الخطيئة وآثارها.

3- تعتبر وقاية من النار يوم القيامة.

4- يستظل المتصدق بها يوم القيامة، حيث إنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

5- فيها دواء للأمراض البدنية.

6- هي دواء للأمراض القلبية.

7- المتصدق تدعو له الملائكة كل يوم.

8- تجعل الله يبارك في المال.

9- تطهر الإنسان وتخلصه من الفساد والحقد الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة.

10- يضاعف الله للمتصدق أجره.

11- صاحبها يدخل الجنة من باب خاص يقال له باب الصدقة.

12- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.

13- دليلُ على صدق إيمان المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصَّدقَة بُرهانٌ).

14-  تطهير المال ممّا قد يصيبه من الحرام خاصة عند التجار، بسبب اللغو، والحلف، والكذب.

15- تدفع البلاء.

16- انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته.

17- سببٌ لدخول الجنة، ويُدعى صاحب الصدقة يوم القيامة من باب الصدقة.

18- مضاعفة أجر الصدقة.

19- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.

20- الصدقة تفتح لك الأبواب المغلقة.

21- تدفع ميتة السوء.

22- سبب سرور المتصدق ونضرة وجهه يوم القيامة.

23- تسد سـبعـين بابًا من السوء في الدنيا.

24- أفضل ما ينتفع به الميت وخير ما يُهدى للميت في قبره.

25- الصدقة هي أفضل الأعمال الصالحة والقربات إلى الله سبحانه وتعالى.

كيف أتجنب الشعور بالعجز الداخلي والإحباط؟

ماذا  أفعل حتى أتجنب الشعور بالعجز الداخلي والإحباط؟ سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية.

وأجاب الدكتور عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن السؤال قائلا: إن الأصل أن بك هشاشة في نفسيتك، بمعنى ليس عندك لياقة نفسية وهى كاللياقة البدنية.

وأضاف أمين الفتوى فاللياقة البدنية تجعل عند الإنسان مرونة ورشاقة وتحمل فإذا وقع مثلا يستطيع أن يقاوم ويستأنف ما يفعله مرة أخرى.

 

وتابع: “كذلك اللياقة النفسية فلو حدث للإنسان مشكلة كأن وقع في مصيبة أو حصل له انكسار في حياته أو كان متوقعا شيئا ولم يأت فبها يستطيع أن يقاوم ويتجاوز”.


وأوضح أن معنى اللياقة النفسية أن يجدد الإنسان الأمل ويدفع اليأس عن نفسه بذكر الله، لأن التوفيق من الله، والإنسان في نفسه ضعيف فليسأل القوى وليس هناك أقوى من الله “أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا”.


وأكد أنه يجب على الإنسان أن يكثر من اللجوء إلى لله وليصدق في هذا اللجأ، ويعتمد على الله سبحانه وتعالى، وألا يجالس المحبطين المثبطين للهمم، بل يجالس أصحاب العزائم والهمم العالية، فإن أكثر من ذلك مع أذكار الصلاة والصلاة فإن الله يقويه.

لماذا لم يكن هناك إمام في صلاة الجنازة على النبي؟

في مثل هذا اليوم شهدت الدنيا أسوأ وأصعب يوم مر بها لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم خير الأنام، حيث توفى يوم الاثنين الموافق 12 من ربيع الأول، في العام الحادي عشر هجريا، وهو ما يوافق عام 633 ميلاديا من شهر يونيو، وكان عُمره 63 عامًا.


وثبت في الروايات الصحيحة أنه لم يكن هناك إمام في صلاة الجنازة على النبي، فقد صلى الصحابة عليه -صلى الله عليه وسلم- فرادى، ولم يصلوا في جماعة.


فعَنْ أَبِي عَسِيبٍ أَوْ أَبِي عَسِيمٍ رضي الله عنه: (أنَّهُ شَهِدَ الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ ؟ قَالَ : ادْخُلُوا أَرْسَالًا أَرْسَالًا. قَالَ : فَكَانُوا يَدْخُلُونَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ).

قال ابن عبد البر رحمه الله: "وأما صلاة الناس عليه أفذاذاً - يعني : على النبي صلى الله عليه وسلم - فمجتمع عليه عند أهل السير وجماعة أهل النقل ، لا يختلفون فيه "


وقد ذكر العلماء أسبابا كثيرة لصلاة الصحابة الجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم فرادى، منها:

1- قال بعض أهل العلم إن الصحابة صلوا فردى على النبي بسبب وصيته صلى الله عليه وسلم لهم بالصلاة عليه فرادى، ولكن ذلك لم يثبت بإسناد صحيح، وإنما ورد في بعض الأحاديث الضعيفة.

2- صلى الصحابة فرادى على النبي بسبب التنافس الشديد بينهم لتحصيل هذه الفضيلة – وهي إمامة الناس في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم– محبة منهم له، التي لا يناسبها الإيثار والمسامحة، وإنما التنافس والمشاححة على هذا القرب منه صلى الله عليه وسلم في آخر موقف له بينهم في الدنيا، خاصة وأن أمر الخلافة والإمامة لم يكن استقر بعد، ولم يُعرف مَن هو الذي سيتولى أمر المسلمين كي يتقدم في إمامة الصلاة، فحرص الصحابة على وحدة صف المسلمين، وانتظار اجتماع كلمتهم على أحدهم يكون هو الإمام المقتدى به، فقد كان الخليفة هو الذي يتقدم المسلمين في الصلوات.


يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
" صلى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرادا لا يؤمهم أحد، وذلك لعظم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنافسهم في أن لا يتولى الإمامة في الصلاة عليه واحد".

ويقول الإمام الرملي رحمه الله – بعد أن نقل كلام الإمام الشافعي رحمه الله:
" لأنه لم يكن قد تعين إمام يؤم القوم، فلو تقدم واحد في الصلاة لصار مقدما في كل شيء، وتعين للخلافة ".

3- تنافس الصحابة رضوان الله عليهم في تحصيل البركة من صلاة الجنازة على النبي على وجه الانفراد والخصوصية دون أن يكون أحد منهم تابعا لإمام، فلم يكن أحد يقبل أن يتوسط بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم شخص في الصلاة لنيل الأجر والبركة.
يقول الإمام القرطبي رحمه الله:
" أرادوا أن يأخذ كل أحد بركته مخصوصا دون أن يكون فيها تابعا لغيره".

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه الصحابة فرادى؛ لأنهم كرهوا أن يتخذوا إماماً بين يدي الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فصاروا يأتون يصلون عليه أفراداً، الرجال ثم النساء".

4- تعظيم واحترام النبي صلى الله عليه وسلم، والهيبة أن يتقدم أحد ليؤم الناس في الصلاة عليه، فقد كان الرسول إمام الناس وقائدهم وهاديهم، فلم يجرؤ أحد أن يقف موقفه وأن ينصب نفسه مكانه بعد وفاته وبغير إذنه عليه الصلاة والسلام، وهذا السبب يتعارض مع السببين الثاني والثالث الذين قال بهما بعض العلماء.


يقول البهوتي الحنبلي رحمه الله:
"تسن الصلاة عليه – يعني على الميت - جماعة لفعله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستمر الناس عليه ، إلا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يصلوا عليه بإمام احتراما له " انتهى.

فهذه هي الأسباب التي ذكرها العلماء، ولم يظهر لنا الجزم بواحد منها، وقد تكون كل الأسباب مجتمعة أو بعضها هي ما دعت الصحابة الكرام للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فرادى، وقد يكون السبب في ذلك أمر آخر سوى ما ذكرنا ؛ فالله أعلم بذلك.