الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موقعة تبة الشجرة.. عندما قطع الجيش المصري رأس الأفعى الشهيرة وأذل إسرائيل

صدى البلد

أحد أهم المزارات التاريخية التي تسرد الكثير من بطولات الجيش المصري وتضحياته، وأحد أشهر المواقع الأثرية الشاهدة على قهر إسرائيل في سيناء.. إنها منطقة تبة الشجرة التي شهدت واحدة من أشهر المعارك في حرب أكتوبر.

هو موقع ضحى فيه عشرات الأبطال بأرواحهم لتحرير نقطة تبة الشجرة الحصينة، موقع تبة الشجرة، أحد قلاع خط بارليف المنيع، واحدا من أهم المزارات التاريخية والتي تسرد بطولات عسكرية علي أرض محافظة الإسماعيلية وفي نقطة تلاقي بنظيرتها شبه جزيرة سيناء..


أخذ موقع التبة تسميته من اسم شجرة الجزورينا التى كانت تعلو التبة منذ القدم، والتي كانت تشتهر بها بين بدو سيناء، وسجلت بهذا الاسم بالخرائط المساحية والسجلات العسكرية قبل الاحتلال، ذلك وفقا لكتاب "أبطال تبة الشجرة" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب.

اختيار إسرائيل تبة الشجرة

وقع اختيار العدو الإسرائيلي على موقع تبة الشجرة تحديدًا، لأنه يرتفع عن سطح قناة السويس بواقع 74 متراً، وتبعد عن مدينة الإسماعيلية 10 كيلو مترات، و 9 كيلومترات شرق قناة السويس، فيمكن من خلاله رؤية خط بارليف على طول مجرى القناة، وليكون إحدى النقط الحصينة التي أقامتها إسرائيل على طول خط قناة السويس، كخط دفاع لها.

سيطرة الجيش المصري على تبة الشجرة

كانت إسرائيل تستطيع من خلاله مراقبة الضفة الغربية للقناة، أو الوجود على منطقة مرتفعة لتتمكن من قصف مواقع للجيش المصرى، فـ أثناء حرب أكتوبر، فى اليوم الثالث على بداية المعركة، تقدمت قوات من الجيش المصري، للسيطرة على الموقع، وبعد قتال عنيف مع القوات الإسرائيلية، استطاعت القوات المصرية الاستيلاء على الموقع، وتدمير عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية.

من الأفعى المدمرة لـ تبة الشجرة 

أثناء تصوير الطيران المصري للموقع تم اكتشاف هيكل الموقع، والذى تبين أنه على شكل جذوع الشجر، لكن إسرائيل كانت تطلق عليه «رأس الأفعى المدمرة»، علامة على الارتكاز مثل الأفعى للسيطرة على كل ما حولها، ذلك فقًا لتوضيح محمد الشرقاوى، أحد الجنود المصريين المكلفين بشرح المعلومات عن موقع «تبة الشجرة».

مشهد من المعركة 

عقب الدخول من الباب الرئيسي للموقع، يمكنك رؤية مجموعة من الدبابات والسيارات  تنتشر على اليمين واليسار، التى تم تدميرها أثناء اقتحام القوات المصرية للموقع، كما يوجد 3 مواقع للألغام ما زالت كما هى حتى الآن، قامت إسرائيل بوضعها فى الرمال، من كافة الاتجاهات المحيطة بالموقع، حتى إذا حاولت القوات المصرية الدخول يتم التفجير فى الحال. 

يروى محمد الشرقاوى أنه عقب اقتحام الجيش المصرى لـ«تبة الشجرة»، تم الاستيلاء على 3 أجهزة لاسلكية كانت إسرائيل تستخدمها فى إرسال الإشارات إلى كافة النقط الحصينة على طول خط بارليف، وجهاز د 13 ألمانى الصنع، خاص باستقبال الإشارات الواردة من العاصمة الإسرائيلية «تل أبيب».

عدد من الأسلحة والذخيرة يحتوي عليها الموقع، ومجموعة من الدانات التي كانت تطلقها إسرائيل على الجيش المصرى، تحتوى بداخلها على ورقة مكتوب عليها «سلم نفسك، إسرائيل هى الأم»، وذلك لإحباط الروح المعنوية عند الجنود المصريين. 

خندقين كبيرين مخفيين
 

يحتوى الموقع على خندقين كبيرين، لا يظهران لأى طيران مصرى محلق فى السماء استطاعت إسرائيل أن تشييد هذا الحصن بطريقة هندسية يصعب تدميرها، عن طريق 5 طوابق مبنية بصخور ذات أحجام كبيرة، مترابطة بمجموعة من الأسلاك، حيث استخدمت إسرائيل الجنود المصريين الذين تم أسرهم عقب نكسة يونيو فى إحضار هذه الصخور من مياه القناة. 

يحتوى الخندق الأول من الداخل على مجموعة من الغرف، لضباط الأمن، وغرفة لضابط مخابرات، وغرف استقبال الاتصالات والإشارات الواردة من النقط الحصينة على خط بارليف أو استقبال الإشارات من «تل أبيب»، تحتوى الجدران على مجموعة من الصور لعدد من القادة الإسرائيليين فى ذلك التوقيت، كان أبرزهم رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وموشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى وقت حرب السادس من أكتوبر، وحاييم بارليف، صاحب فكرة بناء خط بارليف. 


أما الخندق الثانى، فهو يشتمل على 6 غرف «مبيت» للضباط، ومطبخ لتحضير الطعام، وغرفة لتناول الطعام، وعيادة طبية، كما يوجد وحدة تكييف مركزية داخل الحصن، فيما وضعت إسرائيل حواجز إسفنجية بين الجدران، حتى يكون هناك عزل للصوت بين الغرف. 

كانت إسرائيل تضع أعلى سطح التبة، سلاحًا من المدفعية، تستطيع من خلاله إطلاق الذخائر على مدينة الإسماعيلية، وإصابة مواقع الجيش المصرى على الضفة الغربية. فى منتصف الموقع، يوجد نصب تذكارى مكتوب عليه «لوحة شرف أبطال معركة تبة الشجرة»، ولوحة أخرى عليها أسماء الشهداء الذين سقطوا أثناء هذه المعركة، من أجل الانتصار واسترجاع الأرض.